بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 نيسان 2020 12:00ص الدولار يواصل ارتفاعه والمواطن يستقبل رمضان بـ«حرقة وألم» في ظل ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية

بقدونس للتبولة بـ500 ليرة داخل السوق؟! بقدونس للتبولة بـ500 ليرة داخل السوق؟!
حجم الخط
يواصل سعر الدولار ارتفاعه بشكل جنوني في ظل استقبال شهر رمضان المبارك، ومعه ترتفع أسعار المواد الغذائية والخضار والفواكه واللحوم، باختصار كل مستلزمات شهر رمضان، في المقابل فإنّ أوضاعاً اقتصادية صعبة تخيّم على الغالبية الساحقة من المواطنين، الذين خسروا وظائفهم أو يتقاضون نصف راتب ما يعني أنّ الأسوأ بانتظار «الشعب المسكين» خلال الأيام المقبلة، فكيف بالإمكان تأمين «مستلزمات الشهر الكريم»؟؟.

داخل سوق العطارين حيث تنتشر محلات بيع الخضار واللحوم والدجاج وبسطات «البقدونس والنعنع والبصل»، التي يكثر الطلب عليها في رمضان، ينتشر الزبائن الذين يجولون في السوق، ويتنقلون من محل إلى آخر بحثاً عن أسعار مخفضة لتلبية احتياجاتهم، في وقت ترتسم علامات الحيرة على وجوههم، كيف سيمضي الشهر؟!، ومن أين لهم المال لشراء حاجياتهم والأسعار في ارتفاع مستمر؟!، وأين هي الدولة ومصلحة حماية المستهلك من هذا الارتفاع؟، وهل هناك مَنْ يهتم للمواطن، الذي بالرغم من التعبئة العامة والخوف من فيروس «كورونا»، إلا أنّه قصد السوق مُتّخذاً كل الإجراءات الوقائية من ارتداء للقفازات والكمّامات بحثاً عمّا يمكنه شراؤه لتأمين سفرة رمضان في اليوم الأول.



ارتفاع جنوني بأسعار اللحوم

محلات اللحوم والخضار تشكو

{ داخل محل اللحوم ما من زبائن، بعدما ارتفع سعر الكيلو ليغدو 26 ألف ليرة، في حين أن محلات اللحوم المبرّدة تضج بالمواطنين، وعن الموضوع قال جمال عثمان (صاحب ملحمة في منطقة الرفاعية): «بالنسبة إلى اللحوم، ومقارنة مع ارتفاع سعر الدولار، فمن المفترض أن يكون الكيلو بـ30 ألف ليرة، وهذا سعرها الطبيعي كوننا نستوردها من الخارج. إزاء هذا الواقع لم تعد محلاتنا تشهد إقبالاً من قِبل الزبائن حيث تدهورت حركة البيع بشكل كبير، ونحن كأصحاب محلات لا يمكننا تغيير أي شيء من الوضع القائم، كون رأسمال كيلو اللحمة 24 ألف ليرة، والحقيقة لا نعرف إلى أين نسير؟!.. اتكالنا على الله وحده، ونحن لا نأمل أي حركة خلال شهر رمضان بالرغم من أن ربنا كريم»، مشيراً إلى أنّ «أسعار اللحوم سترتفع أكثر في الأيام المقبلة».

{ نوّار زكي (صاحب محل لبيع البقدونس والخس والخضار) قال: «لم نعمد إلى رفع الأسعار فباقة البقدونس بـ500 ليرة حتى مع شهر رمضان. نحن نشعر مع الناس، بيد أنّ الدولة هي التي لا تشعر بنا ولا بأعمالنا. طبعاً أرباحنا قليلة جداً، إلا أنّه لا يمكننا رفع الأسعار لأنّ المواطن لا يملك المال أصلاً، فإما نبيع ونربح القليل، وإما تتكدس البضاعة ونرميها»، لافتاً إلى أنّ «أسعار الحامض والبندورة والخيار مرتفعة جداً، والبعض من الزبائن أعرض عن شرائها، لكن لا يمكننا بيعها بأقل من السعر الحالي لأننا نخسر الكثير».

البيض بـ13 ألف ليرة

..والمواطن يئن

{ المواطن سالم عبد الجليل قال: «قبل تحميل التاجر المسؤولية، نتوجّه إلى وزارة الاقتصادن التي لا تقوم بعملها، لاسيما عندما تقوم بإرسال المفتشين، فإنّ كل السوق يعلم بمجيئهم وهذا ما لا يجوز. الأمر يجب أن يكون بشكل سري كي يتسنّى لهم متابعة الأسعار بشكل صحيح. الأسعار باتت مرتفعة جداً، فكيلو السكر 2500 ليرة، كيف بإمكان مَنْ لا يعمل أنْ يشتري حاجياته؟ هناك متطلّبات كثيرة في الحياة منها الكهرباء وإيجار المنزل والمياه، فماذا يبقى للمواطن من راتبه إذا كان يتقاضى الراتب؟؟ برأيي الغلاء الفاحش سببه جشع التجّار وأصحاب المحلات، لكن العلّة تكمن في التجّار الكبار والسياسيين الذين يمتصون دم الشعب».

وأضاف: «كُنتُ ممَّنْ يساعدون الناس، أما اليوم فأحتاج للمساعدة. الكل يعاني والجوع آتٍ لا محالة. وهنا أشير إلى أنّ ربح التجّار بالسكر تخطّى 650 ليرة، فأين هي الدولة من هذا الغلاء؟؟ كيلو الحامض 3500 والبندورة 3000. نصيحة إلى المسؤولين تابعوا الموضوع قبل انهيار الهيكل على رؤوسهم قبل رؤوسنا، فإذا بتنا ممَّنْ يشتكون من الأسعار، فإنّ البعض اليوم في حالة تشبه الموت، فمثلاً أنا أتقبل من مواطن أنْ يطالب بمقاطعة شراء كرتونة البيض، التي بلغ سعرها 13 ألف ليرة، إلا أنّني لا أتقبّل من وزير الاقتصاد المطالبة بالمقاطعة، أين دوره لحمايتنا؟!».

{ المواطنة سهام العلي قالت: «طبعاً الأسعار نار، ولم يعد بمقدورنا شراء كل احتياجاتنا، لكن في شهر رمضان علينا تأمين الأكل قدر المستطاع. الحقيقة أنّ الكل في السوق يشكو من ارتفاع الأسعار، التي تخطّت كل الحدود لاسيما اللحوم، ونحن كعائلة لا يمكننا أكل اللحوم المبرّدة فماذا أفعل وكيلة اللحمة تجاوز 25 ألف ليرة؟؟».