كتب أحمد الغز في '' اللواء''
حرب ٦ اكتوبر ٧٣ احدثت تحولات كبرى اقليمية ودولية بعد عبور القوات المصرية قناة السويس واختراق خط بارليف اكبر خط دفاعي في العالم، بالاضافة الى المساهمة الخليجية في حرب ٧٣ عبر استخدام النفط في المعركة لاول مرة مما احدث صدمة كبرى للاقتصادات العالمية، وتلك التداعيات دفعت منتدى دافوس الذي تأسس عام ٧١ كمنتدى نخبوي اوروبي الى توسيع الدعوات الى القادة السياسيين والاقتصاديين في العالم لحضور منتدى دافوس في كانون الثاني ١٩٧٤ لمعالجة تداعيات حرب ٦ اكتوبر ٧٣ وبذلك تحول الى منتدى دافوس الدولي.
ينعقد منتدى دافوس الدولي في الذكرى الخمسين لتأسيسه في كانون الثاني ٢٠٢٤ لمواجهة تداعيات عبور الفلسطينيين جدار غزة في ٧ اكتوبر ٢٠٢٣ مما ادى الى نشوب حرب اقليمية دولية تفوق تداعياتها وتداخلاتها الحرب الروسية الاوكرانية التي تصدرت اهتمام العالم منذ ٢٤ شباط ٢٠٢٢ الى ٧ اكتوبر ٢٠٢٣، حيث طغت حرب غزة وتفرعاتها على الاهتمامات الدولية والاقليمية الاقتصادية والحربية والسياسية، وحرب ٧ اكتوبر في غزة اصبحت المنطلق الاساس لبناء نظام عالمي واقليمي جديد حيث تتعاظم المواقف والتحالفات والخلافات، والعالم بعد مئة يوم لا يستطيع الاجابة على تحديد طبيعة اليوم التالي لحرب غزة في ٧ اكتوبر ٢٠٢٣.
تقاطرت القيادات السياسية والاقتصادية الى منتدى دافوس ٢٠٢٤ الذي ينعقد تحت عنوان اهمية (استعادة الثقة)، الشعار الذي اتخذته الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها ٢٠٢٣ كتمهيد للدورة القادمة في ٢٠٢٤ تحت شعار (بناء المستقبل)، اما منتدى دافوس هذا العام فقد اختارت لجنته التحضيرية العناوين التالية (تحقيق الامن والتعاون في عالم ممزق ) (تعزيز النمو وفرص العمل الجديدة ) (الذكاء الصناعي كقوة دافعة للاقتصاد والمجتمع) (استراتيجية طويلة الامد للمناخ والطبيعة والطاقة)، وهذه العناوين تنافست مع تخبط الاطروحات السياسية التي قدمها المشاركون في المنتدى من القادة السياسين الدوليين والاقليميين على حد سواء نتيجة الارباك الكبير الذي تحدثه عمليات الابادة الجماعيه .
منتدى دافوس الدولي ٢٠٢٤ يتقاطع مع حرب غزة وتفرعاتها من البحر الاحمر والاشتباك اليمني والتموضع الافريقي السوداني واختراق اثيوبيا البحر الاحمر عبر الصومال، والاحداث الايرانية العراقية الكردية والاستهدافات في سوريا والتطورات الايرانية الباكستانية، والحديث عن الحرب الدائرة مع لبنان والتهديد بتوسعها مع ظهور التباين الاميركي الاسرائيلي الى التموضع في السياسات الانتخابية وخصوصا خلال الساعات الماضية من خلال موجة التصريحات من اعضاء مجلسي النواب والشيوخ حول الدولة الفلسطينية والتباين مع الحكومة الاسرائيلية هذا بالاضافة الى التباينات الاخيرة في البرلمان الاوروبي.
مستشار الامن القومي الاميركي تحدث في دافوس عن التطبيع الشامل في المنطقة وامن إسرائيل والدولة الفلسطينية، وتحدث وزير الخارجية الاميركي عن السلطة الفلسطينية المتجددة والعلاقة الطيبة مع إسرائيل وشروط اعادة الاعمار هو عدم الدمار مرة اخرى، هذا بالاضافة الى الكثير من المواقف السياسية الدولية والاقليمية مما يجعل منتدى دافوس ٢٠٢٤ بين عبور خط بارليف في ٦ اكتوبر ٧٣ وعبور جدار غزة في ٧ اكتوبر ٢٠٢٣.