بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 كانون الثاني 2020 12:01ص الفلسطينيون ينتفضون ضد «خطة ترامب» ويتعهدون بإسقاطها

آلاف المتظاهرين في شوارع الضفة وغزة يهتفون: القدس ستبقى عاصمتنا

حجم الخط
نظم الفلسطينيون أمس احتجاجات ضد خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، قبل ساعات من كشف النقاب عنها في واشنطن. 

وتظاهر أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني في غزة ضد الخطة التي قوبلت بالرفض من الجانب الفلسطيني. في حين يُخطط لمزيد من الاحتجاجات في الأيام المقبلة. 

وأفاد مصور فرانس برس أن المتظاهرين جابوا شوارع مدينة غزة وأحرقوا الأعلام الأميركية وصور ترامب على وقع هتافات «لا لا للصفقة» و«الصفقة لن تمر». 

كما انطلقت عدة مسيرات صغيرة شارك فيها المئات في مدن ومخيمات في قطاع غزة وكذلك في مدن في الضفة الغربية المحتلة. 

ودعا الفلسطينيون المجتمع الدولي إلى مقاطعة خطة إدارة ترامب التي يعتبرونها منحازة لاسرائيل ولم تعد تمثل وسيطاً محايداً في النزاع. 

وأعلن ترامب بحضور رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أن خطته تقوم على اقتراح «حل واقعي بدولتين» مع عاصمة «في القدس» والاعتراف بسيادة إسرائيل على أراض محتلة ورفض عودة اللاجئين الفلسطينيين. 

من جانبهم رفض المستوطنون الخطة الأميركية معبرين عن قلقهم وتخوفهم من دعوتها لإقامة دولة فلسطينية. 

واحرق شبان فلسطينيون تظاهروا وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية نموذجا عملاقا للدولار الاميركي في اشارة الى رفضهم للاغراءات المالية التي اعلنها ترامب في خطته. 

وفي أحد مقاهي المدينة اهتم عدد قليل بمتابعة اعلان ترامب الذي بثته مختلف القنوات الفضائية، في حين انهمك كثيرون في لعب الورق وتدخين النارجيلة. 

وقال الشاب فراس لدادوة 23 عاما الذي تابع اعلان ترامب مع صديق له « ترامب منح القدس رسميا لاسرائيل وهذا ينسف اي جهود ولا يوجد اي فلسطيني او عربي يقبل بذلك... هذه الخطة تفشل كل قضايا الحل النهائي، واي زعيم عربي او فلسطيني يقبل بها فهو خائن». 

وجلس محمود النجار 69 عاما ينتظر اعلان ترامب قبل موعده بنصف ساعة، وقال لوكالة فرانس برس «لن يقبل اي فلسطيني بهذه الخطة التي ستفشل مثل سابقاتها، والقدس ستبقى عاصمة الدولة الفلسطينية وكلام ترامب كلام فارغ ولا يمكن يقبله اي طرف فلسطيني أو عربي». 

وفي حدث نادر يشارك ممثلون عن حركة حماس في اجتماع القيادة الفلسطينية الذي دعا اليه الرئيس محمود عباس لبحث آليات الرد على خطة السلام. 

ووصف مسؤول في حركة حماس أمس تصريحات ترامب بشأن خطته للسلام بأنها «عدوانية» وقال إن اقتراحاته بشأن القدس «فارغة».

وقال سامي أبو زهري إن «تصريحات ترامب العدوانية ستفجر غضبا كبيرا».

وأضاف أن «تصريحاته حول القدس فارغة وليس لها قيمه والقدس ستبقى أرض الفلسطينيين».

وأكد رئيس الوزراء محمد اشتيه منذ الاثنين رفض الخطة معتبراً إياها «تصفية للقضية الفلسطينية». 

ويرى اشتية أن خطة السلام الأميركية «تعطي لإسرائيل كل ما تريده على حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني». -

ويبدو أن خطة ترامب تعطي إسرائيل الضوء الأخضر من واشنطن لضم وادي الأردن الذي يعيش فيه 65000 فلسطيني، وفقاً لمنظمة بتسيلم غير الحكومية الإسرائيلية المناهضة للاحتلال. 

وقال نتنياهو أمس إن المشروع الأميركي سيمنح إسرائيل السيادة على غور الأردن، وقال السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان بدوره إن الدولة العبرية يمكنها في أي وقت ضم مستوطناتها في الضفة الغربية. 

وقال ياسر هليل امس وهو في العشرينات من العمر كان يجمع الباذنجان بالقرب من مستوطنة يافيت في وادي الأردن «إن خطوة ضم إسرائيل غور الاردن ستهدد رزقنا وستؤثر على مستقبل الكثير من العمال». 

