مع انطلاق العام الدراسي، لا بد وأنّ منظر الحقائب المدرسية مع الأوزان الثقيلة بدأ يراود أفكار أهالي التلاميذ، لا سيما في وقتنا الحاضر، حيث نشاهد وبشكل يومي كيف يقوم الطالب بحمل حقيبة ظهر أثقل منه في معظم الحالات. والسؤال الذي يطرح نفسه، كيف ستكون الحقيبة المدرسية، لهذا الموسم وسط موضة كل عام وما هو الأفضل؟
أشكال وألوان تعدّدت وتنوّعت، وبالتأكيد أسعارها ارتفعت، لتصل إلى حد لا يستهان به، ما أثقل كاهل الأهل الذين باتوا يتخبّطون وسط غلاء الكتب والقرطاسية ومستلزمات الحياة اليومية، لكن بما أنّه «ما باليد حيلة»، وبما أنّه من الصعب على الأهل قول كلمة «لا» لأولادهم يصبح من الضروري الموافقة على شراء الحقيبة المدرسية الجديدة مهما غلا ثمنها بمجرد أنْ تنال إعجاب الأولاد.
المكتبات جريا على عادتها في كل موسم، امتلأت رفوفها بالحقائب المدرسية المتعدّدة «الماركات»، و»اللواء» التقت صاحب إحدى المكتبات سامي بدران، الذي يعمل في هذه المصلحة منذ سنوات طويلة وقد ورثها أبا عن جد، وقال: «الإقبال على شراء الحقائب المدرسية لا يزال طاغياً على عملية العرض والطلب، لا سيما أنّ الأهل يحاولون إرضاء أولادهم قدر المستطاع. وبما أنّ الحقيبة تشكّل موضة بحد ذاتها في صفوف الطلاب، فهي وإنْ كانت اا تزال صالحة للاستعمال فلا بد من شراء حقيبة جديدة تتماشى مع موضة هذا الموسم.
والحقيقة أنّنا نحن أيضا كتجّار بالرغم من أنّنا نشتري الحقائب المدرسية لآخر الصيحات في كل عام، إلا أنّنا في الوقت نفسه نأسف على الحقائب المدرسية التي لا تزال لدينا منذ العام الفائت والتي قلّة من الزبائن يقبلون على شرائها، لذلك نعتمد على تخفيض أسعارها وتقديم الحسم الذي يصل أحيانا إلى الـ 50% بهدف بيعها بدلاً من أنْ تبقى على الرفوف داخل المكتبة، علما بأنّها لا تختلف كثيرا عن الحقائب المدرسية لهذا العام، إلا أنّ المسألة تخضع إلى المزايدة بين الطلاب ما بين بعضهم البعض وطبعا «الماركات» تلعب دورها».
وعمّا إذا كان يعتمد إسداء النصائح للأهل لدى شراء الحقيبة المدرسية، قال: «طبعا من واجبنا أن نقدم النصيحة، لكن الزبون لا يقتنع بها دوما خصوصا عندما يتمسّك الولد بحقيبة معينة؛ فالحقيبة نفسها وما بداخلها يجب ألا يتعدى الـ 15% من وزن الطالب، كما يجب الاهتمام بالأكتاف العريضة المبطّنة، ويجب وضع الحقيبة على الكتفيّن وليس على كتف واحد، حيث إنّ العديد من الطلاب يتماشون مع الموضة وينسون مخاطر ومضاعفات هذه الطريقة، والموضة الأخطر تكون عند الصبايا بوضع الحقيبة أسفل الظهر أي الجزء السفلي من الجسم، هذه المسألة تشكّل خطورة لأن الطالب يضطر لبذل جهد أكبر على العضلات والظهر
مع الأسف الأولاد يحملون ضعفي وزنهم داخل الحقيبة، لذلك يجب الانتباه إلى هذه المسألة لدى شراء الحقيبة المدرسية واعتماد الحقيبة الصحية واتباع طريقة حملها بالشكل المناسب الذي لا يتسبّب باعوجاج في العمود الفقري».
وعمّا إذا كانت تتوافر في الحقائب المدرسية ذات «الماركات» الشروط الصحية قال: «بالنسبة إلى هذه الحقائب لم يتم فحصها أو على الأقل لم أفحصها، ولكن من المفترض أن مثل هذه «الماركات» عندما تخرج بهذه الأسعار المرتفعة، والإرشادات يجب أن تكون مواكبة لما يسمّى «الهندسة البشرية» فلا بد من أن تكون هذه الشركات قد أخذت بعين الاعتبار موضوع صحة الظهر.
وفي هذا المجال، من المهم الإشارة إلى أن هناك حقائب مدرسية قد لا تكون بالضرورة غالية الثمن، فقد تكون هناك شركات في طور عملها وتنتج حقائب ذات جودة عالية وبأسعار معقولة، بالنهاية من المهم الإنتباه إلى مواصفات الحقيبة ومدى ملاءمتها لظهر الطالب وليس فقط للشكل واللون أو حتى السعر».