بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 كانون الأول 2020 12:01ص Lebanon of Tomorrow تغرس شجرة العيد في ساسين

التمسك بلبنان المشع والمضيء لإعطاء بيروت قوتها وعودتها إلى الحياة

نماذج لنوافذ بيروت على شجرة العيد نماذج لنوافذ بيروت على شجرة العيد
حجم الخط
شجرة عيد الميلاد تعد تقليدا، اعتدنا عليه في الـ 25 من كانون الأول من كل عام،وذلك كتعبير عن الفرح والسرور بقدوم موسم الأعياد ،فترانا قبل العيد بعدة أيام، نسارع لنزينها داخل البيت، لنعبر عن رمز الحياة.

وها نحن اليوم بالرغم من المآسي التي نالت منا عقب إنفجار المرفأ المدوي في الرابع من آب ،والظروف الإقتصادية والحياتية الصعبة التي نعايشها يوميا ،لم نستسلم بل انتفضنا على آلامنا وأحزاننا لتبقى بيروت على الدوام عنوانا للفرح والأمل بغد أفضل.

Lebanon of Tomorrow

انطلاقا من ذلك،افتتحت مؤخرا جمعية Lebanon Of Tomorrow القرية الميلادية في ساحة ساسين، فرسمت نماذج لنوافذ بيروت على شجرة العيد،تأكيدا منها بأن أيا كان لن يستطيع أن يدمر هذه المدينة الإستثنائية.

 كرم

وفيما يخص هذه المبادرة وسط الظروف الصعبة، يقول مؤسس جمعية Lebanon of Tomorrow طارق كرم:»هناك لبنانين لا لبنان واحد: لبنان مظلم ومقرف ولا يخجل أنه يعيش في العتمة لا بل يواصل التمسك بها، ولبنان مشع ومضيء وهو عبارة عن كل الذين تجمعوا بعد انفجار 4 آب المدمر لكي يعطوا لبيروت قوتها وعودتها إلى الحياة. أما الجهات المانحة المحلية والدولية فقد وثقت بالمنظمات غير الحكومية، لأنها بكل بساطة غير حكومية. لكن بالتأكيد هدف هذه التنظيمات ليس الحلول مكان الدولة، بل أن يكون هناك دولة فعليا في لبنان». 

هذا، وتتضمن القرية الميلادية عشرات أصحاب المحال والمنتجات الصغيرة الذين حصلوا على أماكن مجانا بمبادرة من «الجمعية»، من أجل تسويق منتجاتهم في العيد والإستفادة في هذه الظروف الصعبة. 

تجدر الإشارة ،أن القرية الميلادية في ساحة ساسين ستستمر حتى 7 كانون الثاني 2021 وستشهد العديد من النشاطات الترفيهية والثقافية إحتفالا بالميلاد المجيد.


انتفضنا على آلامنا وأحزاننا لتبقى بيروت عنواناً للفرح  (تصوير: محمود يوسف)



 فكرة شجرة عيد الميلاد؟

لكن يبقى السؤال الأهم: لمن تعود فكرة شجرة عيد الميلاد؟

تعود فكرة «شجرة عيد الميلاد» إلى القرون الوسطى في ألمانيا، الغنية بالغابات الصنوبرية الدائمة الخضرة، حيث كانت العادة لدى بعض القبائل الوثنية التي تعبد الإله (ثور) إله الغابات والرعد أن تزين الأشجار، ثم تقوم إحدى القبائل المشاركة بالإحتفال بتقديم ضحية بشرية من أبنائها.

وفي عام 727 م، أوفد إليهم البابا بونيفاسيوس مبشرا، فشاهدهم وهم يقيمون احتفالهم تحت إحدى الأشجار، وقاموا بربط إبن أحد الأمراء وهموا بذبحه كضحية لإلههم (ثور)، فهاجمهم البابا بونيفاسيوس، وأنقذ أبن الأمير من أيديهم ووقف فيهم خطيباً مبيناً لهم أن الإله الحي هو إله السلام والرفق والمحبة الذي جاء ليخلص لا ليهلك.

ثم قام بقطع تلك الشجرة ونقلها إلى أحد المنازل وتزيينها، لتصبح فيما بعد عادة ورمزاً لاحتفالهم بعيد ميلاد المسيح، وانتقلت هذه العادة بعد ذلك من ألمانيا إلى فرنسا وإنجلترا ثم أميركا، ثم أخيرا لبقية المناطق، حيث تفنن الناس في استخدام الزينة بأشكالها المتعددة والمعروفة.

يعتبر أول من استخدم شجرة الميلاد في أعياد الميلاد، هم الألمان وذلك قبل المسيحية بزمن طويل، حيث أنهم كانوا يعتبرون الشجرة الخضراء رمزا للحياة الدائمة والبقاء.

وتجدر الإشارة أن بريطانيا لم تعرف شجرة عيد الميلاد قبل أن يحضر إليها الأمير ( البرت ) وهو ألماني وزوج الملكة فيكتوريا عام 1841م ، أما أميركا فعرفتها عام 1776م، مشيرة إلى أنه لا يرتبط تقليد شجرة الميلاد بنص من العهد الجديد بل بالأعياد الرومانية وتقاليدها التي قامت المسيحية بإعطائها معانٍ جديدة، فقد استخدم الرومان شجرة شرابة الراعي كجزء من زينة عيد ميلاد الشمس التي لا تقهر.

ومع تحديد عيد الميلاد يوم 25 كانون الأول ، أصبحت جزءاً من زينة الميلاد وتمّ اعتبار أوراقها ذات الشوك رمزاً لإكليل المسيح، وثمرها الأحمر رمزاً لدمه ، حتى أن تقليداً تطوّر حول هذه الشجرة انطلاقاً من حدث هروب العائلة المقدّسة إلى مصر.

وقد تمّ تزيين أول الأشجار بالتفاح الأحمر والورود وأشرطة من القماش وأول شجرةٍ ذكرت في وثيقةٍ محفوظة إلى اليوم، كانت في ستراسبورغ سنة 1605ب.م، لكن أول شجرةٍ ضخمةٍ كانت تلك التي أقيمت في القصر الملكي في إنجلترا سنة 1840ب.م. على عهد الملكة فيكتوريا، ومن بعدها انتشر بشكلٍ سريع استخدام الشجرة كجزءٍ أساسيّ من زينة الميلاد.