بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 أيلول 2019 12:42ص إجتماع مالي الإثنين للإكتتاب بسندات يورو بوند بعد الوديعة «الأميركية»!

لبنان يُبلِغ الموفد الأممي التمسُّك بالقرار 1701.. ورئيس الوزراء الأردني الخميس في بيروت

حجم الخط
ينطوي الأسبوع الأوّل من أيلول، ومن غير المؤكد بعد ما إذا كان طرفه سيكون مبلولاً بمطر الموازنة الجديدة (2020) أو بخيرات مؤتمر «سيدر» بعدما وفرت الـ1.4 مليار دولار التي وضعتها مؤسسة غولدمان سايكس غروب لدى مصرف لبنان لمنع انهيار سعر صرف الليرة.

بالتوازي، عبّر اتصال الرئيس الفرنسي عمانويل ماكرون عن مدى الالتزام الفرنسي والأوروبي بانتشال لبنان من ازمته الاقتصادية، وضمان استقراره السياسي، لاسيما في الجنوب.

وأهمية الاتصال انه وضع حداً لما يُمكن وصفه بتصريحات غير دقيقة تجاه الموقف الدولي من التزامات مؤتمر «سيدر» تجاه لبنان.

ويصل إلى بيروت الخميس المقبل رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز، لعقد اجتماع مع الرئيس الحريري، والتوقيع على عدد من الاتفاقيات، كما سيلتقي كبار المسؤولين.

ارتياح فرنسي وتمويل أميركي

وعلى الرغم من ان الموفد الفرنسي المكلف متابعة ملف «سيدر» بيار دوكان غادر بيروت أمس الأوّل بانطباع سلبي، أو بالاحرى انطباع غير مريح تجاه التباطؤ في تنفيذ متطلبات المؤتمر الفرنسي لجهة الإصلاحات في نمط الاقتصاد اللبناني، فإن الاتصال الهاتفي الذي اجراه الرئيس ماكرون بالرئيس الحريري خالف الأجواء السلبية التي عاد بها دوكان إلى باريس، أو ربما أسيء فهم ما أراد الموفد الفرنسي ايصاله إلى اللبنانيين لكثرة ما اعتادوا عليه من وعود يوزعها المسؤولون لتذروها الرياح في اليوم التالي، في وقت كان فيه لافتاً للانتباه تأكيد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة خبر المبالغ التي ادخلت الى البنك المركزي بقيمة مليار و400 مليون دولار لتعزيز موجوداته بالنسبة للعملات الأجنبية، إذ كشف ان الوديعة جاءت من مؤسسة غولدمان سايكس غروب، وهي مؤسّسة أميركية خاصة، خلال شهر آب الماضي، ولمدة زمنية طويلة الأجل.

ويأتي هذا الإعلان في وقت كشف فيه النقاب عن اجتماع مالي سيعقد الاثنين بين الرئيس الحريري ووزير المال علي حسن خليل والحاكم سلامة للاتفاق على الخطوات التنفيذية لاطلاق اكتتاب باليوروبوند ضمن مهلة لا تتعدّى مطلع الشهر المقبل وبقيمة تتراوح بين مليار ونصف وملياري دولار.

وبحسب المكتب الإعلامي للرئيس الحريري، فإن الرئيس ماكرون اعرب عن ارتياحه للتقدم الجاري نحو إطلاق مشاريع «سيدر» الاستثمارية خلال لقاء مبعوثه دوكان بالرئيس الحريري. كما أكّد ماكرون «التزام» فرنسا باستقرار لبنان وامنه وتعزيز دولته ومؤسساتها، وعلى أهمية توفير مقومات التهدئة على الحدود الجنوبية.

ويبدو من المعلومات ان الاتصال الهاتفي المطوّل لم يتناول فقط موضوع إصلاحات «سيدر»، بل الدور الذي لعبه الرئيس الفرنسي والجهود التي بذلها لاحتواء التصعيد بعد اعتداء إسرائيل على ضاحية بيروت، بدليل ان الحريري اعرب للرئيس ماكرون عن «امتنان لبنان للدور الفرنسي القيادي في التمديد لقوات «اليونيفل»، وشكره على الجهود التي بذلها لاحتواء التصعيد العسكري في الجنوب اللبناني».

وقالت المعلومات الرسمية ان الرئيسين ماكرون والحريري توافقا على متابعة البحث المعمق بتسريع تنفيذ الإصلاحات ومشاريع الاستثمار في لبنان وسبل تعزيز الاستقرار في لبنان والمنطقة خلال لقائهما المرتقب في 20 أيلول الحالي في باريس.

