بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 نيسان 2024 06:38م اللواء صلاح سلام (انه العام الستُّون...)

حجم الخط

دعوات صلاح سلام الى دارته البيروتية تجعلك تتوهم بان لبنان بالف خير وسلام، وبعد كل زيارة يزداد قلقي على انقراض المساحات المشتركة في لبنان، بيت صلاح سلام والسيدة الفاضلة نجوى سلام هو مساحة مشتركة حقيقية حيث لا يمر شهر واحد من دون ان تتلقى عدة دعوات الى لقاءات وطنية جامعة، حيث تلتقي برؤساء جمهورية ورؤساء حكومات ووزراء ونواب وسفراء ورجال دين حكماء وعقلاء من كل الطوائف والاديان والجمعيات المدنية وشخصيات ادارية واعلامية ورجال قانون وقضاء ومال واعمال.

            بيت صلاح سلام يشبه لبنان الخمسينات والستينات ايام التجليات السياسية الرفيعة والنهضة الاعلامية المميزة والموجات العربية العابرة للحدود والوجدان، وخلال تلك الجلسات يمكن ان تشطح خارج المكان والزمان الى حد الاعتقاد ان فؤاد شهاب لا يزال رئيس جمهورية لبنان او ان رفيق الحريري لا يزال في قريطم على بعد امتار، وتلك الدار البيروتية المفتوحة على الدوام شهدت لقاءات استثنائية كان لها اثرها العميق في تاريخ لبنان.

          ليالي رمضان في بيت صلاح سلام وبحضور الاعزاء نادين وماجد و الافطارات والسحورات المحررة من كل الغايات، بالاضافة الى ما شهده هذا البيت البيروتي الكريم من تكريمات وتقديرات لشخصيات لبنانية وعربية مع حضور دائم للراحل الكبير عبد الغني سلام، ان هذا البيت بالنسبة للكثيرين هو بعض ما تبقى من لبنان الشراكة والانصهار والانفتاح، ويستضيف هذا البيت كل عام المئات من الشخصيات الرفيعة وقامات التوازن الوطني المؤمنة بلبنان الوطن النهائي، ان بيت صلاح سلام وجريدة اللواء يستحقان الإنصاف من كل الرواد الذين استضافتهم صفحات اللواء وهذا البيت العريق على مدى عشرات السنوات .

            الدعوات الى بيت  صلاح سلام تلاقي عندي قبول وارتياح نتيجة التقدير الخاص الذي اكنه الى صلاح سلام واسرته الكريمة، وانني اتابع باهتمام معظم لقاءات الاصدقاء من مجموعة التوازن الوطني المميزة، واحرص على التزامي بالكتابة كل يوم سبت على صفحات اللواء الغراء منذ سنوات طوال، واعتبر مقالتي هي بمثابة تعبير عن الصداقة العميقة مع صلاح سلام الذي فتح صفحات اللواء بكل حرية الى قامات كبيرة  من كتاب اللواء الاعزاء.

            مساء الاربعاء الماضي لبيت دعوة الصديق صلاح سلام الى سحور رمضاني بحضور العديد من الشخصيات الحكومية الحالية والسابقة والسفراء ورؤساء الجمعيات والامناء العامين والمحافظين ورجالات القانون والاعمال، وكان الموضوع الاساس هو نجاح دولة الجزائر الشقيقة في ادارة التوافقات الدولية من اجل صدور قرار مجلس الامن بوقف اطلاق النار في غزة، وتقاطع الحديث مع مخاطر تطور الحرب على لبنان، واستمعت بدقة الى اراء مميزة قادرة على التعامل بعقل بارد مع المخاطر الساخنة التي تهدد لبنان.

            غادرت ذلك اللقاء وانا اشعر بشيء من الالتباس والغموض والقلق ولازمني ذلك الشعور حتى قراءتي مقالة صلاح سلام صباح يوم الجمعة ٢٩ اذار بعنوان (انه العام الستُّون...) وادركت حينها ان صلاح سلام كان يستضيفنا في دارته عشية الذكرى الستين لانطلاقة جريدة اللواء الغراء فشعرت بالكثير من الاحراج لانه كان من البديهي ان يكون صلاح سلام واسرته واسرة اللواء في ضيافتنا نحن الاصدقاء في احتفال تكريمي ذلك المساء، بما يشبه ما بادرت اليه مؤسسة الحريري في الذكرى الخمسين لانطلاقة اللواء بالدعوة الى حفل تكريمي وطني جامع، واحسست بضرورة كتابة هذه الكلمات لاعبّر عن خالص الشكر والتقدير الى الصديق اللواء صلاح سلام و اسرته واسرة اللواء الجريدة والموقع و  (انه العام الستُّون...).