بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 تشرين الثاني 2019 12:02ص 1 من 3 من أطفال في لبنان يعانون من «الربو»

إرتفاع نسبة الإصابات في السنوات الأخيرة

المجتمعات العربية ترفض كلمة «الربو» المجتمعات العربية ترفض كلمة «الربو»
حجم الخط
الحساسية الصدرية عند الأطفال، باتت من الأمراض الشائعة، إذ تصيب بين 10 و25% من أطفال العالم، وقد تضاعف العدد ثلاث مرات، في العقود الأربعة الأخيرة، ولعلّ التلوث البيئي هو السبب في ذلك، فيما المراجع الطبية أشارت إلى الإصابة بالحساسية الصدرية لدى الأطفال، بينما المجتمعات العربية ترفض كلمة «الربو» لكون الآباء والأمهات، يرفضون الإعتراف بهذا المرض، ويخافون منه ويعتبرونه مسيئاً لمستقبل أطفالهم.

في هذا الإطار، التقت «اللواء»، الإختصاصي في الأمراض الصدرية والحساسية، «الدكتور بيار الحاج، فكان الحوار الآتي:



{ هل من نسبة محددة للمصابين بالحساسية الصدرية؟ 

«إن نسبة المصابين بالحساسية الصدرية، تبلغ ما بين 15 إلى 25% بالمئة من أعداد الشعب اللبناني، فيما الدراسات الطبية تؤكد وصول الأرقام إلى 40% في العالم، في حلول العام 2022، والتي تتطور من الحساسية الصدرية إلى «الربو». وأن 70% من مصابي «الربو»، يعانون من التهاب وحساسية في الأنف، وهذا بفعل ازدياد معدلات التلوث البيئي بكل أنواعه، واعتماد الأكل غير الصحي، وازدياد أعداد الأشجار المقطوعة، وصولاً إلى التصحّر الحاصل في الجبال والسهول والهضاب في لبنان، وانخفاض المساحات الخضراء فيه، إلى أقل من 5% من مساحته، دون أن ننسى التلوث البيئي الحاصل، بفعل ازدياد أعداد السيارات والآليات المركبة. أيضا، هناك المولدات الكهربائية التي تنشر السموم بين البيوت، ورمي النفايات على امتداد طرقات المدن والبلدات، وبين السهول والوديان، وارتفاع أعداد المطامر والكسارات والجبالات، التي توزّع الغبار والمواد السامة، المؤدية إلى زيادة حالات الإختناق والإصابة بالأمراض الرئوية المختلفة».

الأهل لا يعترفون بإصابة أبنائهم

{ هناك العديد من الأهل الذين لا يعترفون بإصابة أبنائهم بـ«الربو»، هل هذا صحيح؟

- إن الأهل في المجتمعات العربية ومنها لبنان، لا يعترفون بإصابة إبنهم بداء «الربو» هذا صحيح، بل يقولون أنه يعاني من حساسية صدرية، وهذا عائد إلى «العقدة النفسية» والصورة النمطية، المترسخة في أذهانهم، بأن مرض «الربو» علاجه مرتبط بالبخاخ، ووضع قارورة «الأوكسجين» على الظهر، فيما الحقائق العلمية والطبية، تؤكد بأن أي ضيق في التنفس، يعني الإصابة بـ«الربو» أو بطرف «الربو»، وأن تأمين العلاجات الصحية، من الأدوية الموسعة للشعب الهوائية و«البخاخات»، تؤدي إلى تقليل خطورة هذا المرض، وبإمكان المريض أن يعيش بشكل طبيعي، لكن «نوبات الربو» يمكن أن تستمر لمدة قصيرة، (دقائق أو ساعات)، أو تتكرر خلال عدة أيام».

الأعراض

{ ماذا عن الأعراض؟

- معظم الأطفال المصابين بـ«الربو»، يعانون من أعراض تسبق حدوث النوبة (كسيلان الأنف أو حكة بالبلعوم، أو حرقة بالعينين، أو شعور بالتعب، أو شحوب اللون أو غور العينين أو الصداع).

