بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 تموز 2020 07:09ص بيروت منكوبة بالتقنين.. وفيتو أميركي على الكهرباء السورية!

لودريان السبت في بيروت: رسالة بلهجة حادّة.. وابراهيم في الكويت.. والكورونا «تحرج» التعبئة

حشد بشري كبير، احتجاجاً على قطع الكهرباء، والأزمات المفتوحة، يخترق بشارة الخوري باتجاه الحمراء (تصوير: محمود يوسف) حشد بشري كبير، احتجاجاً على قطع الكهرباء، والأزمات المفتوحة، يخترق بشارة الخوري باتجاه الحمراء (تصوير: محمود يوسف)
حجم الخط
قبل أيام قليلة عن مواعيد ضربت لاستئناف التحركات الشعبية على نطاق واسع، وأشمل، وربما أكثر تأثيراً، بعد الوعود «غير القائمة» لوزير الطاقة ريمون غجر بتراجع التقنين القاسي، الذي ذهب بعيداً في «الثأر» من المواطن اللبناني، سواء استخدم المولدات أم لا، بحيث تبدّلت الصورة رأساً على عقب، وأصبح التقنين في أحسن حالاته ساعتين يومياً فقط في غالبية المناطق، وساعتين، وربما أربعة في العاصمة بيروت.

وفي عز أيام الصيف، تموز وآب، من دون أفق منتظر أو متوقع، حتى من قبل مؤسسة كهرباء لبنان، التي تنتقل من تحقيقات الفيول، إلى أزمة المياومين، واجراء الأكراء، وهي خافتة الصوت، حتى الموت..

وإذا كانت أرقام الإصابات، بجائحة كورونا، حلّت محل الانشغال بارتفاع سعر الدولار، الذي توقف عن الصعود «مؤقتاً»، بعدما ضخ المصرف المركزي ملايين الدولارات للمصارف لتوفير السيولة اللازمة لاستيراد السلع، في وقت لم يلمس فيه المواطن، أو المستهلك امراً ملموساً، أو انخفاضاً قائماً، مما دفع المواطنين في كل مناطق لبنان، للنزول إلى الشارع، تنديداً بالعتمة، واحتجاجاً على عجز الطبقة السياسية عن الوفاء بأي من التزاماتها، لا في أيام الحكومات الخالية، ولا في أيام حكومة مواجهة التحديات.

مع أزمة الكهرباء الحادّة، المترافقة مع أزمات المياه والنفايات والاكتظاظ، والتلوث، بدت بيروت، وكأنها مدينة منكوبة: فبعد ان خصصها مجلس الوزراء بالتغذية بالكهرباء لعشرين ساعة، كعاصمة للبنان ومركز النشاط الرسمي والاقتصادي، أصبحت في أيام حكومة مواجهة التحديات ساعتين أو ثلاث يومياً، بسبب عدم وجود الفيول، حيث يخضع العاملون في مختبراته إلى التوقيف.

ويشعر البيروتيون، من أبناء العاصمة وسكانها ان ثمة تمييزاً فاضحاً، لجهة استهداف بيروت أو معاقبتها لاعتبارات سياسية، بالنظر إلى ان بعض الضواحي وبعض المناطق تحظى بضعفي ما تزود به بيروت.

والسؤال: هل هو عقاب أم تنفيذ لرغبة مسؤول، إذ كان النائب جبران باسيل عندما كان وزيراً للطاقة يطالب بمساواة بيروت مع باقي المناطق التقنين.
إبراهيم في الكويت

وسط هذه الأجواء الحياتية القاتلة، اهتمت الأوساط السياسية بوصول المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى الكويت، موفداً من الرئيس ميشال عون، غداة اتصال جرى بين رئيس الجمهورية وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، لنقل صورة دقيقة على الوضع، وامكان الاستفادة من المساعدة الكويتية.

ونقل اللواء إبراهيم قوله، قبل سفره: ان شاء الله خير..

