بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 تشرين الثاني 2020 12:00ص الإصرار على البقاء والتمّسك ببيروت

باريسيان اوتيل باريسيان اوتيل
حجم الخط
في كل مرة كنت أمّر فيها من أمام «The Parisian Hotel» في عين المريسة كان يلفت نظري دائما مطعمه المطّل على الطريق الأمامية والبوفيه والناس الذين يتناولون الإفطار بشهّية، ممّا دفعني الى التعّرف أكثر على إدارته خاصة أنه أصيب بأضرار فادحة في انفجار المرفأ، وتمّت إعادة إصلاحة بسرعة قياسيّة، ولهذا كانت مقابلتي مع مديره الأستاذ عمر مصلح  داخل The Parisian Plaza التابع له، والذي تمّ افتتاحه منذ حوالى السنتين.  

أخبرني أستاذ عمر أن صاحب الفندق المرحوم عصام ثابت توفي بعد أن جمع ثروته في استراليا، وإبنه ماهر ما زال يعيش في الغربة ولدية النيّة والرغبة بالعودة والعيش في  لبنان.

وأوضح الأستاذ مصلح  أن الأضرار كانت جسيمة جدا في كل الطوابق وحتى تحت الأرض حيث دمّر النادي الرياضي بالكامل،  وكذلك دمرّت حيطان غرفة الاجتماعات ومعظم الزجاج.

وفي وصفه عن ذلك اليوم المشؤوم، قال كان لدينا عدد كبير من النزلاء الأجانب والعرب يومها، ونشكر الله لم يصب أحد بأذى جسدي، ومن نزلائنا من غادر مباشرة الى المطار حتى دون أخذ أمتعته، كان شعور لا يوصف بالخوف بسبب جهلنا لما حدث، وبعدها وبخلال ساعتين بدأنا بإزالة الأنقاض، وفي نفس الليلة أعدنا افتتاح 35 غرفة، وقد أصلحنا الفندق كاملا بخلال 25 يوما.

واستوضحته إذا كان لديه نيّة لترك لبنان خاصة أن زوجته وابنته الصغرى في كندا حيث اضطروا للبقاء هناك بعد زيارة لأهلها وبدء انتشار الوباء، كان الجواب واضحا حازما، كان لدي إحباط قبل الانفجار بسبب الوضع العام السياسي والاقتصادي، أمّأ بعد 4 آب فقد أصبح لديّ الإصرار على البقاء والعمل في بيروت، هذه عاصمتنا ولن يدعنا أحد نتركها أبدا بعد اليوم مهما بلغت الصعاب.

لديهم حوالى 40 موظفاً، وهم حريصون على عدم الإستغناء  عنهم، ولديهم نسبة إشغال جيّدة بالنسبة للوضع العام، ومعظم نزلائهم من منظمات دولية، وجمعيات مدنية، وأمم متحدة، وأجانب وعرب خاصة ممّن يقصدون لبنان للعلاج الصحيّ، وكل هذا بفضل خدماتهم وتقديماتهم.

يدعو عمر مصلح شباب لبنان الى عدم ترك بلدهم، فالوطن برأيه يستحق أن نبقى من أجله.

وأنا معك يا عمر أؤكد، وأصّر بأننا لن نترك لبنان وخاصة بيروت مدينتنا مهما كبرت الصعاب، وأردد كلمات الشاعر الكبير نزار قباني: يا أعظم بيروت ... يا أطيب بيروت... يا أطهر بيروت... حقولا... وعصافير... وكورنيشا... وبحر... أنت بيروت.