أثبتت نتائج أولية أن انفجارا هائلا من السماء أزال المدن والمستوطنات الزراعية بشمال البحر الميت قبل 3700 عام، والتي عرفت بحضارتي سدوم وعمورة -وفق التعبير التوراتي- أو قوم لوط كما ذكرت في القرآن الكريم.
وقال فيليب سيلفيا عالم الآثار من جامعة ترينيتي ساوث وست في البوكيرك إن استخدام تقنية التأريخ بالكربون المشع -إضافة إلى المعادن التي تم اكتشافها والتي يبدو أنها تبلورت على الفور عند درجات حرارة عالية- تشير إلى أن انفجارًا هائلاً ناجمًا عن نيزك انفجر إلى قطع ودمر على الفور حضارة كانت تسكن في سهل دائري طوله 25 كيلومترًا يسمى الغور الأوسط.
والنيزك عبارة عن جسيم يوجد في النظام الشمسي ويتكون من حطام الصخور، وقد يكون في حجم حبيبات الرمل الصغيرة أو صخرة كبيرة.
وتشير حفريات -أجريت في خمسة مواقع كبيرة بالغور الأوسط في الأردن - إلى أن جميعها كانت مسكونة لما لا يقل عن 2500 عام حتى حدوث انهيار جماعي مفاجئ في نهاية العصر البرونزي.
وقد حددت الدراسات الاستقصائية 120 مستوطنة إضافية أصغر في المنطقة يعتقد الباحثون أنها تعرضت أيضاً لحرارة ورياح شديدة للغاية.
وقال سيلفيا إن ما يقدر بنحو 40 ألفا إلى 65 ألف شخص كانوا يسكنون وسط غور الأردن قبل سقوط النيزك.
ويأتي الدليل الأقوى على الدمار الناجم عن انفجار نيزك من مدينة تل الحمام، حيث يشير التأريخ بالكربون المشع إلى أن الجدران الطينية من جميع الهياكل تقريبا قد اختفت فجأة منذ حوالي 3700 عام تاركة فقط الأسس الحجرية.
وتظهر الطبقات الخارجية للعديد من قطع الفخار من نفس الفترة علامات على صهرها إلى زجاج. وقالت سيلفيا إن بلورات الزركون في تلك الطبقات الزجاجية تشكلت في ثانية واحدة عند درجات حرارة عالية للغاية، مما يعني أن درجة الحرارة كانت قريبة من درجة حرارة الشمس .
وقال عالمة الآثار إن الرياح القوية تسببت في تكوين حبيبات معدنية صغيرة كروية على ما يبدو على تل الحمام. وقد وجد فريق البحث هذه الأجزاء الصغيرة من الصخور على شظايا الفخار.
وما توصل له فريق الآثار كان حصيلة 13 عامًا من التنقيب، وقد ذكرت هذه النتائج بالاجتماع السنوي للمدارس الأميركية للبحوث الشرقية في 17 نوفمبر/تشرين الثاني، وتم نشرها بموقع سينس نيوز مؤخرا.