مع بداية الشهر الحالي تستعد ربات المنازل لزرع القمح في المنازل استعداداً لتزيين مزود الميلاد وتبريك المغارة.
القمح عنوان الخير الوفير ونعمة العطاء لأنه يصبح خبزاً تماماً كما كسر المسيح الخبز ليلة الامه عربونا للشراكة في سر حياة الابدية.
وفي عيد البربارة نسلق القمح أيضاً فما سر هذا التقليد؟
بلا شك يعود سلق القمح الى تقاليد شعبية تواكب الاحتفال بعيد الشهيدة بربارة. وقد اعتاد المؤمنون سلَق القمح ليلة عيد الشهيدة بربارة. ويتم تزيين (القمح المسلوق) بالسكّر المطحون والزبيب واليانسون وبعض أنواع المُطيّبات الأخرى.
هذا التقليد مُتّبع أيضاً في أعياد القديسين والشهداء عموماً. حيث يُصلّى على صينية القمح المسلوق "الكوليفا" في نهاية القداس الإلهي ليوزّع بعدها على المؤمنين.
ويأتي هذا التقليد المحبّب للأولاد نظراً الى أن حبّة القمح لا تُثمر ولا تأتي بسُنبلة إلّا إذا ماتت، كقول السيّد المسيح له المجد: " إن لم تمُت حبّة الحنطة فإنها تبقى وحدها ولكن إن ماتت تأتي بثمرٍ كثير" (يوحنا 24:12).
ويذلك تكون حبة القمح المغروسة في التراب هي صورة حياة الشهداء القديسين، الذين بإستشهادهم وقبولهم الموت ورفضهم نكران الايمان إنما بذلك بذلك ينشرون بذور الإيمان بغزارة، كحبّة القمح الواحدة التي إن ماتت تأتي بسُنبلةٍ مليئة بحبّات القمح...
وبما يخص القديسة بربارة يُقال أيضاً أن القديسة لما هربت من والدها الوثني الذي طاردها ليقتلها ، اختبأت في حقل قمح بين السنابل التي غطّتها وأخفتها عن عيونه.
ويروي البعض أيضاً أنها صادَفَت بعض الرعاة كانوا يسلقون القمح فطلبت منهم شيئاً للأكل فأعطوها بعض القمح المسلوق لتأكله.
وبذلك يكون القمح رمزٌ وعلامة للحياة الأبدية والموت عن العالم لنحيا في الله ومعه.