3 شباط 2024 12:10ص «مغامرة منصوري»: وقف النهب وتثبيت حق المودع بالدولار

ضغوطات مطلبية قد ترجئ مجلس الوزراء.. وضغوطات غربية تربط مصير حزب الله «بحماس»

حجم الخط
بالتزامن مع الجهود القائمة لوقف متدرج للحرب العدوانية الاسرائيلية على غزة، عبر مدخل ما بات يعرف بـ «صفقة التبادل»، والتي يتولاها الجانب الاميركي بالتنسيق مع كل من مصر وقطر ودول عربية أخرى، بقيت الساحة الدبلوماسية هي متاحة لدبلوماسيين اوروبيين وأميركيين لالتقاط الفرصة المؤاتية لتحويل أي هدنة أو حالة استرخاء أمني الى هدنة او وقف للنار، ليس على جبهة غزة، بل على سائر الجبهات المترابطة والمساندة، وهو ما عبّر عنه نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي اعتبر أن لا مكان لأي امر قبل وقف العدوان على غزة، في اشارة اعتراضية وبقوة، على الضغوط الغربية الجارية لربط مصير حزب الله، لجهة جبهة الجنوب بمصير حركة حماس، بعد انتهاء حرب غزة.
وغادر وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون بيروت بالتأكيد على النقاط التي اثارها خلال اجتماعاته مع كل من الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون، وبالاشارة الى الحاجة الى ترسيم جديد للحدود اللبنانية للتأكد من التوافق عليه، والتشديد على اقناع حزب الله بمغادرة جنوب الليطاني، على ان تحل هناك قوات لبنانية بعد تعزيز وزيادة عديد الجيش اللبناني المفترض انتشاره وهناك (14 الف عسكري).
ويأتي الاسبوع المقبل وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سجورنيه الى بيروت في سياق مهمة التهدئة في الجنوب، وربما يكون الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين عرَّج الى العاصمة اللبنانية بعد زيارة اسرائيل بالتزامن مع وجود وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن في الشرق الاوسط.
واوضح مصدر في الخارجية الفرنسية ان تطبيق القرار 1701 والذي بعضه يتوقف على اليونيفيل، ابرز ما يبحثه وزير الخارجية الفرنسي.
وقال المصدر ان الوزير الفرنسي سيشدد على ضرورة ايجاد حل دبلوماسي بين لبنان واسرائيل.
ووسط الحركة الدبلوماسية الفرنسية باتجا لبنان، يعاود مجلس الوزراء جلساته، الخميس المقبل، بجدول اعمال متراكم (60 بنداً وأكثر) فضلا عن بنود الحوافز الانتاجية المقترحة لموظفي القطاع العام ومتقاعدين من مدنيين وعسكريين.
ورفضت رابطة موظفي الادارة العامة ما يتردد عن اضافة 3 او اربع رواتب (على الاساس)، مطالبة تبني اقتراح رئيسة مجلس الخدمة المدنية نسرين مشموشي لجهة رفع الزيادات الى 8 اضعاف خاصة بالنسبة للموظفين الصغار، ليصبح الحد الادنى (13 مليون+ 20 مليون= 33 مليون دون احتساب بدل النقل).
ويخشى ان تؤدي هذه الضغوطات المطلبية الى ارجاء عقد جلسة لمجلس الوزراء الاسبوع المقبل.
وفي الاطار التوظيفي دعت رابطة اساتذة التعليم الثانوي الزملاء (ملاك، متعاقدين، متقاعدين، مستعان بهم) إلى الاستعداد لأي تحرك مقبل، لنحصل حقوقنا موحدين، ونكمل مسيرة التعليم بأمان معيشي وحياة كريمة».
وطالب بـ الاسراع في اقرار سلسلة رتب ورواتب عادلة تحاكي الواقع المأساوي، وتجابه التضخم المالي والنقدي، وخصوصا أن كل جبايات الدولة أصبحت على دولار السوق أما رواتب الموظفين بقيت على حسابات غير منطقية، على أن تشمل هذه السلسلة كل مسميات القطاع التعليمي- التربوي (ملاك، متقاعد).
-رفض بعض بنود التعديلات الضريبية في الفصل الثالث من الموازنة التي تحمل المواطن العبء الكبير من الضرائب المفروضة عليه.
-التوازن بين الراتب الأساسي للموظف والزيادات عليه، وبين الضرائب؛ فلا يعقل أن يزاد الراتب 7 مرات في حين أن الضريبة قد زادت أكثر من 60 مرة.
- تصحيح أجر ساعة التعاقد (المتعاقد والمستعان بهم)، والعمل على ضمانهم أسوة بالزملاء الأساتذة الملاك.

