تميّزت صيدا في بلديتها منذ زمن بعيد، وكانت نموذجاً مشهوداً بين أقرانها من المدن اللبنانية والعربية والاجنبية.
كان لدى العاملين في النطاق البلدي في صيدا خاصة رؤساء المجلس البلدي عند مواطنيهم كل المحبة والثقة والتعاون، فانتخبوهم ليكونوا ممثلين لهم في الندوة النيابية اللبنانية ايضاً، وخاضوا معهم النضالات على انواعها الوطنية والعروبية والمطلبية، وقدموا الغالي والنفيس من اجل المحافظة على صيدا ودورها.
أرسى د. نزيه البزري برئاسته لبلدية صيدا بعد سلسلة الرؤساء من آل البزري المؤسسين وبصفته نائباً عنها قواعد اخلاقية عنوانها نظافة الكف، والنزاهة والشفافية في كل نواحي العمل البلدي كما شجع على تأسيس النوادي والجمعيات الرياضية والثقافية والكشفية.
شهدت البلدية في عهد الشهيد معروف سعد الذي جمع بين النيابة ورئاسة بلدية صيدا نقلات نوعية في توفير الخدمات الضرورية والاساسية التي كان قد بدأ د. نزيه البزري في توفيرها وخاصة مستشفى صيدا الحكومي، للصيداويين، وأنشأ الشهيد معروف سعد أيضاً فوج الإطفاء، وأنار الشوارع، وفتح المدارس ودار المعلمين ومهنية صيدا، ووفّر مياه الري للبنانيين، وأكمل تجهيز مستشفى صيدا الحكومي، وأسّس مكتبة شعبية للقراءة.
ومن الذين عملوا في الشأن البلدي في مدينة صيدا نورد أسماء بعض منهم وغيرهم كثير وهم:
محمد آغا قبرصلي (أوّل رئيس للمجلس البلدي في صيدا عام 1873م)، ورؤساء البلدية: (مصباح البزري، محمود كالو، أحمد النقيب، سعيد البزري، صلاح البزري، ابراهيم آغا الجوهري، محمود أفندي، جميل البزري، محمد بهيج الجوهري، يوسف الجوهري، نزيه البزري ومعروف سعد)، عازار النحاس، فاروق الزعتري، نزيه بعاصيري، محمد كنانة البساط، محمد مكاوي، عدنان الزين، المحافظ سميح الصلح، المحافظ حسني العوجي، سامي شعيب، كرم عطالله، سامي زنتوت وإميل خوري.
النائب معروف سعد
ستبقى صيدا ضد الاحتكار أيّاً كان نوعه، رافعة شعار معروف سعد بأن القتال هو السلاح الامضى لاستعادة الحق السليب في فلسطين، رافضة الهزيمة ومتمسكة أيضاً بشعار القائد جمال عبد الناصر «ما أُخِذَ بالقوة لا يُسترد بغير القوة»، وستبقى محافظة على السلم الاهلي الذي أرسى قواعده «الحكيم» د. نزيه البزري، ولن تتخلّى عن دورها الوطني، متمسكة باتفاق الطائف الذي كان للشهيد رفيق الحريري الدور الرئيس في إنجازه ومتمسكة أكثر بالمواقف الوطنية والقومية التي عمل لها هؤلاء القادة.
* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب.