يحتفل اللبنانيون بعيد استقلالهم الجديد، في الساحات والميادين، من خلال الإعتصامات والتظاهرات التي يقومون بها، منذ 17 تشرين الأول الماضي، فيما ألغي الإحتفال بعيد الاستقلال الـ 76، والذي كان يقام في جادة الرئيس شفيق الوزان على الواجهة البحرية لمدينة بيروت، ليقتصر اليوم على احتفال رمزي في مقر وزارة الدفاع الوطني في اليرزة.
والسؤال الذي يطرح نفسه، كيف يحتفل لبنان بإستقلاله، في ظل الثورة الجديدة، ووقع الحراك الشعبي فيه؟ وأين نظرة الجيل الشاب إلى عيد الاستقلال؟
نظرة جيل الشباب للإستقلال؟
مواكبة منها لهذه المناسبة، التقت «اللواء» عددا من الشباب والصبايا، الذين يشاركون في الإعتصامات والمتظاهرات في ساحة الشهداء، للوقوف على آرائهم، فكان الآتي:
نكهة أخرى وطابع خاص
{ وسام الخضري اعتبر أن عيد الاستقلال هذا العام له نكهة أخرى، ورؤية جديدة وطابع خاص، لدى الشباب والصبايا، الذين يشاركون في هذا الحراك الشعبي، يقول: «منذ 37 يوماً، ما نعيشه يجسّد الإستقلال الثالث لهذا الوطن، بينما البعض الآخر، يعتبر الاستقلال الثاني، أنجز بتحرير لبنان، من الإحتلال الإسرائيلي، في 25 أيار 2000.
وما نمرُّ به، لم نقرأه في كتب التاريخ سابقاً، منذ الإستقلال الأول عام 1943، لذا ما نريده اليوم أن يقوم الحراك الشعبي، بعرض جماهيري كبير، إحتفالاً بعيد الإستقلال الثالث، خصوصا وأن ما نعيشه اليوم، كان أهلنا يحلمون به.
فالشعب يشكّل مصدر السلطات، الذي بات يجسّد الإستقلال والحرية والشرعية الحقيقية لهذا الوطن، وما أنجز لغاية الآن، يشكّل إنتصاراً تاريخياً للبنان، لم يمرّ بمثله من قبل، وبالتالي من الصعب أن يمرّ بما يوازيه، من قوة وصلابة وعزّة وافتخار، بما حصل في الساحات والميادين، التي امتلأت بنصف عدد الشعب اللبناني».
الثورة تشكّل الإستقلال الحقيقي للبنان
{ هديّة الحلبي، أشارت إلى أن هناك شرعية جديدة، هي شرعية الشارع المنتفض، تقول: «نحن نطالب بإستمرار الدعم للحراك الشعبي، من أجل إعادة تكوين السلطة، من خلال الشرعية الشعبية، للجيل الشاب الحالي، الذي لم يعش الاستقلال الأول، قبل 76 عاماً، لأنه لم يكن موجوداً على قيد الحياة.
وفي هذه المرحلة التاريخية والمصيرية من عمر هذا الوطن، نقول وبالفم الملآن، هذه الثورة تشكّل الإستقلال الحقيقي للبنان وشعبه، الذي بات ينادي بمطالبه المحقة والمشروعة، بعيداً عن أي خوف، أو إرهاب، أو تعصّب طائفي أو مذهبي، والمطلوب من الجيل الشاب الحالي، الإستمرار في بقاء نبض الحراك الشعبي، حيّاً على واقع الأرض، لكي نعيش بكرامة وعزّة وشرف، في هذا البلد.
لذلك لن نرفع راية الإستسلام مطلقاً، والمسيرة المحقة حتى نهاية المطاف، كما لن نتراجع عما حدث في الساحات والميادين، أو نعيد عقارب الساعة إلى الوراء، فالجيل الشاب الحالي، يملك النفس والباع الطويل، حتى نسقط هذه السلطة الحاكمة الفاسدة».
هدية الحلبي
إستقلال جديد
{ أورسلا فرحات رأت أننا أمام إستقلال جديد، يجب أن نعمل على تحقيقه، من خلال البقاء في رفع الصوت عالياً، أمام هؤلاء الطغاة الحاكمين، الذين سرقوا ونهبوا وسلبوا البلد، منذ 30 عاماً، تقول: «ما نريده إستقلال لبنان، لكن بطبعة جديدة، إسمها «الثورة»، المستمرة منذ 37 يوماً، وعناوينها الحرية، السيادة، الحقوق المشروعة، والمطالب المحقة للشعب اللبناني، الذي فتحت أمامه هذه الثورة الشعبية، كل المناطق على بعضها البعض، وكسرت الحواجز الطائفية والمذهبية، التي زرعتها في النفوس والعقول والقلوب، هذه الطبقة السياسية والحزبية الحاكمة، منذ 30 عاماً».
