بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 حزيران 2019 12:17ص هل يحصل الفلسطيني صابر مراد على الجنسية اللبنانية؟

بعد إنقاذه مدينة طرابلس من «الذئب المنفرد»

الشاب الفلسطيني صابر مراد: هدفي كان إنقاذ أشخاص أبرياء الشاب الفلسطيني صابر مراد: هدفي كان إنقاذ أشخاص أبرياء
حجم الخط
على مدى أربعة أيام وروّاد مواقع التواصل الاجتماعي يتفاعلون مع ما حصل لـ«منقذ طرابلس» من شلال الدماء الذي كان يُحضّر لها، مطالبين بمنحه الجنسية اللبنانية، لأنّ والدته لبنانية، وذلك تقديراً لعمله البطولي الذي جنّب مدينة طرابلس من الكارثة.

صابر مراد الشاب الفلسطيني، ابن 33 عاماً العائد من الغربة لقضاء العيد مع عائلته، كان جسده الذي تلقى أكثر من 11 طلقة نارية بمثابة «طوق النجاة» لأهالي مدينة طرابلس من تمادي الارهابي عبد الرحمن مبسوط بإجرامه بعدما حوّل ليل عيد الفطر مسرحاً للدماء.

الشاب مراد الذي استفاق من غيبوبته التي استمرّت لساعات، يروي ما حدث معه، مؤكداً أنه لم يكن لديه أي هدف من تصرّفه التلقائي بإنقاذ أشخاص أبرياء من خطر يواجهونه.

فعشية عيد الفطر التي أرادها «الذئب المنفرد» كما وصفته الأجهزة الأمنية تحويلها إلى مأساة وطنية، قرّر الشاب الفلسطيني، من أم لبنانية، فداء أبناء بلده بدمائه عندما صودف مروره في محيط الإرهابي مبسوط.

وما أنْ رآه يتوجه عبر درّاجة نارية إلى منطقة دار التوليد في مدينة طرابلس، حتى عرقله بسيارته، فاصطدم بدراجته محاولاً «تأخير» تقدّمه، وإفساح المجال أمام المدنيين للهروب وإعطاء الوقت للقوى الأمنية للتمركز، فما كان من الإرهابي عبد الرحمن إلا أن صوّب سلاحه نحو سيارته وأمطرها بالرصاص، خصوصاً بعدما رأى شعار الجيش اللبناني على زجاجها الأمامي، فأمطره بـ11 رصاصة، استقرت 3 منها بجسده، الأولى في الرأس من الخلف والثانية والثالثة في الظهر، بحسب رواية والده ناصر مراد، الذي يؤكد أن «وضعه مستقرّ ويتحسّن، إلا أن الرصاصة التي استقرّت في رأسه قد تُسبب له ضعفاً في النظر».

فكرة إمكانية منح صابر مراد الجنسية اللبنانية أكدها والده بحديثه «إنّ أحد العمداء في قوى الأمن الداخلي تواصل معي طالباً معلومات شخصية عن إبني لوضع إسم صابر على ملحق قانون الجنسية»، وشكر المسؤولين في الدولة اللبنانية الذين اتّصلوا به للاطمئنان على صحة ابنه»، مؤكداً أنه لم يشعر يوماً هو وابنه صابر بأنهما يعيشان بعيداً عن فلسطين، فنحن بين أهلنا وما يضرّهم يُصيبنا وما يُفرحهم يُفرحنا».

مراد قرر العودة منذ أيام من أستراليا والاستقرار نهائياً في لبنان، وهو أب لطفلين من أم إسبانية، ويحمل الجنسية الاسترالية.

بطولة مراد تثبت أن المواطنة فعل وليست كلاماً رناناً وخطابات تقال هنا وهناك، المواطنة فعل إنساني يصدر دون تخطيط بمطامع الحصول على جنسية أو منزلة ما، منح الجنسية له التي يطالب بها رواد المواقع التواصل الاجتماعي هي رد جميل له من بلد يحتاج مواطنيه الاصليين الى منحهم الأمن والاستقرار واقعاً وليس حبراً على ورق.