وكان الوضع على الحدود الجنوبية عنوان جولة اللقاءات التي قام بها أمس ممثّل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش على الرؤساء الثلاثة: ميشال عون ونبيه برّي والحريري إلى جانب قائد الجيش العماد جوزف عون، لاطلاعهم على المداولات التي رافقت التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب، إضافة إلى الدور الذي لعبته الأمم المتحدة، عبر «اليونيفل» لإعادة الاستقرار إلى الحدود الجنوبية، بعد التطورات التي حصلت مؤخراً.

والبارز في ما نقله كوبيتش ان ما حصل في الجنوب لن يؤثر على مفاوضات ترسيم الحدود.

ووفق المواقف المعلنة، فإن الجولة الأممية أظهرت مجدداً تمسك لبنان بالقرار 1701 ووحدة الموقف اللبناني تجاه محاولات التحرش الإسرائيلي وانتهاك الأجواء اللبنانية، وحق لبنان في الدفاع عن نفسه.

وفي هذا السياق، أبلغ الرئيس عون الديبلوماسي الأممي ان الاعتداء الاسرائيلي الاخير على الضاحية الجنوبية من بيروت شكل خروجا عن قواعد الاشتباك التي تم التوصل اليها بعد صدور قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701 الذي التزم لبنان بكل مندرجاته منذ صدوره في العام 2006 وحتى اليوم. ولفت الرئيس عون الممثل الدولي الى «ان اي اعتداء على سيادة لبنان وسلامة اراضيه سيقابل بدفاع مشروع عن النفس تتحمل اسرائيل كل ما يترتب عنه من نتائج.

اما الرئيس برّي فقد أكّد من جهته للموفد الأممي «التزام لبنان بمندرجات القرار 1701»، قائلاً: «الطرف الوحيد الذي يجب ان يسأل حول الخروق اليومية للقرار هو اسرائيل».

الحريري في مرفأ بيروت

من جهته، ثانية، وفي خطوة متصلة بما طالب به الموفد الفرنسي بوجوب مكافحة التهريب وضبط الحركة عبر المرافئ الشرعية وغير الشرعية، جال الرئيس الحريري في مرفأ بيروت برفقة الوزيرين يوسف فنيانوس ومحمّد شقير ورئيس اللجنة الإدارية المؤقتة للمرفأ حسن قريطم، مؤكداً بأن «علينا العمل ليل نهار لكي ننهض بالبلد ويكون لدينا صفر مشاكل سياسية ونتفق على كل الامور».

ولفت الحريري إلى ان مرفأ بيروت من أهم مرافئ المنطقة، وهناك أكثر من مليون و300 ألف مستوعب وهي في تزايد، مشيراً إلى ان الحملات التي تشن على المرفأ بعضها سياسي وبعضها الآخر لتحسين الوضع، أو ربما لأن هناك من لم يفهم ما هي اللجنة المؤقتة، مؤكداً عدم البقاء في هذه اللجنة والذهاب إلى الشراكة بين القطاعين العام والخاص أو إلى الخصخصة.

واكد الحريري «ان المهم هو الانتاج والمصلحة الأساسية يجب أن تكون مصلحة الدولة وليست مصلحة أشخاص وزيادة ايراداتهم وهذا ما فعلته اللجنة الموقتة. وأهنئ كل شخص عمل في المرفأ وتحمل الحملات التي حصلت ضده». وقال: «المهم هو أن نقوم بعمل علمي وليس إعلاميا، وما يهمني هو زيادة إيرادات الدولة».

وتابع: «لماذا لا اسمع انتقادات الا على القطاعات الناجحة؟ ولماذا لا يتم انتقاد المؤسسة التي تدفع اموالا ولا جدوى منها؟ خلال 6 اشهر سنلغي بعض المؤسسات التي لا جدوى منها، والمؤسسة الناجحة يجب ان نطورها».

 واوضح «ان التهريب ليس من اختصاص اللجنة الموقتة، بل يجب أن تعالجه القوى العسكرية وهذا سيكون موضوع اجتماعنا الأسبوع المقبل». وقال: «المشكل الاساسي الذي لدينا ليس بالادارة بل بالجمرك والتهريب، لدينا 150 موقع تهريب، والبعض لا يتحدث الا عن التهريب»، مشدداً على ان المهم الإنتاج وليس البعبعة، ومن سيهرب سيصطدم بالدولة.

وعما إذا كان من الممكن تنفيذ الإصلاح في ظل الصراع السياسي، قال الحريري: «على السياسيين ان ينضبوا.. هكذا يكون الإصلاح».

جلستان لمجلس الوزراء

الى ذلك، ترددت معلومات ان مجلس الوزراء قد يعقد جلستين له الاسبوع المقبل في القصر الجمهوري، واحدة الاثنين تخصص لبدء البحث في مشروع موازنة 2020، والثانية عادية الخميس وقد يتخللها على الارجح طرح التعيينات القضائية اذا تم التوافق بين القوى السياسية نهائياً عليها، لكن مصادر وزارية ذكرت ل «اللواء» ان جلسة الاثنين غير محسومة وان كان جرى التداول بعقدها، لكن الثابت حتى الان عقد جلسة الخميس.

