العدسات اللاصقة عادة ما تخدم نفس هدف النظارات الطبية، وهي تقدّم رؤية أفضل من النظارات الطبية خصوصا مع الدرجات العالية من قِصر النظر أو طول النظر وغير المصحوبة بـ «الإستجماتيزم» وهي في هذا شبيهة بـ «الليزك» إلا أنها مؤقتة المفعول بعكس «الليزك» ذي المفعول الدائم، وتمتاز بأنها خفيفة وغير مرئية. وبالمقارنة مع النظارات، فإنّ العدسات اللاصقة أقل تأثّرا بالطقس الرطب، ولا تعتّم بالبخار، وتوفر مجالاً أوسع للرؤية. كما أنها أكثر ملاءمة لعدد من الأنشطة الرياضية.
لتسليط الضوء على مدى أهميتها ومضاعفاتها والأضرار التي من الممكن أنْ تنتج عن استخدامها، التقت «اللواء» الأخصائي في طب العيون الدكتور أديب جابر، فكان الحوار الآتي:
{ هل تفضّل العدسات اللاصقة عن النظارات الطبية؟
- «العدسات اللاصقة ليست بديلا عن النظارات الطبية، فهي وُجِدَتْ لسبب معين، إذ هناك أشخاص لا يرغبون بوضع النظارات على الأنف بشكل دائم ولا سيما السيدات، لذلك وجدت العدسات اللاصقة لهذه الفئة من الناس. طبعا لها إيجابيات كما لها سلبيات.. الإيجابية أن هذه العدسات تساعد على الرؤية بشكل أوضح من النظارات لكن في المقابل ممكن أن تتسبّب بنوع من الحساسية، وطبعا هذه المسألة تعتمد على الشخص أي إلى مدى هو مؤهّل لأن يعتني بنظافة العدسات اللاصقة.
لذلك على الشخص أن يلتزم تماما بالتعليمات وبنظافة هذه العدسات، أي أن يغسل يديه قبل وضع العدسات وعند انتزاعها، كما يجب أن يضعها لساعات محدّدة لأنه إذا تجاوز الوقت المحدد ممكن أن تتأذى العين».
{ ما الأضرار التي ممكن أن تنتج في حال عدم استعمال العدسات اللاصقة بالشكل الصحيح؟
- «المسألة تتراوح ما بين الإصابة بالحساسية وعدم التمكّن من وضع العدسات، أو الإصابة بالتهاب في حال عدم التزام الشخص بالتعليمات. الإلتهاب في البدابة ممكن أن يكون بسيطا شرط معالجته، لذلك يجب في حال احمرار العين أو الشعور بالوجع على الفور انتزاعها والتوجّه إلى الطبيب المختص لمراجعته، وإلا من الممكن الإصابة بالتهاب حاد، وهذا الإلتهاب ممكن في بعض الأحيان أن يُصيب القرنية بالتهاب حاد وممكن بدوره أن يقضي على النظر تماما.
لقد واجهنا حالات مماثلة حيث فقد أشخاص نظرهم نتيجة سوء استخدام العدسات اللاصقة، كأن يناموا وهم يضعونها مثلا».
{ ما هي الساعات المحدّدة لوضع هذه العدسات؟
- «هي مصنوعة لوضعها لمدّة 6 أو 8 ساعات، وهناك أشخاص يتجاوزون هذه المدة ويضعونها لمدّة أطول وهنا يكمن الخطأ، لذلك بمجرّد عودتنا إلى المنزل علينا أن ننتزع العدسات لنضع مكانها النظارات الطبية، وهنا يجب أن ندرك أن النظارات الطبية والعدسات تكملان بعضهما ولا تحلان مكان بعضهما البعض».
{ هل من عمر محدّد لوضع العدسات اللاصقة؟
- «هذه المسألة تعود لطبيعة الشخص، فإذا كان الشخص دقيقا مثلا ومسؤولا، ويتمتّع بنظافة جيدة يمكنه أن يبدأ بوضعها منذ عمر الـ 14 سنة، أما بالنسبة الشخص الذي يعاني من حساسية أو جفاف في العين معرّض أن تصبح لديه مضاعفات أكثر من غيره، لذلك ننصح بعدم استعماله للعدسات والإكتفاء بالنظارات الطبية».
{ ماذا عن العدسات اللاصقة الملوّنة، هل تنصحون بها؟
- «ما ينطبق على العدسات اللاصقة الطبية هو نفسه ما ينطبق على العدسات اللاصقة الملوّنة، أي يجب الإلتزام بنفس التعليمات التي أوردناها سابقا أما في حال عدم الإلتزام فالضرر يكون هو نفسه».
{ هناك عدسات لاصقة تستعمل لمدّة شهر أو 3 أشهر أو سنة.... أيها الأفضل؟
- «إلى حد علمي أنّ العدسات اللاصقة التي تخدم لمدّة سنة بدأت المصانع تتخلّى عن تصنيعها بنفس النسبة، لذلك بات الإعتماد أكثر على تصنيع العدسات اللاصقة لمدة شهر لأن خطرها أقل ،حتى هناك أيضا العدسات اللاصقة اليومية وهي الأفضل».