وقد استفسر الشيخ صباح خلال الاتصال عن اوضاع لبنان واحواله والصعوبات التي يمر بها، فشرح له الرئيس عون طبيعة المشكلات التي يمر بها ماليا واقتصادياً. فطلب الامير من عون البحث في ما يمكن ان تقدمه الكويت الى لبنان من دعم ومن دون تحديد اي تفصيل. فقرر عون إيفاد اللواء ابراهيم الى الكويت للقاء الامير ولقاء وزير الخارجية الكويتية الشيخ الدكتور احمد ناصر المحمد الصُباح وبعض المسؤولين الاخرين، وعرض اوضاع لبنان وللاستماع الى ما يمكن ان تقدمه الكويت في المجالات الممكنة لا سيما التعاون النفطي والاغاثة والدعم  الاجتماعي، علماً ان الكويت لم تعرض اي مساعدة محددة ولا في اي مجال، بل تنتظر ما سيحمله اللواء ابراهيم.

وفي سياق متعلق بالتحركات من أجل مساعدة لبنان، توقعت مصادر سياسية بارزة أن تواجه زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الى لبنان يوم السبت المقبل نقاشات صريحة ومحرجة مع الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية ناصيف حتي  لجهة موقف فرنسا من التعاطي مع الازمة المالية والاقتصادية التي يواجهها لبنان، بعد المواقف الحادة التي اطلقها الوزير الفرنسي مؤخرا واتهم فيها حكومة حسان دياب بعدم الوفاء بالالتزامات التي قطعتها منذ تأليفها لتحقيق الاصلاحات المطلوبة لمساعدة لبنان خارجيا لحل ازمته المالية بالرغم من مرور اكثر من مئة يوم على تشكيلها، والاهم في مضمون الزيارة هو في كيفية اعادة التفاهم مع الحكومة الفرنسية من جديد ووضع مقررات مؤتمر «سيدر» موضع التنفيذ الفعلي بعدما كان الجانب الفرنسي ومن خلال السفير في لبنان قد ابلغ الرئيس دياب في لقاء عاصف جرى منذ قرابة الشهر بأن حكومته اوقفت كل الاتصالات مع الجانب اللبناني لتنفيذ «سيدر» بعدما تملصت الحكومة من وعودها بتنفيذ سلسلة الاصلاحات الموعودة. ونقلت المصادر عن مطلعين على فحوى ما جرى بالقول ان السفير الفرنسي خاطب دياب بالقول كيف تريدون مساعدة فرنسا وتضربون عرض الحائط بالاصلاحات، بل تمعنون في إتخاذ قرارات معاكسة كما حصل في العودة عن قرار اقامة معمل للكهرباء في سلعاتا وبالتعيينات المالية وغيرها من الاجراءات التي لا تعبر عن نية حقيقية لتنفيذ الاصلاحات لغايات ومصالح ضيقة.

إلى ذلك، علم، لدى أوساط معنية ان السفيرة الأميركية في بيوت دورثي شيا، نقلت طلباً يشبه «الفيتو» على استمرار شراء الكهرباء من سوريا، لتجاوز النقص في الكهرباء، والتقنين الخطير الذي يواجه لبنان.

وكان الرئيس دياب قال من دار الفتوى، بعد لقاء المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان السبت الماضي حول لقائه مع السفيرة دورثي: «تداولت مع السفيرة الأميركية في مواضيع عدة وهي أبدت كل استعداد لمساعدة لبنان في مجالات مختلفة». ولفت الى أن «في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي نحن قلبنا الصفحة على المناقشات التي حصلت وبدأنا نتحدث عن الإصلاحات الاساسية المطلوبة والبرنامج الذي سيتم التوافق عليه بين الصندوق ولبنان وهذا ما سيعيد الثقة وسيفتح الباب على مشاريع كثيرة». (راجع ص 2).

تغير في الموقف!

وتزايدت التفسيرات لإعادة الانفتاح الأميركي على الحكومة عبر حركة السفيرة الأميركية.

