بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 آذار 2020 12:02ص المستشفيات الحكومية شمالاً لا تُلبّي الحاجات

«كورونا» يرعب المواطنين ويُلزمَهُم منازلهم

مستشفى طرابلس الحكومي.. هل يفي بالغرض؟ مستشفى طرابلس الحكومي.. هل يفي بالغرض؟
حجم الخط
في زمن «كورونا» لم يعد هلع المواطن من الوضع الاقتصادي المنهار، ومن محاربة الفساد يحتل الحيّز الأكبر من اهتمامه، بعدما انصرف نحو الهروب من فيروس وتحصين نفسه من خلال «البقاء في منزله»، خوفاً من انتقال العدوى اليه، لكن بالرغم من أنّه لم يتم تسجيل إصابات بالفيروس على صعيد مدينة طرابلس حتى الساعة، إلا أنّ الخوف يخيّم على المواطنين، الذين هجروا الشارع، والتزموا منازلهم وتبدو هذه الصورة واضحة عبر انعدام الحركة في الطرقات، والتي خلت من المارّة لاسيما فترة ما بعد الظهر، لكن السؤال المطروح هل أنّ مشافي المدينة مؤهّلة لتلقّف أي حالة مُصابة بـ«كورونا»؟؟؟، وهل هي مجهّزة بغرفٍ للحجر الصحي فيما لو ارتفعت نسبة الإصابات والواضح أنّها سترتفع كما تفيد الإحصائيات؟؟؟، وهل إنّ المستشفى الحكومي في منطقة القبّة بدأ بتجهيز غرفه في حال سُجّلت إصابات شمالاً؟؟؟، أم سيبقى الأمر حكراً على مستشفى رفيق الحريري وحدها؟؟!!

المستشفى الحكومي في القبة

بالطبع، الأنظار كلها تتّجه نحو هذه القضية، التي تُرخي بثقلها على المعنيين والمواطنين على حد سواء، وبالطبع لن تعود مستشفى رفيق الحريري قادرة على استقبال المزيد من الإصابات في الأيام المقبلة، وعليه لا بد لوزارة الصحة من العمل على تجهيز المستشفيات الحكومية، وإمدادها بالمُعدّات الطبية كي تتمكّن من استقبال المرضى وتقديم العناية اللازمة لهم، وبالطبع فإنّ المستشفى الحكومي في القبة سيُعتمد كمركز رئيسي للعناية بمُصابي «كورونا»، فضلاً عن إجراء التحاليل المخبرية المتعلّقة بالفيروس، ولهذه الغاية بدأت التجهيزات على أنْ تنتهي خلال أسبوعين، فماذا يقول مدير المستشفى ناصر عدرة لـ«اللواء»: «نحن ننظر الى موضوع كورونا انطلاقاً من واجب وطني، حيث نسعى الى حماية أهلنا من هذا الفيروس، ونتمنى أن نكون على قدر المسؤولية. العمل بدأ لتأمين مكان عزل لمعالجة المصابين، وسيكون لدينا 16 سريراً وفق توجيهات وزير الصحة، لكن العمل فيه لن يبدأ قبل أسبوعين بغية الانتهاء من أعمال التجهيز والعزل واستقدام المُعدّات اللازمة، اليوم نأخذ أقصى احتياطات السلامة، لكن لا نعالج ولا نُجري فحوصاً مخبرية عندنا، بل إنّنا نرسلها إلى بيروت، إلا أنّنا جهّزنا غرفاً للحجر على مَنْ نشتبه بإصابته بالفيروس بانتظار الأجوبة من بيروت، وإنْ كان الرد إيجابياً، يتم إرسال الشخص الى مستشفى رفيق الحريري للمعالجة».


د. ناصر عدرة

وعن جهاز فحص الفيروس قال عدرة: «بتوجيهات من وزير الصحة يتم تأمين جهاز للفحص مع نهاية هذا الأسبوع، وقد تقوم بلدية طرابلس مشكورة بتقديمه لنا. على كل حال الكل يشاركنا في المساعدة، والحمدلله بهذه الطريقة يصبح الفحص على نفقة وزارة الصحة، وهنا أتوجّه بالشكر إلى كل فريق العمل في مستشفى طرابلس الحكومي وللطاقم التمريضي والطبي والإداري على كامل تعاونهم معنا وتحمّلهم للمسؤولية في هذه الظروف الصعبة».

إجراءات وقائية 

{ هذا في طرابلس، أما في عكار، التي لم يُسجّل فيها أي إصابة حتى الساعة، فإنّ مستشفى حلبا الحكومي لن يكون من ضمن المستشفيات التي قرّرت وزارة الصحة مدّها بالدعم في هذه الفترة، ما يطرح الكثير من التساؤلات، وبالتالي المخاوف التي تعتري المواطنين؟، تماماً كما مستشفى إهدن الحكومي وغيرهما من المستشفيات، الأمر الذي يزيد من رعب المواطنين كون «16 سريراً» في مستشفى القبة مخصّصة لـ»كورونا» قد لا تفي بالغرض، فيما لو ارتفعت نسبة الإصابات، فكيف الحل؟، وهل بإمكان المواطن تحمل هذا الإهمال على صعيد صحته؟؟!!


جانب من الاستعدادات داخل المستشفى الحكومي

إزاء هذا الواقع المرير، ولأنّ المواطن يدرك بالفعل حقيقة الحياة التي يعيشها في بلد يتخبّط بالكثير من الأزمات لاسيما منها الاقتصادية، فإنّ الوقاية بدأت على قدمٍ وساق من قِبله ومن قِبل البلديات التي تقدّم الرعاية الصحية من خلال حملات التعقيم التي تقوم بها والدعوات للمواطنين بالحفاظ على سلامتهم عبر بقائهم في المنازل، وتجنّب الاختلاط، وقد ترافقت هذه الدعوات مع تنظيم دوريات لقوى الأمن الداخلي في شوارع طرابلس وفي الأقضية الشمالية، بهدف إغلاق المطاعم والمقاهي للحد من انتشار الفيروس، طالبين من الجميع الإلتزام بتطبيق القوانين تحت طائلة تسطير محاضر ضبط بحقهم، وتأتي هذه الإجراءات بناء على توصيات لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس كورونا.