بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 تشرين الثاني 2019 12:00ص 80 فناناً رسموا مئة لوحة عبَّرت عن الحَراك الشعبي و6 فخاريات جسّدت ألوان الأعلام الحزبية

لوحة عيد الاستقلال في زمن الثورة لوحة عيد الاستقلال في زمن الثورة
حجم الخط
في شارع رياض الصلح، وفي المنطقة الممتدة ما بين كنيسة مار جرجس المارونية ومبنى اللعازارية، أقيم نشاط فني مفتوح، تحت عنوان: «الاستقلال ع طريقتنا»، وبدعوة من «جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت»، حيث نشر الرسامين الـ 80، لوحاتهم الفنية وعددها تجاوز الـ 100، في رسم مباشر وحيّ، وآخر نفّذ بشكل مسبق في مراسمهم الفنية، ووضعت فخارية بيضاء اللون تجسّد جرة المياه، وكتب عليها اسم «الوطن» الذي يجب أن نحافظ عليه، وفوقها وضع العلم اللبناني، وتحتها وضعت 6 فخاريات على شكل الجرة، ورمزت الى ألوان أعلام الأحزاب اللبنانية الحاكمة وهي: حركة «أمل»، «حزب الله»، «التيار الوطني الحر»، «تيار المستقبل»، «الحزب التقدمي الاشتراكي»، «تيّار المردة»، وكتب على كل جرة، استغلال المناصب، المحسوبيات، المحاصصة، الفساد المالي، الفساد الإداري، التوريث السياسي.

وفي هذا السياق، التقت «اللواء» عددا من الفنانين والرسامين المشاركين في هذا النشاط، فقال رئيس «جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت» ميشال روحانا: «لقد نظمنا هذا المعرض الفني المفتوح، تحت عنوان: «الاستقلال ع طريقتنا»، واشترك فيه 80 فناناً ورسامة، رسموا لوحاتهم الـ 100 بشكل حيّ ومباشر وآخرين أتوا بها بعد رسمها بشكل مسبق، والهدف إعطاء فكرة عن التحوّل الذي نعيشه هذه السنة، مع عيد الاستقلال الـ 76، لنقول للجميع اننا نعيش استقلال جديد له نكهة خاصة ومعبّرة وإنما بهوية ونظرة وطنية مختلفة، وبعيدة عن الحسابات السياسية والطائفية والحزبية والمذهبية، وأردنا التعبير بأن الفن هو لغة عالمية تجذبنا إلى السلام والعدل والتقارب بين الشعوب، وهذا ما قام به الفنانون الـ 80 من رسم حيّ وأعمال فنية انجزوها في فترة زمنية قصيرة، كلها تحاكي هذا الشعور بالوطنية والانتماء بات ملحّاً إلى دولة المواطنة والمدنية العادلة للجميع».

شهاب

أما نائب رئيس «جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت» فؤاد شهاب، فقال: «لقد أقيم هذا المعرض، ليشكّل تظاهرة فنية مفتوحة وحيّة، بمناسبة عيد الاستقلال الـ 76 وشارك فيه 80 فناناً ورسامة، نشروا أكثر من 100 لوحة في المنطقة ما بين كنيسة مار جرجس المارونية ومبنى اللعازارية، لكي يحتفل كل واحد منهم، بالاستقلال على طريقته الخاصة به، فهذه المناسبة الوطنية بعد الحراك الشعبي باتت لها معاني مميّزة وجديدة، لأن ما يطالب به المتظاهرين، محق ومشروع، لجهة مواجهة أهل الفساد ومحاسبة الفاسدين، وتأمين العيش الكريم للمواطن اللبناني، وهذا ما جسّده الفنانين الـ 80، في لوحاتهم الفنية، التي رسموها بشكل حيّ ومباشر، وقسم انجزها بشكل مسبق، فعبّروا عن واقع الحراك الشعبي والثورة والانتفاضة، التي غيّرت مسار الأوضاع الداخلية، على صعيد لبنان كله».


مجموعة لوحات لفنانين محترفين تجسّد لبنان زمن الثورة


بركات

من جهتها، قالت الفنانة عتاب بركات: «لقد قدّمت لوحة فنية تعبّر عن التغيير الحاصل في واقع البلاد كلّه، من خلال الحراك الشعبي ورسمت في هذه الرسمة الجديدة وجود اختان واحدة في سلك قوى الأمن الداخلي، والثانية تشارك مع المتظاهرين، وأردت التعبير بأن كافة ضباط وأفراد وعناصر الأجهزة الأمنية، الذين يوفرون الحماية للمشاركين في الاعتصامات والتظاهرات، هم اخوة لنا ووضعت في اللوحة شعار الثورة وهي «قبضة اليد».


