بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 كانون الثاني 2019 12:10ص أعداد المصابين بالفشل الكلوي يرتفع من سنة لأخرى الشاي والعصائر المحلاة بالسكريات تزيد مخاطر الإصابة

حجم الخط
أظهرت دراسة طبية حديثة، أن استهلاك الكثير من الشاي، والعصائر المحلاة بالسكريات، يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض الكلى، الأمر الذي يشكل ضغطاً إضافيا على أعضاء أخرى في الجسم.
ويقول الباحثون أن الأشخاص الذين يشربون الشاي والعصائر المحلاة بالسكر بانتظام وبشكل دائم، يواجهون مخاطر الإصابة بنسبة أعلى 61% بالمئة، مقارنة مع من يتناولون هذه المشروبات قليلاً، ومن بين الأمراض التي تسببها كثرة تناول الشاي والعصائر المحلاة بالسكر، ارتفاع ضغط الدم ومقاومة «الأنسولين» مع مرور الوقت، بالإضافة الى زيادة الوزن والبدانة.
 د. الحركة
لتسليط الضوء أكثر على الآثار السلبيّة لاستهلاك الكثير من الشاي، والعصائر المحلاة بالسكريات وانعكاسها على مخاطر الإصابة بأمراض الكلى، التقت «اللواء» الجراح في الكلى وزراعتها والمسالك البولية، الدكتور نبيل سامي الحركة، فكان الحوار الآتي:
{ ما الأمراض التي ممكن أن تصيبنا نتيجة تناول الشاي والمشروبات الغازية والسكريات بكثرة؟ 
- من العادات السيئة التي يمارسها اللبنانيين يومياً، هو تناول الشراب، الذي يدخل فيه السكريات بشكل كبير والمشروبات الغازية، والإكثار من تناول الشاي والقهوة، والعصائر المحلاة بالسكريات، مما يساهم هذا كله، بمشاكل وأمراض تتعلق بالكلى، وحدوث القصور في أدائها الوظيفي، والسبب المحوري يعود الى ارتفاع السكري في الدم، وضغط الدم في الجسم، مما يولد أمراضا مزمنة في الكلى، بينما المطلوب الإكثار من شرب العصائر الطبيعية غير المحلاة بالسكريات، وتناول المياه الطبيعية، بمعدل كوب واحد من المياه، كل ساعة أو ساعتين، على مدى 24 ساعة، حتى لا تحصل اي تسربات في الكلى، (الحصى، والأملاح) التي تؤدي الى الالتهابات في المجاري أو المسالك البولية».
ندعو بإلحاح لشرب المياه بكثرة
{ دوما نسمع بضرورة تناول المياه بكثرة، فما أهميتها؟
- نحن كأطباء متخصصين بأمراض الكلى، ندعو بإلحاح إلى الإكثار من شرب المياه الطبيعية، والإبتعاد عن المياه والعصائر المحلاة بالسكريات، بالإضافة الى عدم وضع السكر بالقهوة والشاي، لأن فيهما الكافيين وسواها، خصوصا وأن ذلك يؤدي للإصابة بأمراض السمنة وزيادة الوزن، وارتفاع ضغط الدم، والسكري في الجسم.
وهنا لا بد من الإشارة، إلى أن عدم التقيد بالإرشادات الطبية، يعني الوصول للإصابة بالفشل الكلوي المزمن.
لذلك، المطلوب من المواطنين، المرضى بالفشل الكلوي المزمن، قبل الإصابة بهذا الداء التقيد بممارسة مختلف أنواع الرياضة، والإكثار من تناول المياه الطبيعية غير المحلاة، من أجل تحفيز الكلى على إدرار البول بشكل طبيعي، بمعدل 2 ليتر ونصف ليتر، كل 24 ساعة، وهذه الكمية كافية لمرضى الفشل الكلوي، لكن بالنسبة الى مرضى القلب، فإنهم يحتاجون الى كمية أقل من المياه، مما يأخذه مرضى الكلى.
سبب انتشار الأمراض المزمنة 
{ برأيك، ما السبب في انتشار الأمراض المزمنة؟
- إن المواطن، الذي يعمل في القطاعين العام والخاص، بات يعاني من الخمول والكسل، لبقائه فترة زمنية، تصل الى 8 ساعات، لناحية البقاء في مكتبه، مما يفقده القيام بالنشاط والحركة الجسدية اليومية، لذلك بتنا نعيش في عصر من الأمراض بينما في السابق، كان الإنسان ينتقل من بلد الى آخر، أو من قارة الى أخرى، يحتاج الى أشهر وأسابيع، بفعل عدم التطور في وسائل النقل والمواصلات.
