بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تشرين الأول 2018 12:55ص مَنْ يضبط تطوُّر إشكال فردي إلى مسلح؟!

15 جريحاً في اشتباكات المية ومية

حجم الخط
صيدا - مكتب «اللـواء»:
على الرغم من سواد الليل الدامس، إلا أنّ المعاينة الأولى لحجم الأضرار، التي وقعت في اشتباك مخيّم المية ومية، بين حركتَي «فتح» و»أنصار الله»، كانت مهولة، بإصابة 15 شخصاً بجراح، وأضرار فادحة في المنازل والممتلكات والسيارات، فضلاًُ عن نزوح أبناء المخيّم إلى خارجه، وحالة الرعب والهلع والقلق، التي تجاوزته إلى مدينة صيدا والجوار.
هذا المشهد الذي بات يتكرّر بين حين وآخر، ويجد مَنْ يغذّيه ببث الشائعات سريعاً، أصبح بحاجة إلى ضوابط لمنع تطوّر أي إشكال فردي إلى اشتباك مسلّح، والإلتزام بالاتفاقات والمواثيق التي تقعد، والتي ليست بحاجة إلى العودة توقيع جدي منها مع كل اشتباك.
فقد تطوّر إشكال فردي، وقع أمس (الإثنين) بين عنصرين من حركة «فتح و»أنصار الله»، إلى تلاسن، تبعه إطلاق نار، قبل أنْ يتطوّر إلى استخدام الأسلحة المتوسّطة والثقيلة وقذائف «الآر بي جي»، التي تجاوزت محيط المخيّم.
وقد أدّت كثافة النيران وغزارتها إلى اضطرار أبناء المخيّم لمغادرته، قبل أنْ يعود قسم منهم لاحقاً بعد وقف إطلاق النار، عند التاسعة ليلاً، لكن كانت الصدمة أنّ الأضرار كبيرة.
وتوزّع الجرحى الـ15 على مستشفيات صيدا، وفق الآتي:
- «مستشفى الهمشري»: أحمد غانم شهاب، ربيع حسين عودة، وئام محمد شحادة، أحمد ناصر علام، محمد نزيه خليل، محمد إبراهيم أحمد، محمد عبدالله عدلوني، محمد عبد العربي، تامر خضر عوض، محمد باسم قاسم، ربيع محمد جواد وحسن أحمد الحاج حسن.
- «مركز لبيب الطبي»: محمد فتحي عبد الحميد.
- «مستشفى الراعي»: خالد وليد زيدان (حالته خطرة لإصابته بالرأس).
- «مستشفى صيدا الحكومي»: يوسف عطا الله الفتيح.
وشملت الاتصالات التي جرت، مسؤولين لبنانيين وفلسطينيين سياسيين وروحيين وحزبيين وأمنيين، في طليعتهم: رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد الركن فوزي حمادي، عضو قيادة الساحة لحركة «فتح» في لبنان اللواء منذر حمزة، ومسؤول «أنصار الله» جمال سليمان، وتمَّ خلالها التركيز على ضرورة تطويق الحادث ومنع تفاقمه.
وعُقِدَ لقاء في مكتب أمين عام «التنظيم الشعبي الناصري» النائب الدكتور أسامة سعد، وآخر في مكتب إمام «مسجد القدس» في صيدا الشيخ ماهر حمود بمشاركة عدد من القياديين اللبنانيين والفلسطينيين.
كما عُقِدَ اجتماع في مقر حركة «حماس» في مخيّم المية ومية، جرى خلاله التوقيع على نص اتفاق لوقف إطلاق النار، من قِبل حركة «فتح» و»أنصار الله» وراعي الاتفاق حركة «حماس»، وجاء فيه: «تمَّ بعون الله تعالى، وبفضل الجهود الخيّرة من الأخوة في القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية و»أنصار الله» والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية الشقيقة، والجهات الأمنية اللبنانية الصديقة، وانطلاقاً من الحرص الوطني والشرعي على حرمة الدم الفلسطيني الاتفاق بين الأخوة في حركة «فتح» من جهة، والأخوة في حركة «أنصار الله» من جهة أخرى، على الوقف الفوري والنهائي لإطلاق النار في مخيّم المية ومية، إثر الأحداث المؤسفة، والتعهّد بمحاسبة كل مخل بعد هذا الاتفاق، وسحب المسلحين من الشوارع».
وندّد الدكتور سعد بالاشتباكات، معرباً عن «الحزن لسقوط الجرحى، والأسف للخسائر المادية»، داعياً المتقاتلين إلى «الرأفة بالسكان الذين أصابهم الهلع، ولحقت بهم الأضرار والخسائر، وهم لا يدرون إلى أين يلجأون بعد أنْ اضطروا للخروج من بيوتهم!».
وأكد أنّ «للاشتباكات انعكاسات سلبية خطيرة على السكان الفلسطينيين واللبنانيين، وعلى الأوضاع الحياتية والاقتصادية في مدينة صيدا ومنطقتها، كما أنّ الاشتباكات تلحق أفدح الأضرار بالقضية الفلسطينية وبالأمن والاستقرار في لبنان».
من جهته، رفض رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي «الاشتباكات أيّاً يكن سببها، لأنّ بوصلتها ليست في الوجهة الصحيحة، ولن ينجم عنها إلا الخراب والدمار، وسقوط الأرواح البريئة وترويع الآمنين من أبناء الشعب الفلسطيني في المخيّم، وأيضاً إخوانهم اللبنانيين في منطقة صيدا والضواحي ككل».
بينما رأى نائب رئيس المكتب السياسي لـ»الجماعة الإسلامية» في لبنان الدكتور بسام حمود أنّ «ما يجري من اشتباكات ليس مجرّد أمر معيب، بل هو عار بحق كل مَنْ يستبيح حرمة وكرامة ودماء أبناء المخيّم وأبناء صيدا التي يُصيبها ما يُصيب أهلنا في المخيّمات».
وأشار إلى أنّ «ما يجري هو خدمة كبيرة لكل المتربّصين بالقضية الفلسطينية، ولكل مروّجي مشروع الرئيس الأميركي ترامب «صفقة القرن»، وكما قيل سابقاً (ليس بالضرورة أنْ تكون عميلاً لتخدم عدوك... يكفي أنْ تكون غبياً)».
ودعا حمود إلى «لقاء لبناني - فلسطيني سريع وموسّع يلزم الأطراف المتقاتلة بوقف اشتباكات العار، لأنّ ما تدفعه صيدا من ضريبة لهذه الاشتباكات لا يقل عمَّ يدفعه الشعب الفلسطيني».