حب الوطن وسلام لبنان بريشة فنانة

غادر

وبدوره، قال الرسام محمد درغام غادر: «لقد شاركت في لوحة فنية، لتعبّر عن العلم اللبناني، والجبل الأبيض التي تكلله الثلوج، والصفاء الذي نريده للبنان، من خلال الحفاظ على الطبيعة الخضراء والسهول المتعددة الألوان صيفاً، دون أن ننسى الشواطئ والبحر والساحل لكونهم يشكّلون الحديقة الأمامية، لجمال هذا الوطن، الذي انحدرت مقوّماته سلباً، بفعل التعدّي على الأملاك البحرية وانتشار النفايات في عمق المياه فيه».

سابق

وقال الفنان باسم سابق: «لقد لفت نظري في بدايات الثورة مشهد المواجة التي حصلت بين إحدى الفتيات ومرافق أحد الشخصيات السياسية، الذي رفع يده عليها، وما كان منها سوى قيامها بردّة فعل سريعة، وقد ركلته ورفسته، مما أدّى إلى تراجعه إلى الخلف، ولقد ولد لدى المرافق نوع من الصدمة، وهذا ما جسّدته في اللوحة الفنية التي رسمتها بألوان زيتية، واستعملت فرامة الخضار ومادة الاسمنت لتعبير عن المشهد الميداني لهذه المواجهة، وأردت إيصال رسالة واضحة بأن عمل السيدات ليس فقط للأعمال المنزلية والأكل والطبخ، بل هنا قادرات عن حماية أنفسهن لوحدهن، دون الحاجة إلى أي وصاية عليهن».


فنانون يرسمون مستقبل لبنان كُلٍّ على طريقته

غانم

أما الفنانة ليليان غانم فقالت: «لقد رسمت لوحة فنية، تعبّر عن الثورة والحراك الشعبي، وجسّدت فيها اللوحة الفنية الشهيرة للفنان العالمي النرويجي ادوارد مونش التي تحمل اسم «الصرخة»، وتمثل رجلاً معذّباً يعكس وجهه مشاعر الرعب، واقفاً على جسر وهو يمسك رأسه بيديه ويطلق صرخة وفوقه سماء حمراء دموية، وأردت الأطلال من هذه الصرخة المدوية، مدى خوف الزعماء السياسيين والحزبيين والسلطة الحاكمة والفاسدة، من الحراك الشعبي وصراخ المواطنين، الذي امتدت وعلت الاعتصامات والتظاهرات، رفضاً للفساد المستشري، في واقع مفاصل الدولة اللبنانية منذ 27 عاماً، وان اللوحة التي طبعتها بألوان المدرسة التجريدية، في القسم العلوي منها، رسمت العلم اللبناني، وفي القسم السفلي وضعت حشود المتظاهرين من كافة المناطق والأطياف والطوائف والمذاهب اللبنانية وجعلت الصورة - الرسمة، لتعبّر عن صرخة الألم التي انطلقت من حناجر اللبنانيين منذ 32 يوماً، والرسالة التي توجّهت بها هي العمل على وحدة اللبنانيين، وتضامنهم تحت سقف العلم اللبناني.


رسم جماعي من وحي الثورة


كبرييلا

من جهتها، قالت الرسامة لوتشيا كبرييلا: «لقد رسمت لوحة فنية، جسّدت العلم اللبناني الذي هو رمز الوطن كلّه، لكونه العلم الوحيد الذي حمله جميع اللبنانيين في الاعتصامات والتظاهرات، التي أقيمت منذ 17 تشرين الأول الماضي، ووضعت الأرزة بشكل نافر لأنها تجسّد طبيعة لبنان الخضراء، دون أن أنسى جذورها التي ترمز إلى شهداء لبنان من العام 2005 ولغاية الآن».


فخاريات الوطن شاركت في عرض صور للثوار في وسط بيروت أمس (تصوير: جمال الشمعة)


قبيسي

أما الفنانة فاطمة قبيسي فقالت: «لقد جسّدت في اللوحة الفنية، التي أطلقت عليها اسم «نحو الحرية»، وهي تعبّر عن طائر البجع الملوّن بالأبيض والأحمر، والذي يرمز إلى الحرية والسلام والاستقلال ويتوسط اللوحة أرزة لبنان، والتي تعني وحدة اللبنانيين، لوجودها في داخل العلم اللبناني، الذي توحّد حوله جميع المتظاهرين رافعيه لوحده في الساحات والميادين والطرقات».

شهاب

أما الفنان سعيد شهاب فقال: «لقد رسمت لوحة فنية بألوان زيتية حملت اسم «قيد» والتي تعبّر عن قبضة اليد رافعة شعار النصر، الذي يرمز إليه بعلامة السبعة (أي الخنصر والوسطى) اللذين يكونان مكبّلان بقيد، ولكن في لوحة يظهر القيد بأنه مكسور، وعلى الزند هناك العلم اللبناني، وأردت توجيه رسالة واضحة، بأن الشعب اللبناني، كسر كل القيود الطائفية والمذهبية والمناطقية، التي كبّلته منذ العام 1943، بفعل الحراك الشعبي، الذي صدم الكل، بدون إستثناء من أهل السلطة والنفوذ والطبقة السياسية والحزبية الحاكمة».