أعلنت القوات الجوية التركية أنها أسقطت طائرة مسيرة مجهولة المصدر على الحدود السورية، بعدما اخترقت الأجواء التركية ست مرات، وفق ما قالت وزارة الدفاع امس فيما عبّر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسن عن قلقه لـ«وجود 5 جيوش مختلفة في سوريا».
وكتبت الوزارة على تويتر «أسقطت طائرتان من نوع أف 16 طائرة بدون طيار اخترقت أجواءنا ست مرات»، موضحةً أن الطائرتين انطلقتا من قاعدة إنجيرليك الجوية، كما أرفقت التغريدة بصور للطائرة المسيرة.
وأكدت الوزارة أن مصدر الطائرة لا يزال مجهولاً، موضحةً أنها دمرتها.
وعثرت قوات من الدرك التركي على حطام الطائرة في محافظة كيليس، وفق الوزارة.
وفي عام 2015، أسقطت تركيا مقاتلة روسية من نوع «سوخوي 24»، على الحدود التركية السورية، ما أدى إلى أزمة غير مسبوقة بين موسكو وأنقرة.
واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخطوة حينها بأنها «طعنة في الظهر». لكن العلاقات تحسنت بعد ذلك بين البلدين من أجل العمل معا حول النزاع السوري.
ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن القومي التركي، الذي يضم قياديين سياسيين وعسكريين، اليوم برئاسة إردوغان، وستكون سوريا موضوع النقاش الأساسي في الاجتماع.
من جهة أخرى طالب وزير الخارجية السوري وليد المعلم بانسحاب كل القوات الأميركية والتركية فورا من بلاده وحذر من أن القوات الحكومية السورية لها الحق في اتخاذ إجراءات مضادة في حالة رفضها الانسحاب.
وقال المعلم خلال كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إن «أي قوات أجنبية تتواجد على أراضينا، دون طلب منا، هي قوات احتلال وعليها الانسحاب فورا وإن لم تفعل فلنا الحق في اتخاذ كل الإجراءات المكفولة بموجب القانون الدولي إزاء ذلك».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أمر في العام الماضي باستكمال انسحاب القوات الأميركية من سوريا ولكن تم إقناعه فيما بعد بترك بعض القوات هناك لضمان عدم تمكن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من استنئاف نشاطهم.
وبدأ التدخل الأميركي في سوريا بشن غارات جوية في أيلول عام 2014 خلال رئاسة باراك أوباما.
وقال المعلم «ما زالت الولايات المتحدة وتركيا تواصلان وجودهما العسكري غير الشرعي في شمال سوريا وقد وصل الصلف بهما إلى حد عقد مباحثات واتفاقات بشأن إنشاء ما يسمى بالمنطقة الآمنة داخل الأراضي السورية، وكأن هذه المنطقة ستقام على الأراضي الأميركية أو التركية.. إن كل ذلك مخالف للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة».
وقال المعلم «نحن عازمون على استكمال الحرب ضد الإرهاب بمختلف مسمياته حتى تطهير كل الأراضي السورية منه».
الى ذلك أعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسن عن قلقه لـ«وجود 5 جيوش مختلفة في سوريا»، مؤكدًا أن «ذلك يهدد سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها».
وشدد بيدرسن على أنه «في نهاية المطاف يجب أن تكون أراضي سوريا بأكملها تحت سيطرة الحكومة»، كاشفًا عن أنه «سيلتقي الرؤساء المشاركين بالدستورية السورية لمناقشة العمل اللاحق للجنة».
ولفت الى أنه اتفق «مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم ورئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة نصر الحريري على كيفية عمل اللجنة اللاحق»، مشيرًا إلى أنه سيلتقي في البداية الرئيس المشارك للجنة عن الحكومة السورية، ومن ثم مع نظيره عن المعارضة، مؤكدًا أن «السوريين أنفسهم سيحددون جدول أعمال أول لقاء للجنة».
ونوّه بأنه سيعلن قريبا عن أسماء الرؤساء المشاركين للجنة، مؤكدا أن تحديد الأسماء بات في مرحلته النهائية.
وذكر أنه سيطلع مجلس الأمن الدولي اليوم بشكل مفصل على نشاط اللجنة الدستورية، معتبرًا أن «الأمم المتحدة ستلعب دور الوسيط بين الجانبين ولن يقوم بهذا الواجب أي طرف آخر».
وأضاف أن «اللقاء الأول للجنة قد يعقد بحضور ممثلين أجانب، لكن حتى الآن لم توجه الدعوة لأحد».
(أ ف ب-رويترز)