وكشفت مصادر قيادية في 8 آذار، سبب هذا التحوّل بأن واشنطن تبلغت رسالة من هذا الفريق ضرورة كف يد السفيرة الأميركية عن لبنان، منعاً لخيارين خطيرين: الأوّل الذهاب شرقاً على مستوى رسمي، والثاني، فتح الجبهة الجنوبية، والتضييق على إسرائيل، عبر استهداف البواخر العسكرية والتجارية على امتداد المتوسط، بما في ذلك التلويح باستهداف «منشآت نفط العدو».

وفي المعلومات تحذير واشنطن من تشجيع المساس بالأمن على خلفية ما ينقل من معلومات عن جهات دولية تمول مجموعات لبنانية للتحرك علي خلفية قرار المحكمة الدولية المنتظر في 7 آب.

ويعود «الكابيتال كونترول» إلى الواجهة، مع جلسة تعقدها لجنة المال والموازنة اليوم، وعلى جدول أعمالها اقتراح قانون الكابيتال كونترول، تجتمع بعدها اللجنة الفرعية برئاسة النائب إبراهيم كنعان للبحث في التوسع في صلاحيات هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان للكشف عن الحسابات المصرفية تلقائياً.

وعزا أمين سر نقابة الصرافين محمود حلاوي أسباب انخفاض الدولار إلى استئناف النشاط التجاري، مع عودة المغتربين والسيّاح، عبر مطار بيروت، وانتظار التجار والمستوردين السلة الغذائية، فضلاً عن المفاوضات الجارية مع عدد من الدول حول المساعدات الممكنة للبنان.

التحركات

وعمت التحركات الاحتجاجية على قطع الكهرباء العاصمة ومعظم المدن والاقضية واعتراضاً على الفقر، وانعدام فرص العمل.

 واطلق مئات من الناشطين في مسيرة من ساحة رياض الصلح إلى مقر جمعية المصارف في الجميزة، ثم إلى مصرف لبنان، ودعوا إلى «استقالة الحكومة» ومحاسبة السارقين والفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة، وكذلك في طرابلس والنبطية، وبعلبك..

وأفيد ليلاً، ان سفينتي إنتاج الكهرباء فاطمة غول واورهان بيه، زادتا طاقتهما الانتاجية للتيار الكهربائي، بعدما تمّ تأمين الفيول اويل، وهما تتجهان نحو 250 ميغاوات، فهل سيؤدي ذلك إلى تحسن التغذية بالكهرباء.. بانتظار بيان مؤسسة الكهرباء.

وغرّد الوزير ريمون غجر ان: استيراد الفيول بدأ يصل إلى مؤسسة كهرباء لبنان تباعاً، والتغذية في التيار ستتحسن بدءاً من اليوم، وستظهر النتائج قريباً.

2344

صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 166 اصابة كورونا جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 2344.

وأفاد مستشفى رفيق الحريري الجامعي ان بينها 5 حالات حرجة، وأنه تم اجراء 378 فحصاً، ولم تسجل أية حالة شفاء جديدة.

وقلل وزير الصحة حمد حسن من شأن الإصابات المرتفعة (131 بفيروس كورونا) بين العاملين في شركتي لفرز النفايات.. بالقول: الإصابات معلومة المصدر، وإمكانية نقل العدوى قائمة، لكن بنسبة غير عالية..

وتجتمع اللجنة العلمية صباحاً، وبعد الظهر تجتمع لجنة كورونا، وستطلب تشديد الإجراءات، بدءاً من الحث بالالتزام بالتدابير الوقائية بما في ذلك، فرض غرامة 50.000 ليرة لبنانية مع العلم ان هذا المبلغ لا يمكن ان يتحمله المواطن حسب الوزير حسن، الذي كشف عن 35 إصابة في مستشفى الزهراء، وعدد آخر في 3 مؤسسات استشفائية أخرى.

ومن غير المستجد دعوة مجلس الدفاع الأعلى للاجتماع، لمناقشة الزيادة المفجعة بأعداد المصابين بالكورونا، على أساس أنه لا بدّ من قرارات رادعة، بما في ذلك الاقفال.