بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 تشرين الثاني 2023 12:17ص النازيون الجدد وهولوكوست أطفال غزَّة

حجم الخط
الطفل وفقاً لإتفاقية حقوق الطفل هو كل من لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره. ويشكل الأطفال ما نسبته 47% من عدد سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون. 
يعيش هؤلاء الأطفال منذ السابع من تشرين اول تحت القصف المستمر وفي ظروف صعبة للغاية رأى فيها المفوض السامي لحقوق الإنسان فولك تدريك شيئا لا يمكن فهمه سيما وأن المستشفيات في تلك المنطقة تحولت الى منطقة موت وإن العذابات التي يعاني منها الأطفال تفوق التصور.
لقد قدرت مؤسسة اليونيسيف سقوط 420 طفلا يوميا في غزة بفعل القصف الهمجي الذي يتعرضون له من قبل الجيش النازي الجديد. وقد قدر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيودرس لابيدوس ان طفلا يقتل كل عشر دقائق في قطاع غزة. اما اليونيسيف فقد حذرت من أن حياة مليون طفل في غزة باتت معلقة بخيط رفيع بسبب انهيار الخدمات الصحية.
لقد بلغت ارقام الخسائر البشرية الناتجة عن القصف الإسرائيلي حتى الآن حوالي 11 الف شهيد. لكن الأرقام الصادمة اكثر هي ان ما يقارب 4500 طفل استشهدوا دون ذنب نتيجة القصف الإسرائيلي الهمجي.
لكن كارثة الأطفال في غزة لا تتوقف على من استشهد منهم اذ ان هناك آلاف آخرين بقوا على  قيد الحياة لكنهم اصبحوا جرحى ولا يجدون العلاج بسبب نفاد المخزون الطبي واستمرار الحصار الصحي الذي يفرضه النازيون الجدد على قطاع غزة. حتى ان بعض الأطفال قد اخضعوا لعمليات جراحية خارج غرف العمليات وبدون مخدر.
وقد اظهر مقطع فيديو مصورا اطفالا حديثي الولادة في مستشفى الشفاء في قطاع غزة نقلوا الى اماكن اخرى تحت رعاية يدوية ووضعوا متلاصقين لتدفئة بعضهم بعضا بسبب توقف العمل في قسم الحضانة لنفاد الأوكسجين وانعدام الكهرباء.
ولقد سجلت تعليقات مستفزة ادلى بها بعض الفرنسيين المتعاطفين مع إسرائيل جاء فيها ان مدارس غزة فرغت لأن اسرائيل قتلت كل اطفال غزة ما اثار غضب السواد الأعظم من الفرنسيين.
لقد فرضت اتفاقية جنيف الرابعة على سلطة الإحتلال ان تستخدم كل ما لديها من وسائل لتأمين المصادر الأساسية للعيش خاصة للأطفال مثل الماء والغذاء والدواء لأنه اذا كانت قوانين الحرب لا تحظر حصار الأعداء الا انها منعت ان يتضمن الحصار ما يمنع المدنيين من عناصر العيش الأساسية. 
لقد اعتبرت هذه الإتفاقيات ان التجويع هو وسيلة حرب محظورة ويشكل جريمة حرب بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان. من هنا ينبغي اعتبار الحصار الذي يفرضه النازيون الجدد على سكان غزة وعلى اطفالها هولوكوست ضد الأطفال وجريمة ضد الإنسانية تستدعي محاكمة دولية وعقوبة شبيهه بالعقوبة التي فرضتها محكمة نورمبرغ على قادة الجيش النازي وهي عقوبة الإعدام.
لكن ما يؤسف له حقا وما يندى له الجبين ان مجلس الأمن الدولي المسؤول عن منع الحرب وحفظ السلام وبسبب الفيتو الأميركي لم يتمكن حتى الآن من تقرير وقف اطلاق النار في غزة ما سهل للجيش النازي الجديد استكمال قتل الأطفال والتنكيل بجثثهم وتدمير مدارسهم ومستشفياتهم او اماكن لجوئهم. لكن شعوب العالم الحر في السويد وكندا وفرنسا ولندن واميركا اضافة الى الأمين العام للأمم المتحدة تظاهروا وطالبوا بوقف اطلاق النار في غزة ما شكل صحوة ضمير لدى هذه الشعوب وهي تتزايد يوما بعد يوم وتتشابه مع الصحوة التي برزت في الحرب العالمية الثانية وانتهت الى محاكمة قادة الجيش الألماني النازي والحكم عليهم بالإعدام.
هذا الرأي العام العالمي مطالب اليوم بأن يقف الوقفة نفسها لمعاقبة مرتكبي هولوكوست اطفال غزة. ونحن بدورنا مطالبون بالعمل الحثيث للبدء في تأسيس آليات المحاكمة.

* مدعي عام التمييز سابقاً