بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 آذار 2020 12:00ص «بيت الزكاة» يهبُّ لمساعدة الطفل «حسين»

وأهل الخير يقدّمون العلاج ومستلزمات العيش الكريم لعائلته

الطفل حسين.. حلم بالمساعدة يتحقّق الطفل حسين.. حلم بالمساعدة يتحقّق
حجم الخط
لم تكن الخطوة التي اتخذها الطفل حسين النابلسي، إبن التسع سنوات، والجرأة التي تمتع بها، وهو يتوجه عبر الوسائل الاعلامية بطلب المساعدة كي يتسنى له السير على قدميه كغيره من الأولاد، إلا دليلاً كافياً للتأكيد على أن لدى حسين قدرات ومؤهّلات ستمكنه من اجتياز مرحلة صعبة عايشها منذ لحظة ولادته، حيث تعرض لنقص في الأوكسجين منعه من السير على قدميه.

والده استدان المال منذ أربع سنوات بهدف اجراء عملية جراحية له في مستشفى أوتيل ديو، لكن الذي جرى ان حسين كان بحاجة لعلاجات فيزيائية كي يتمكن من السير لكن بسبب فقر حال والده، وبالتالي دفع الديون المتوجبة عليه، لم يتمكن من تحقيق حلم ولده، الى أن شاء القدر، وكان اللقاء الاعلامي، الذي بمجرد نشر الموضوع عبر صفحات الاعلام والمكالمات الهاتفية لم تتوقف من قبل «فاعلي الخير»، الذين رغبوا بتقديم المساعدة، ما يوحي بالفعل بحجم التعاون القائم اليوم بين كافة أطياف المجتمع، لاسيما منهم الغني مع الفقير خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، إن لم نقل المنهارة، والتي ترخي بثقلها على الجميع، لكن يد الخير تبقى ممدودة وطرابلس اليوم تثبت بالفعل أنها مدينة «السلام والعيش بكرامة» حيث انتفض أهلها للوقوف الى جانب «حسين» وبلسمة جراحه، حسين الذي يحلم بأن يصبح طبيب اسنان، فهل يتحول حلمه لحقيقة؟؟!!.

بمجرّد نشر الموضوع في جريدة «اللواء»، حتى انتفض بيت الزكاة بشخص رئيسه الدكتور محمد علي ضناوي، الذي أجرى اتصالاً هاتفياً بنا يعلن فيه عن تكفّله بعلاج حسين كما والجمعيات الخيرية بل وحتى المواطنين العاديين، الذين لا يتقاضون سوى رواتبهم الا انهم قرروا المساعدة ولو بالقليل فماذا كانت النتيجة؟؟؟.

بيت الزكاة

{ مسؤول الأنشطة الخيرية في بيت الزكاة مصطفى رزوق قال: «خلال الأزمة الأخيرة فإنّ جهودنا باتت مضاعفة سواء في الأعمال الخيرية أو من خلال متابعة الجهات الخارجية بهدف تكثيف مساعداتها، وبفضل الله نلبّي قدر استطاعتنا احتياجات الناس في ظل الأوضاع الصعبة، وهنا أشير الى معاناتنا مع مسألة الحوالات فقبض أموال الأيتام يتم تأخيره بسبب الأحوال المصرفية، لكن والحمدلله نلبي الناس المحتاجة».

وتابع: «بسبب أوضاعنا أصبحت هناك وجوه جديدة وحالات صعبة ما يشير الى ان وضع البلد مأساوي، ويتطلب تضافر الجهود بين كل الجمعيات وأصحاب الأيادي البيضاء».

وردّاً على سؤال قال: «قرع ناقوس الخطر بدأ منذ فترة وبيت الزكاة يسعى في سبيل تأمين المساعدات خاصة أنّنا على أبواب شهر رمضان المبارك، قريبا سيكون لنا توزيع للمواد الغذائية 2000 حصة عن طريق مساعدات من بيت الزكاة الخيري في أوستراليا وجمعية «أوزرليف»، وهنا نتوجه بالشكر لكل المغتربين ونشد على أياديهم في سبيل الوقوف الى جانب الشعب اللبناني»، مضيفاً: «لدى بيت الزكاة 4000 يتيم بما يقارب 2000 أسرة و2000 أسرة متعففة، وهؤلاء نكون على علاقة وثيقة بهم».

