بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 أيار 2020 12:05ص المصوّر فرنجية ينسج الإنتصارات والتحدّيات: الأدوات الوقائية الطبّية تعكس حياة المواطنين بأفراحها ومعاناتها في زمن «الكوفيد 19»

القفازات في الشوارع القفازات في الشوارع
حجم الخط
منذ نهاية عام 2019 يشهد العالم بأسره أزمة صحية تحت عنوان «فيروس كورونا - كوفيد 19».

واليوم يقف سكان الأرض أمام خطر صحي، لكن بحماية أبطال من نوع آخر: «أقنعة الوقاية والقفازات». المصور المحترف عمر فرنجية، خلال جولة له في شوارع بيروت، لفته الكمّ الهائل من الأقنعة والقفازات المرمية بشكل غير مسؤول على الطريق، حيث أن قسم منها يرقد على الرصيف وآخر منتشر بين الشتل، وهي تغزو شوارع بيروت منذ انتشار «الفيروس». المصور فرنجية استطاع أن يظهر معنى جديدا وراء هذه الأدوات الوقائية الطبية، فعكس من خلالها حياة المواطنين بأفراحها ومعاناتها في زمن «الكوفيد 19»، فجعل لكل منها شكلا ينسج الإنتصارات والتحدّيات التي يواجهها المرء يوميا.

فرنجية


عمر فرنجية


«اللواء» التقت فرنجية للوقوف على جولته ومعرفة الفكرة من إعطاء معنى جديد لهذه الأدوات الوقائية الطبية، فكان الآتي:

بالنسبة لجولته، يقول: «في الحقيقة، لم تكن جولة مقصودة أو مخطط لها بقدر ما كانت نزهة في بيروت، وإذ بالقفازات والأقنعة الوقائية تلفت انتباهي وهي مرمية في الطّريق بجانب القمامة، بين الشّتل وعلى أدراج المباني.

يوماً بعد يوم، اكتشفت المزيد منها مبعثرا في شوارع الأشرفية ووسط بيروت، فأصبحت مهتمّاً أكثر وأخذت ألتقط صوراً لها».

وعن كيفية إعطاء وصف لكل صورة، يقول: «أريد الإشارة الى أنني لم أعطِ وصفاً للصور، بل منذ أن لفتت انتباهي القفازات والأقنعة وأنا ربطّتها بأشكالٍ تشبه أفراح ومعاناة الإنسان اليوميّة.

لذلك، بدافع الحشريّة، قرّرت اكتشاف المزيد منها للتّوسّع في حملتي».

وعمّا إذا كان هناك من تواصل مع وزارة الصحة بصدد عرض هذه الصور ضمن حملة «الكوفيد 19»، يقول: «لم أتواصل مع أحدٍ في وزارة الصّحة بعد، إنّما لا مانع لديّ في التّعاون معها إذا وُجدت أي فرصة، وبإمكاني وضع الصّور بتصرّف الوزارة متى أرادوا إذا كان هذا الشّيء يساهم بنشر التّوعية في المجتمع اللبناني، وبالتالي الإضاءة على عدم تكراره».

وعمّا إذا كان هناك من تنسيق مع أي جمعية بيئية، يقول:

«الى حدّ اليوم، لم يتم التنسيق مع أي جمعيّة بيئيّة، لكن بالتأكيد الأمر ليس بمستحيل.

الحقيقة أنني كنت منكبا في إطلاق حملة Invaders in Beirut، إنما أنا دائماً مستعدّ للتواصل مع أي جمعيّة قد يهمّها الأمر».

زعرور


ندى زعرور

في المقابل، ما مدى خطورة هذه الأدوات الوقائية المرمية على الأرض على البيئة؟

للإجابة على هذا السؤال، التقت «اللواء» رئيسة حزب الخضر سابقا، الخبيرة البيئية ندى زعرور، تقول: «تبعا لخبرتنا فإن رمي هذه الأدوات الوقائية عشوائيا بالطبع يلوث البيئة، فالحال كأنك ترمين كيسا من «النايلون» على الأرض، وكما هو معلوما أنه لا يتحلل ويبقى مكانه، وهذا هو نفس الواقع مع القفازات والأقنعة الوقائية.

أما فيما يخص «الفيروس» فكلنا يعلم أن هذا «الميكروب» يموت ولا يعيش على هذه الأدوات لفترة طويلة، وبالتالي فإن عمال النظافة يجمعونها وهم يرتدون القفازات وبواسطة أدوات النظافة الخاصة بتجميع النفايات، لذلك، ليس هناك خطر من انتقال «الكورونا».

لكن بالتأكيد هناك خطر على البيئة لأن هذه الأدوات مرمية على الأرض، والتلوث لا يتوقف على التلوث البيئي بل هناك التلوث البصري، فأنت إن نظرت أمام أية آلة ATM باستطاعتك مع الأسف أن تشاهدي الكمّ الهائل من القفازات و«الماسكات» المرمية على الأرض.


الكمامات في الطرقات



لقد تحدثنا مرارا عبر وسائل التواصل الإجتماعي وطالبنا بعدم رمي هذه الأدوات حرصا على السلامة العامة وعلى البيئة عموما لكن ليس هناك أية استجابة.

ومنذ سنوات ونحن نطالب بعدم رمي السجائر على الأرض، لكن دون جدوى أيضا.

المسألة مسألة أخلاق وثقافة، لذلك كل مواطن يجب أن يكون مسؤولا وأن يعتمد التدابير الوقائية حفاظا لسلامته وسلامة عائلته، وليعتمد أسلوب الحياة الذي يعتمده في منزله، وليحافظ على نظافة وطنه كما يحافظ على نظافة منزله، وهكذا يمكننا أن نحصّن بيئتنا».