يوم ١٤ ايار ١٩٤٨ انتهى الانتداب البريطاني على فلسطين وفي نفس اليوم أعلنت إسرائيل استقلالها على اساس قرار الجمعية العامة ١٨١ في٢٩ نوفمبر ١٩٤٧الذي رفضته الدول العربية، ويوم ١٥ ايار ١٩٤٨ دخلت الدول العربية في حرب فلسطين والنكبة العربية، وشرعت العصابات الصهيونية في تشكيل جيش الاحتلال في ٢٦ ايار ١٩٤٨وبناء المستوطنات بعد ان هجروا ٧٥٠ الف فلسطيني الى دول الجوار و تولت منظمة الاونروا امور رعايتهم في مخيمات اللجوء.
بعد النكبة يوم ١٥ ايار ٤٨ انشغلت الشعوب العربية في اعادة ترميم صورة الانظمة العربية المتداعية مما استدعى تكوين حركات سياسية جديدة عملت على تغيير الانظمة عبر الانقلابات العسكرية وفي مقدمتها مجموعة الضباط الاحرار في مصر، التي تشكلت خلال حصارهم في غزة ابان حرب فلسطين عام ٤٨ ونجحت في انقلابها في ٢٢ تموز ١٩٥٢ واستطاعت ترميم الصورة العربية بعد نجاح الجيش والشعب المصري في التصدي لعملية العدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الاسرائيلي عام ٥٦ .
يوم ٥ حزيران ٦٧ اندلعت حرب حزيران والتي ادت الى النكسة وتحطيم الصوره العربية مرة اخرى، حيث تم احتلال كل فلسطين وكل سيناء وكل الجولان خلال ٦ ايام، مما استدعى الدعوة الى قمة الخرطوم في ٢٩ اب اغسطس ١٩٦٧، حيث بادرت السعودية والكويت وليبيا الى المشاركة في عملية اعادة ترميم الصورة العربية عبر المساعدة في اعادة بناء القوة العسكرية العربية واعلان اللاءات الثلاث لا صلح، ولا اعتراف، ولا تفاوض ، واطلاق حرب الاستنزاف وصولا الى حرب ٦ اكتوبر عام ٧٣ وتحرير الجيش المصري قناة السويس واعادة ترميم الصورة.
يوم ٦ حزيران ١٩٨٢ بدا اجتياح اسرئيل للبنان وصولا الى بيروت وخروج منظمة التحرير مما ادى الى تصدع صورة المقاومة الفلسطينية التي ذهبت الى التفاوض وتوقيع اتفاق اوسلو في ١٣ ايلول ١٩٩٣ بين ياسر عرفات واسحاق رابين الذي تم اغتياله في ٤ نوفمبر ١٩٩٥، مما ادى الى تداعي عملية السلام وما عرف بوديعة رابين والانسحاب من الجولان السوري المحتل، مما استدعى اطلاق المبادرة العربية للسلام من قمة بيروت ٢٠٠٢ بعد تصدع الصورة العربية في احداث ضرب البرجين في نيويورك من قبل تنظيم القاعدة في ١١ ايلول ٢٠٠١.
بعد ٧ اكتوبر ٢٠٢٣ فقدت اسرائيل هيبتها وصورتها من خلال الحرب المدمرة على غزة طوال سبعة اشهر والتي تميزت بعمليات الابادة الجماعية، وجعلت اسرائيل تواجه اتهامات جرمية في محكمتي العدل والجنائية الدولية وفي الشوارع والجامعات الغربية، واحدثت تصدعات بين إسرائيل وحلفائها ورعاتها بالاضافة ما تشهده شوارعها من مظاهرات شبه يومية وتناقضات وتصدعات سياسية داخلية وتفاوضية مما ادى الى تحطيم صورة اسرائيل الوهمية كقوة قاهرة وواحة ديموقراطية، مما قد يستدعي عملية انقلابية عسكرية سياسية فوق عادية من اجل ترميم صورة اسرائيل السياسية المتداعية والانخراط بحل الدولتين قبل الدخول في حرب اهلية داخلية.
يوم الثلاثاء القادم ١٤ ايار الاستقلال الاسرائيلي، ويوم الاربعاء ١٥ ايار ذكرى النكبة العربية، ويوم الخميس ١٦ ايار موعد انعقاد القمة العربية في المنامة وصدور اعلان البحرين وتشكيل مجموعة عربية دبلوماسية وخارطة لاعادة الاعمار وتشكيل سلطة وطنية فلسطينية متوازنة لملاقاة الارادة الدولية في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مما يضع العرب امام تحديات بناء الدولة واعادة الاعمار، وإسرائيل امام تحديات اعادة ترميم الصورة واستعادة الهيبة والانقلاب العسكري السياسي على نظام التطرف والفوضى والعنف الديني الاستيطاني المسلح.