وقال وزير العدل البرت سرحان لـ«اللواء»: ان التعيينات القضائية ستكون مُدرجة على جدول اعمال جلسة الخميس المقبل، وانه سيُصار الى طرح الاسماء المقترحة من قبل وزير العدل، ويتم قبل الجلسة توزيع النبذات عن المرشحين وفق الآلية التي تقرر اعتمادها، وتجري مناقشة الاسماء ويتم الاختيار إما بالتوافق وهو ما نأمل ان نصل اليه، وإما بأكثرية ثلثي اعضاء مجلس الوزراء.

وقالت مصادر وزارية لـ«اللواء» انه في المبدأ ستعقد جلستان لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل فبالأضافة الى جلسة الخميس العادية هناك جلسة اخرى تعقد لكن لم يحدد موعدها بعد. ولفتت الى ان موازنة العام 2020 ستحضر من باب القراءة السريعة في الجلسة الخاصة في حين علم ان تعيينات الشواغر في وزارة العدل ستصدر في الجلسة التي يترأسها رئيس الجمهورية الخميس وهنا افيد ان الأشكالات حولها حلت، وان تفاهماً تمّ على المراكز الخمسة الشاغرة، وفق الآتي:

- القاضي سهيل عبود لرئاسة مجلس القضاء الاعلى.

- القاضي غسان عويدات مدعي عام التمييز،

- القاضي فادي الياس رئيس مجلس شورى الدولة.

- القاضي جمال الخوري رئيس هيئة التشريع والقضايا.

- القاضية رولا جدايل مديرة عامة لوزارة العدل.

ومن جهة ثانية، لم تتبلغ مصادر دبلوماسية معلومات عما سيحمله معه مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر في زيارته الى بيروت مطلع الأسبوع المقبل بشأن ملف ترسيم الحدود مع العلم انه سيستهل جولته في بيروت بعد تعيينه وفي منصبه الجديد خلفا للسفير ديفيد ساترفيلد. واشارت الى ان كل ما يحكى عن مضمون زيارة شينكر ليس سوى تخمينات.

مصالحة الاشتراكي - حزب الله

وعلى صعيد آخر، يجمع رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم «الحزب التقدمي «الاشتراكي» و«حزب الله» في عين التينة لمواصلة الحوار بينهما والذي كان توقف بفعل حادثة قبرشمون. وعلمت «اللواء» ان لقاء اليوم سيكون تتويجاً للقاءات التي رعاها سابقا الرئيس بري بين الجانبين وسيتخلله غداء، يحضره عن «حزب الله» المعاون السياسي للسيد حسن نصر الله حسين خليل والنائبان حسين الحاج حسن، وحسن فضل الله، وعن الحزب التقدمي الوزير وائل ابو فاعور والنائب اكرم شهيب والوزير السابق غازي العريضي.

وسيتخلل «اللقاء» مصارحة شفافة بين الجانبين، وسيتناول الحديث مسألة تنظيم الخلاف خصوصا حول المسائل الاقليمية، وسيطلب وفد الحزب وفق المعلومات توضيح صريح حول ما قاله رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط من هوية مزارع شبعا، كما انه سيشرح للمجتمعين اخر التطورات الجنوبية والعدوان الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية.

وسيتركز البحث ايضا على الاستحقاقات الاقتصادية والاجتماعية واهمية التنسيق في الملفات الاصلاحية ومحاربة الفساد.

.. وجعجع في الشوف

ويتزامن هذا اللقاء، مع زيارة سيقوم بها اليوم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع للشوف لن تشمل جنبلاط في المختارة، بحسب ما أعلن نائب رئيس الحزب عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عدوان الذي سيقيم عشاءً تكريمياً لجعجع في دارته.

وأكد عدوان في حديث للـ«MTV»، أن الزيارة إلى الشوف تأتي في إطار طبيعي جداً، إذ كان من المقرر أن تحصل في منتصف الصيف، ولكن تم تأجيلها بعد التوترات في الجبل خصوصاً أن القوات اللبنانية تسعى دائماً إلى المحافظة على استقرار الجبل وترسيخ المصالحة.

وأشار إلى أن هدف الزيارة أولاً لقاء رئيس الحزب بالكوادر القواتية في الشوف والمناصرين، وسيكون لديه سلسلة لقاءات مع فعاليات المنطقة، لأن طابع الزيارة هو لقاءات شعبية وسياسية على مستوى الفعاليات أكثر من كونها زيارة على المستوى الخاص ليلتقي فيها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.