واضاف «نحن ضد صفقة القرن لانها ستؤثر على مجتمعنا، خاصة وان العمال سيبدأون بالشعور ان هذه الارض ليس أرضهم وانها لليهود. نعمل هنا بدون تصاريح، واذ ضُمت المنطقة لاسرائيل فاننا سنواجه مشكلة التصاريح ويصبح العمل فيها أصعب من العمل في إسرائيل». 

وفي بلدة زبيدات في غور الأردن، قال رئيس بلديتها اسماعيل زبيدات ( 80 عاما) لفرانس برس إنه «لا يشعر بقلق بالغ إزاء إعلان ترامب». 

واضاف أن «كل ما يحدث هو كلام في كلام من اجل الانتخابات الاسرائيلية». 

واكد على ان الناس لن تخرج من المنطقة ولا مجال اصلا للخروج، لا صفقة القرن ستخرجنا ...ولا نتنياهو، الناس ستبقى هنا». 

وشدد زبيدات وهو أصلا لاجئ وصل الى المنطقة في العام 1948 «نحن لسنا خائفين لاننا اصحاب الارض وكل ما تعمله اسرائيل واميركا هو تخويف الناس ولن يترك احد بيته او ارضه». 

وتم الاعلان عن تنظيم احتجاجات اليوم في المنطقة. 

ومن جهته أعلن الجيش الاسرائيلي أمس تعزيز قواته باضافة قوات من سلاح المشاة في غور الاردن المنطقة الاستراتيجية في الضفة الغربية المحتلة، بينما ذكرت وسائل الإعلام الاسرائيلية أن الخطة الأميركية قد تتضمن ضم هذه المنطقة من قبل اسرائيل. 

وكان مجلس» يشع» وهو مجموعة يمثل مجالس المستوطنات اليهودية المقامة في الضفة الغربية المحتلة متفائلًا في البداية بمقترحات ترامب. لكن قادة المجلس قالوا بعد ذلك إن المسؤولين الأميركيين أطلعوهم على التفاصيل وهذا «اثار قلقاً شديداً» لديهم. 

وقال رئيس مجلس «يشع» ديفيد الحياني «لا يمكننا الموافقة على خطة تتضمن تشكيل دولة فلسطينية تشكل تهديدا لإسرائيل وخطراً كبيراً على المستقبل.» 

واكد وزير النقل الإسرائيلي بتسالئيل سموتريتش من اتحاد «يمينا «اليميني المتطرف في مقابلة مع إذاعة الجيش أن حزبه «لن يوافق تحت أي ظرف من الظروف على الاعتراف، سواء أكان صريحا او ضمنيا بدولة فلسطينية». 

من جهته قال وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي أمس إن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل والدائم في الشرق الأوسط.

وقال الصفدي في بيان صدر بعد إعلان خطة ترامب «الأردن يدعم كل جهد حقيقي يستهدف تحقيق السلام العادل والشامل الذي تقبله الشعوب».

ودعا الصفدي إلى إجراء مفاوضات جادة ومباشرة تعالج جميع قضايا الوضع النهائي بما في ذلك حماية مصالح الأردن وحذر من «التبعات الخطيرة لأي إجراءات أحادية إسرائيلية تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض».

إلى ذلك انتقد رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة أمس الخطة الأميركية ترامب «المشؤومة» للسلام واعتبر إعلانها «يوماً أسود» للقضية الفلسطينية. 

وقال الطراونة في تصريحات لتلفزيون المملكة الرسمي عقب إعلان ترامب خطته، إن هذه الخطة «مشؤومة، ويوم أسود للقضية الفلسطينية يذكرنا بوعد بلفور». 

وأكد الطراونة أن «هذه الخطة مرفوضة جملة وتفصيلا من الشعبين الأردني والفلسطيني»، مشيرا إلى عدم قبولها من «أي مواطن عربي أو منصف في العالم». 

واعتبر ان «صفقة القرن هذه معادلة من طرف واحد وإهداء مجاني لإسرائيل».

وقال مستشار للرئيس الإيراني أمس إن خطة ترامب للسلام تمثل فقط اتفاقا بين الولايات المتحدة وإسرائيل ورفض هذا الاقتراح بوصفه «إجبارا وعقوبات».

وقال حسام الدين آشنا على تويتر بعد كشف ترامب عن تفاصيل خطته في واشنطن إن «هذا اتفاق بين النظام الصهيوني وأميركا. التواصل مع الفلسطينيين ليس ضمن أجندته. هذه ليس خطة سلام ولكنها خطة إجبار وعقوبات».

(أ ف ب - رويترز)