بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 تشرين الثاني 2018 12:47م أهل أحمد يناشدون الضمائر لانقاذهم من كارثة حلت بهم

حجم الخط
"تعددت الأسباب والكارثة واحدة" على رأس الشعب اللبناني، والذي يعاني كل أشكال الظلم والحرمان، فهو ان نجا من الفقر والعوز والوضع الاقتصادي السيء فانه سيصطدم حتماً بالتلوث البيئي الحاصل وما يمكن أن يسفر عنه من أمراض سرطانية باتت اليوم تحتل المرتبة الأولى بالأمراض "المميتة" في لبنان، وفي حال اجتاز ما سبق فان مصيره المحتوم "السقوط ضمن احدى الحفريات" المنتشرة في مدينة طرابلس، وهي ليست حديثة العهد وانما قديمة وتعود لسنوات مضت، حتى بات المواطن الطرابلسي يعتبرها واحدة من المعالم "الأثرية" التي يمكن له التغني بها حتى أكثر من المعالم الحقيقية والمهملة.
فالى متى ستستمر أزمة الحفريات والتي يقال بأنها تعود لمشاريع حياتية كونها تعالج البنى التحتية المهترئة في المدينة؟؟؟ والى متى ستبقى هذه الحفريات مصيدة للمارة سواء بسياراتهم أو على دراجاتهم النارية وأحياناً من يسيرون على أقدامهم؟؟؟؟ هي كارثة بحد ذاتها لكن لا يمكن التخلص منها طالما أن المعني غير معني بانهائها وايجاد الحلول الجذرية لها.
فبالأمس القريب سقط الشاب أحمد شوكت نشواتي بينما كان يعود ليلاً على دراجته النارية في منطقة البحصاص وتحديداً عند جسر البالما خط بيروت القديم حيث تنفذ احدى الشركات المتعهدة مشروع للبنى التحتية، لكن هي تركت وكالعادة احدى الحفريات مفتوحة مما يجعل حياة المواطنين عرضة للخطر كما حصل مع ابن 27 سنة أحمد والذي سقط بالحفرة وتم نقله الى مستشفى السلام منذ حوالي الشهر تقريباً، ما جرى أن الشركة المتعهدة وبعد أخذ ورد من قبل القضاء المختص، تمت الموافقة على معالجة أحمد على نفقة شركة التأمين، لكن الكارثة بدأت مع أهل أحمد حينما قررت الشركة توقيف الدعم المطلوب في الوقت الذي يعاني فيه أحمد من أوضاع صحية خطرة للغاية جراء اصابته البالغة،
والدة أحمد
وعن الموضوع تتحدث والدته سوسن لتقول:" يا هارب من قضائي ليس لك رب سواي، وهذا بالفعل ما جرى مع ابني أحمد، والذي يعاني أصعب الظروف الاقتصادية كونه بلا عمل، وتأتي هذه الضربة اليوم لتقضي على كل آماله في الحياة، هو طريح الفراش داخل احدى غرف مستشفى السلام منذ شهر بعدما تعرض لحادثة على طريق البالما حيث سقط في احدى الحفريات القائمة في المكان، وبالرغم من كل المآسي التي نتخبط بها، قبلنا بالوضع بعدما وافقت شركة التأمين على تحمل الأعباء المادية، بالأمس قررت توقيف المساعدة لأسباب نجهلها بالرغم من أن أحمد لا يزال في غيبوبته ويحتاج للكثير من العلاجات".
وتابعن سوسن:" نناشد كل المعنيين سيما وانه لا يحق لنا نقل أحمد وهو في وضع حرج تماماً، فكيف بالامكان تعريض حياته للخطر أكثر؟؟؟، نسأل المساعدة من كل انسان يمكنه تقديمها، أريد انقاذ ابني من الموت المحتم، فهل من آذان صاغية لتقديم العون؟؟".
مصدر مسؤول
مصدر مسؤول في الشركة المتعهدة قال:" كل ما يمكنني التأكيد عليه، ان مبدأ تأمين السلامة العامة في مشاريعنا جيد وموافق عليه من قبل شركة التأمين، ونحن نعمل بسرعة قصوى من أجل انهاء مشروعنا في منطقة البحصاص جسر البالما، وحينما وقعت الحادثة لم نلاحظ أي شيء في اليوم الثاني، حيث ان الحادثة وقعت ليلاً، بيد ان أهل أحمد هم الذين اشتكوا علينا وما كان أمامنا سوى تقديم العلاج لأحمد في مستشفى السلام، لكن ولأسباب خاصة تتعلق بحالة أحمد قبل وقوع الحادثة حسبما أفادتنا شركة التأمين فانها عمدت الى توقيف الدعم المالي، وهنا لا يمكننا الضغط عليها أكثر وان كنا في هذه الحالة الانسانية لا نتخلى عن أهلنا، سيما وان وضع أحمد خطير ويحتاج للمساعدة لكن ليس بيدنا حيلة".
مصير الشاب أحمد كمصير الغالبية العظمى من الشعب اللبناني والذي يعاني سكرات الموت داخل البيوت وعلى الطرقات فالى متى يستمر مسلسل الاهمال والحرمان، ويبقى المواطن عرضة للخطر وفقدان حياته في أي لحظة دون حسيب أو رقيب، وحدها عبارات الاعتذار والمواساة تصدر عن هذه الجهة المسؤولة أو تلك لكن هي تبقى "عبارات لا تقدم أو تؤخر".

خاص موقع "اللواء"