على وقع أمجاد «17 تشرين» غير المكتملة، يستعد الشارع اللبناني لاعادة الزخم لشرارة الانتفاضة، إلا أن تحول الانتفاضة الى ثورة ناجحة يحتاج الى السير بخطة وطنية شاملة.
السفير الدكتور هشام حمدان، شرح عبر «اللواء» مقترحات عدة لخطة «يجب أن تقنع المواطن اللبناني وتكون قادرة على استقطاب الدعم العربي والإسلامي والدولي لها». وستنشر «اللواء» المقترحات على حلقتين.
في الحلقة الأولى، قسّم حمدان مقترحاته على 5 مبادئ، وهي: تحديد أهداف الخطة، التأكيد بالخطة على موجب تحقيق وحدتنا الوطنية، احترام التعددية الثقافية والحضارية للمكوّنات اللبنانية وتكريس مفهوم لبنان الرسالة، احترام نظام الفصل بين السلطات، احترام التزاماتنا في المنظمات الإقليمية والدولية.
في المبدأ الأول، يعتبر حمدان أن الثورة يجب أن تحدّد العناصر الأساسية للخطة العتيدة، وذلك انطلاقًا من ما يفرضه الدستور الوطني، وما يحتاجه منطق العصر من الانخراط الدائم في النظام الدولي القائم، بشقيه السياسي والاقتصادي.
أشار في المبدأ الثاني الى أن الخطة لن تكون فاعلة بدون العمل الفعلي على «بناء الوحدة الوطنية من أجل وطن موحد سيد ومستقل»، وذلك بوضع الهموم المشتركة للمواطن من كل الطوائف والمناطق في سلّة واحدة، بدون تقسيم الهموم مناطقيًا، أو التمييز على أساس الدين أو المعتقد أو المذهب أو الجنس.
في المبدأ الثالث، أكد حمدان على أن احترام التعددية الطائفية والمذهبية في لبنان، هو أول العناصر الضرورية لتحقيق المبدأ الثاني، معتبرًا أن أساس مميزات لبنان التي تعزز دوره الإقليمي والعالمي هو «هذا العيش الحضاري المشترك القائم بين 18 طائفة». مذكرًا بتركيز الدستور اللبناني على المناصفة بوظائف الفئة الاولى، لكن بدون تحديد أي وظيفة لهذه الطائفة أو تلك. بالإضافة الى تأكيد الدستور على إلغاء الطائفية السياسية، وإنشاء مجلس نيابي خارج القيد الطائفي.
واعتبر أنه من الضروري أن نلغي كليا، أي تفكير بنظام فدرالي، أو كونفدرالي، فلبنان لا يمكن أن يقوم على مبدأ الحكم الذاتي لأيّ أقليّة، وإلا فلبنان سينتهي سريعا كدولة موحدة.
في المبدأ الرابع، رأى حمدان أن أول المبادئ الأساسية هو إقامة سلطة قضائية مستقلة تمنح المواطن، الثقة بنظام العدالة، وتمنح المستثمر الأجنبي الثقة أيضا. مؤكدًا أيضًا على وجوب الفصل بين النيابة والوزارة، وعدم تأليف حكومات تعيق مبدأ الحكم والمعارضة.
خامسًا، ركّز حمدان على ضرورة أن يكون لنا سياسة خارجية ذكية، تقوم على أساس «الحياد عن النزاعات التي تحصل بمحيطه الأقليمي والدولية»، خاصة في ما يتصل بالأشقاء والأصدقاء. معتبرًا أن لبنان بامكانه أن يلعب دوره الإقليمي بدون أن يتحول الى ساحة حرب من أجل أي طرف.
ويشدد على أن مبدأ الحياد هو مسألة حيوية، لحماية وحدتنا الوطنية وأيضاً لتعزيز دورنا كبلد صغير. فوفقًا لتعريف الأمم المتحدة، يُعتبر هذا المبدأ واجبًا دوليًا لحفظ الأمن والسلم الدوليين.
(اللواء)