الثورة هي ركيزة الإستقلال الجديد للبنان
{ عمر حرب أكد أن الإنتفاضة الشعبية، التي رأينا كل فصولها ومشاهدها، في الساحات والميادين، من خلال الإعتصامات والتظاهرات، التي عمَّت مختلف المناطق اللبنانية، تشكّل اللبنة الأولى، في ركيزة تحقيق الإستقلال الجديد للبنان، يقول: «هذا ما نريد أن نراه من خلال الشارع الواحد، وليس بوجود شارع مقابل شارع، لأن المطالب التي ينادي بها الثوار المنتفضون، من تأمين المأكل والمشرب والتعليم وامتلاك المنزل، وتوفير فرص العمل، هي حقوق مشروعة ومكتسبة ومحقة، لأي شعب يعيش في وطن، يحترم إرادة شعبه».
الوطن غير مستقل
{ حسين ناصر الدين لفت إلى أن هذا الوطن غير مستقل على الإطلاق، بل مرهون للخارج منذ 76 عاماً، يقول: «الدستور اللبناني لا يزال مأخوذاً عن الدستور الفرنسي، رغم إدخال تعديلات اتفاق الطائف عليه، عبر نقل صلاحيات رئيس الجمهورية، إلى مجلس الوزراء مجتمعاً، والشعب اللبناني منذ 37 يوماً، ينتفض على حكامه وزعماء طوائفه ومذاهبه، وسارقي وناهبي المال العام.
ونحن لن نصل إلى تحقيق الإستقلال الجديد، إلا عبر تحقيق الدولة المدنية العادلة، وتأمين لقمة العيش الكريمة للمواطن، عبر تحرير الإقتصاد من الاحتكاريين، واسترداد الأموال المنهوبة.
وما حصل شكّل إنتفاضة شعبية، سائرة نحو ثورة كاملة، وهذا لن يتحقق إلا بإعطاء الشعب اللبناني حقوقه الطبيعية والمشروعة، والإبتعاد عن أية تدخّلات خارجية، تتعلق بالشؤون الداخلية اللبنانية. وهنا نسأل لماذا يضحكون علينا، برفع السرية المصرفية، عن حسابات أموالهم في المصارف اللبنانية، بينما الأموال المسروقة، من الشعب اللبناني، والموجودة في البنوك السويسرية، تتجاوز الـ 637 مليار دولار، بأسماء الزعماء والسياسيين والحكام للطوائف والمذاهب اللبنانية، والمتسلّطين على هذا الوطن ورقاب شعبه».
الخطوة الأولى نحو الإستقلال الجديد
{ ميليسا براك اعتبرت أن استقلال لبنان الجديد لن يتحقق أبداً، إلا برفع الوصاية الدولية عنه، وإبعاد القرارات الخارجية المفروضة علينا، والتي يلتزم بتنفيذها والتقيّد بها، هؤلاء الحكام الطغاة على الشعب المظلوم، منذ الإستقلال الأول، قبل 76 عاماً، تقول: «الحل الأنسب إسقاطهم وإزالتهم من خارطة الوجود، لأنهم أذلّوا وأفقروا هذا الشعب، وهذه الثورة الشعبية تشكّل الخطوة الأولى نحو تحقيق الإستقلال الثالث الجديد».
عرس وطني
{ محمد مزهر، أكد أن الإستقلال الأول، الذي تحقق قبل 76 عاماً، انتهت كل مفاعيله ومقوماته وركائزه وأسسه، ولم يعد موجوداً، في فكر الجيل الشاب، يقول: «ما نمرُّ به، شكل الإستقلال الجديد، وبدأ في 17 تشرين الأول الماضي، ولن ينتهي أبداً، حتى تنال الثورة الشعبية، كامل حقوقها ومطالبها الإقتصادية والمعيشية المشروعة، وبعدها نحتفل بالإستقلال الحقيقي والناجز، الذي لن يكتمل إلا بتحرير الأراضي المحتلة، من قبل العدو الإسرائيلي، في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، والإبتعاد عن الرهانات الخارجية، التي تثقل كاهل الوطن برمّته.
وإن اختصار عيد الإستقلال، بإحتفال رمزي، في مقر وزارة الدفاع الوطني في اليرزة، دليل على حصول تغيير في المعادلة الداخلية اللبنانية، عبر ما فرضته الثورة الشعبية الجديدة، والتي نريدها أن تنتصر، لنكون من بعدها في إستقلال حقيقي وتام، عبر إقامة عرس وطني، يشمل جميع أبناء هذا الوطن».