أما في العصر الحالي، فقد وصل الإنسان الى بلوغ سطح القمر، واستطلاع العديد من الكواكب السيّارة، وما رافق ذلك من تطورات هائلة، في مختلف وسائل النقل، مما أدى إلى تفشي الأمراض المزمنة، وانتشار الأوبئة وارتفاع معدلات الإصابة بأمراض السرطان، والكلى والقلب والسكتة الدماغية، وارتفاع مستوى السكري في الدم، وضغط الدم في الجسم.
إرتفاع عدد المصابين بالفشل الكلوي
{ هل يُسجّل ارتفاع في عدد المرضى المصابين بالفشل الكلوي؟
- إن أعداد المرضى المصابين بالفشل أو الكسل الكلوي، يرتفع من سنة الى أخرى، وهذا يعود الى التغيير في نمط الحياة، وارتفاع نسبة السكريات، في وجبات الأكل في المطبخ اللبناني.
كما أن الإصابة بمرض السكري يؤدي للإصابة بالفشل الكلوي، والإصابة بارتفاع حرارة الجسد، وظهور الحصى في الكلى. وهذا ما يعاني منه، الأشخاص المرضى الذين يأتون من العراق، ودول الخليج العربي، للعلاج الطبي في لبنان، الذين يعانون من وجود الحصى المزمنة في كِلا الكليتين، والإصابة بالقصور والفشل الكلوي، بفعل التغيير في نمط الحياة، والطقس الحار في بلدانهم، وعدم إلتزامهم بالإكثار من شرب المياه.
العدد يرتفع من سنة لأخرى
{ هل هناك من إحصاء رسمي لعدد المصابين؟
- ما نفتقده في لبنان، هو عدم وجود مرصد وطني، تشرف عليه وزارة الصحة العامة، تسجل فيه أعداد الحالات للمصابين بأمراض الكلى، رغم أن ارتفاع اعداد المرضى بهذا المرض، يرتفع من سنة إلى أخرى.
في المقابل لا ننسى مضار التدخين، التي تؤثر على شرايين الكلى، بشكل غير مباشر، فيما سلبياته تظهر بزيادة أعداد المصابين بأمراض السرطان، ومنها في المسالك والمجاري البولية (سرطان المثانة).
الوقاية خير علاج
{ ماذا عن العلاج؟
- إن الوقاية هي خير من ألف علاج، فالحاجة ملحة لممارسة الأنشطة الرياضية، وصولاً الى تخفيف الوزن، ومنع الإصابة بالسمنة المفرطة، مما يساعد الى نزول كمية العظم و«البروتين»، وتحفيز نسبة الزلال إيجاباً في البول أو الدم (Black Albumin)، والإبتعاد عن تناول الدهون واعتماد الأكل الصحي، والتخفيف من تناول اللحوم الحمراء من غنم وبقر، والإكثار من أكل السمك، والإقلال من تناول لحم الدجاج، والعودة للأكل النباتي، ومختلف أنواع الخضروات.
وضمن هذا الإطار، لا بد من أن نشير إلى أن التلوث البيئي على مختلف أنواعه ومسمياته، يؤثر على صحة الإنسان، لناحية الإصابة بأمراض القلب والسرطان والرئة وسواها، وأيضاً المياه الملوثة، تؤدي إلى ظهور الجراثيم، ومنها «اشيريشيا كولي» (Escherichia coli) التي تظهر في الطعام، مما يولد أمراضا في الجهاز الهضمي. وفي المقابل، فإن علاجات قصور أو كسول الكلى، أصبحت في مراحل متقدمة علمياً وجراحياً، وبات الأمل عند المرضى مرتفعاً جداً، لناحية زراعة الكلى، التي يجب أن تعطى للمريض من الأهل والأقارب، على قاعدة الواهب والمتبرع الى الشخص المتلقي، فيتم زرع أو قطف الكلى، عن طريق جراحة المنظار (Laparoscopic surgery)، وعليه نشجع تعميم ثقافة وهب الأعضاء، التي تبعث الأمل للمرضى بحياة جديدة، ويتم أخذ الكلى اليسرى من المتبرع أو الواهب، وفي بعض الحالات الكلى اليمنى، ونضعها في الحوض الأيمن، عند الشخص المتلقي، عبر تطبيق جراحة المنظار.