كذلك، هناك أعراض أخرى قد تؤدي إلى مرض «الربو»، ومنها السعال المتكرر والمستمر لعدة أسابيع أو أكثر، ومنها السعال الجاف الذي يحدث غالبا في الليل، (عند النوم أو حوالي الساعة 2-4 فجراً)، والسعال عند التعرض للحيوانات الأليفة، من خلال لمس جلدها أو وبرها (الخيول، الأرانب، الكلاب، القطط)، أو التعرض للغبار في الجو الرطب المنزلي ومنها العثّ المنزلي الذي فيه كائنات مجهرية توجد في الغبار داخل البيت، وتعيش في السجاد والبياضات والفرش وبقية الأثاث، ومن العوامل التي تفاقم ازدياد الحالات، ومنها تلوث البيئة الخارجية (كالتدخين والغازات) وتلوث البيئة الداخلية للمنازل (كالجراثيم والدهانات والتهوئة غير جيدة)، والسعال يحدث أيضاً، بعد بذل أي مجهود كالركض أو ركوب الدراجات، ونوبات السعال تزداد عندما يكون الطفل متهيجاً، أو خلال اللعب، أو الضحك، أو البكاء، أو السعال، أو في بعض الفصول، مثل فصل الربيع، حيث تحدث الإصابة بالحساسية الصدرية أو «الربو» بفعل ظهور رحيق الأزهار وشم الورود».

نوعان من «الربو»

{ هل صحيح أن هناك نوعان من «الربو»؟

- نعم هناك نوعان من «الربو»:

- الأول الناتج عن الالتهابات أو الفيروسات.

- الثاني الناتج عن الحساسية الصدرية.

ويتعرض لهما الأطفال، في الأول من (عمر اليوم إلى 6 سنوات أو أكثر) والثاني (من عمر 4-5 سنوات حتى طوال العمر كله)، وإذا كان لدى الأب أو الأم الحساسية، فإن حظ الولد أن يصاب مثلهما، بنسبة تصل إلى 35% بالمئة، أما إذا كان الأب والأم سويةً مصابين بالحساسية، فهذا يزيد حظ الولد، ليصاب مثلهما بنسبة تصل إلى 60%، أما إذا كانت الإصابة بالحساسية تتجاوز الأب والأم، لتصل إلى الإبن أو الإبنة، فإن حظوظ الولد ليصاب مثلهم، بنسبة تصل إلى 80%».

تجدر الإشارة، إلى أن 1من 3 أطفال في لبنان، يعانون من «الربو»، وأن نسبة الأطفال المصابين تضاعفت خلال العشر السنوات الماضية، وأن 3 من كل 10 مرضى مصابون بالربو، هم من الأطفال».

إحصاءات؟

{ هل من إحصاءات محددة؟

- تشير الإحصائيات الطبية التي صدرت في العام 2014، إلى أن نسبة المصابين بـ«الربو» في لبنان بلغت (8,3%) والحساسية الجلدية بلغت (12,8%) والحساسية في الجيوب الأنفية (45%)، بينما في المملكة العربية السعودية بلغت نسبة المصابين بـ«الربو» (23%) والحساسية في الجيوب الأنفية (24%).

أما في قطر فإن نسبة المصابين بـ«الربو» فقد بلغت (19%) والحساسية الجلدية (22%) والجيوب الأنفية (30%)، وفي الإمارات العربية المتحدة فإن نسبة الإصابة بـ«الربو» (13,6%)، والحساسية الجلدية (13%)، والجيوب الأنفية (30%).

وهذه الإختلافات في الأرقام بين لبنان والدول العربية، تعود لكون المواطن اللبناني يعيش في الهواء الطلق، رغم ارتفاع معدلات التلوث في بيئته، بينما المواطن في الدول الخليجية، يبقى في البيوت والمحلات المغلقة، ولكن المزوّدة بالمكيفات على مدار السنة كله.

الإصابة إلى ارتفاع

{ هل نسبة الإصابة إلى ارتفاع؟

- إن نسبة المصابين بمرض الربو في لبنان، ازدادت خلال الـ 5 سنوات الماضية، لتصل النسبة إلى (20%) والحساسية الجلدية (20%) والحساسية في الجيوب الأنفية (55%)، وهذا يعود إلى ازدياد التلوث البيئي، على امتداد الوطن كله، بفعل الفساد المستشري في الإدارة اللبنانية، فبات كل متاح مباع وكل ممنوع ممسوح، حتى لو حساب حياة اللبنانيين ولقمة عيشهم».

لذلك، الحاجة أكثر من ملحة وضرورية، لوضع برنامج وطني لمكافحة «الربو»، وهذه من مسؤولية وزارة الصحة العامة.

أما نقابتي الأطباء في بيروت والشمال فدورهما يبقى مقتصرا على إطلاق حملات التوعية، عبر توزيع «البروشورات» وطرح الأفكار الطبية في مختلف وسائل الإعلام، من أجل زيادة التثقيف الطبي والصحي، لدى المواطن اللبناني.