وعن قضية الطفل حسين قال: «قدر استطاعتنا نقدم الخدمات وبالطبع سنسعى الى تأمين العلاجات الفيزيائية من خلال التواصل مع مراكز علاجية باختصار نحن سنكون الوسيلة التي ستؤمن الشفاء لهذا الطفل باإذن الله».

وختم مناشدا «فاعلي الخير في طرابلس وهم كثر وقد لمسنا أشخاصا جددا في مجال التبرع، كما نناشد المغتربين تقديم الدعم لما فيه خير الإنسان، فأعمال الخير مستمرة ولم تتوقف قبل شهر رمضان كما كان معهودا في السابق، كما ونسعى الى تنشيط حلقات التوعية والتربوية من خلال الندوات التي ينظمها بيت الزكاة، كما واننا بصدد تجهيز مركز التأهيل والتدريب المهني».


«بيت الزكاة» يوزّع المساعدات على المحتاجين


الناشطة الرفاعي

{ الناشطة لارا الرفاعي، التي كان لها الدور البارز في مساعدة الطفل حسين لجهة تأمين المساعدة اللازمة لتشييد حمام داخل الغرفة والتي يقطنها قالت: «الحقيقة إننا منذ اندلاع الثورة في 17 تشرين وتأزيم الوضع الاقتصادي ونحن نسعى في مجال تأمين المساعدات للمحتاجين، والحمدلله فإنّ أصحاب الخير كثر ولقد اصطدمت بالفعل بروح التعاون والمساعدات التي يقدّمها الناس وغالبيتهم يرفضون حتى ذكر أسمائهم، وبالطبع فإنّ قضية الطفل حسين شدتني منذ قرأت الموضوع، وقمت بزيارة لأهله في المنزل واطلعت على الوضع وكان طلب والدة حسين إنشاء حمام ضمن الغرفة كونه لا يوجد إلا حمام واحد وهو مشترك مع الجيران ما يصعّب الأمر عليها، كلما أرادت نقل ابنها حسين للحمام، وبمجرد طلب المساعدة تأمنت ونحن بصدد البدء بالأعمال والتي نتمنى الانتهاء منها قبل حلول شهر رمضان المبارك».

وناشدت الرفاعي: «أصحاب الأيادي البيضاء تقديم المساعدات بحسب قدرتهم كون الحاجات كبيرة جداً خاصة مع ارتفاع نسبة البطالة والتي كانت تعاني منها طرابلس في الأساس فكيف اليوم مع الانهيار الاقتصادي».

وأكدت الرفاعي أنها كرئيسة لمجموعة «عطايا لبنان» تنشط على «أكثر من صعيد سواء داخل لبنان أو خارجه وتقوم بجمع المساعدات المادية والعينية وقريباً سيتم توزيع حصص غذائية على عدد من أبناء هذه المدينة والتي نختارع منطقة من مناطقها خلال كل حملة نقوم بها، وكي يطمئن فاعلو الخير لتبرعاتهم نقوم بنشر اسم المنطقة وطريقة توزيع المساعدات وفي حال قبل الأهالي فانهم يتوجهون برسالة شكر لكل من ساهم في رفع المعاناة عن كاهلهم».

والدة حسين تشكر

{ والدة الطفل حسين، قمر الحلاق توجهت برسالة شكر كل من وقف الى جانبها ودعمها في مشكلتها قائلة: «ليس هناك ما هو أغلى من الولد، ولطالما كنت أنظر إلى حسين والدموع تملأ عيني كوني أخجل من عدم قدرتي على تأمين العلاج له، فمنذ أربع سنوات وحسين يحتاج إلى علاجات فيزيائية لمساعدته على المشي بالطريقة الصحيحة، لكن فقر الحال منعنا أنا ووالده من تأمينها، اليوم وبفضل جريدتكم الغرّاء، والتي ساهمت في ايصال صوتنا فإنّ حسين سيخضع لهذه العلاجات بعدما تكفل بيت الزكاة بأخذها على عاتقه ولهم جزيل الشكر على هذه المساعدة التي ستعيد لحسين ابتسامته وتمكنه من السير على قدميه، كما نشكر بيت الزكاة على إدراج إسمنا ضمن لائحة المساعدات العيني، التي يقدمها للعائلات المحتاجة، ونشكر أيضاً الناشطة لارا الرفاعي على اندفاعها للوقوف الى جانبنا، طبعاً مع احتضاننا بهذه الطريقة فإن الحمل بدأ يخف علينا ونحن الذين نشكو أوضاعاً اقتصادية مأساوية».