المركزي يحسم

واستبق المصرف المركزي قرارات الحكومة، في حال انعقد مجلس الوزراء، والذي اجتمع مجلس المركزي امس برئاسة الحاكم بالانابة وسيم منصوري واستمر 8 ساعات القرار لجهة حسم التوجه الى اصدار تعميم بديل للتعميم 151، ورقمة سيكون 166، ويقضي بالتزام المصارف بدفع 150دولارا اميركيا شهرياً لكل مودع، تدفع مناصفة بين جمعية المصارف والمصرف المركزي.
ووحد منصوري سعر الصرف، الذي يمكن ان تأخذ به المصارف بـ89500 ل.ل، على ان يختفي سعر سحب اموال المودعين على سعر 15000 ل.ل بعد صدور الموازنة في الجريدة الرسمية.
وحسب اوساط المركزي، فإن المصارف القادرة على الاستمرار، والعاجزة، لا يمكن لها ان تحجز مكاناً في جمعية المصارف العاملة.
لكن المصرف المركزي، حسب اوساطه، متمسك بمساعدة المصارف لاعادة التوازن، واطلاق عملية القطاع والاستدانة بالدولار.
وقالت مصادر المودعين ان تعاميم منصوري ستكون اشبه بمغامرة لوقف النهب وتثبيت حق المودع، باستعادة وديعته بالدولار الأميركي.
شعبياً، أثار عدم صدور قانون الموازنة العامة بلبلة في معظم إدارات ومؤسسات الدولة ولاسيما منها التي تتقاضى الرسوم والضرائب على اساسها، وتريث البعض منها بتقاضي الرسوم المتوجبة بانتظار نشر قانون الموازنة بالجريدة الرسمية، بينما تبين ان هناك التباسا في بعض الأرقام الواردة بالقانون، يجري التأكد من مطابقتها لما تم التصويت عليه من قبل النواب في الجلسات الاخيرة للمجلس النيابي. 
ونيابياً ايضاً، يستعد تكتل الجمهورية القوية لتقديم طعن ببعض بنود الموازنة، بعد صدوره في الجريدة الرسمية.

الخماسية

على صعيد تحرك الخماسية، أعربت  مصادر  نيابية في كتلة التنمية والتحرير النيابية لـ «اللواء» عن اعتقادها أن ما سُرِّب لجهة فشل مسعى اللجنة الخماسية في الملف الرئاسي  بعد لقاء سفرائها مع الرئيس بري  لا يتطابق مع الواقع. وقالت إن المعطيات التي أحاطت بهذا اللقاء اكدت أنه كان جيدا من حيث الشكل والمضمون وإن الجانبين ابديا ارتياحهما خلاله. 
وذكرت المصادر بأنه خلافا لما نقل لم يتم التطرق إلى أسماء  أو تبادل أي اسم. 
وفي السياق نفسه ،سألت أوساط سياسية عن توقيت الحديث عن هذا الفشل وما الهدف من الإشارة إلى هذا المناخ وهل فعلا بات الملف الرئاسي في خبر كان، الأمر الذي ينتظر إجوبة في الأيام المقبلة من المعنيين. 
وأشارت إلى أنه لا يمكن الحديث عن أي مناخ قطعي في هذا الملف قبل أن يصدر أي توضيح من المعنيين.

الوضع الجنوبي

تستمر الاعتداءات الجوية والمدفعية من العدو الاسرائيلي على قرى وبلدات الجنوب اللبناني حيث اسفرت الاعتدات عن حصيلة جديدة من البيوت المدمرة والاحراج المحروقة بفعل القنابل الفوسفورية، بدورها ردت المقاومة على هذه الاعتداءات مستهدفة مراكز جيش العدو ومستعمراته بصواريخ بركان محققة اصابات مباشرة فيها.
وأكدت المقاومة الاسلامية، انه تم استهداف موقع رويسات العلم وانتشار لجيش الاحتلال الاسرائيلي في محيطه بالاسلحة الصاروخية، كما استهدفت المقاومة جبل الباطل، وردت مدفعية الاحتلال بقصف بلدة عيترون.
واستمر وزير دفاع العدو الإسرائيلي يوآف غالانت،  بتصريحاته الاستفزازية.
وخلال جولة على الحدود اللبنانية في جبل الشيخ، أضاف غالانت: «إذا كان حزب الله يعتقد أنّه عندما يكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة فإننا سنوقف إطلاق النار على لبنان، فهو مخطئ جداً».
وقال: «طالما أننا لم نصل إلى وضع يمكن فيه عودة سكان الشمال بأمان، فلن نتوقف. عندما نصل إلى ذلك، سواء من خلال التسوية أو عسكرياً، سنكون قادرين على التحلي بالهدوء».