بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 شباط 2019 12:00ص ترميم انهيار جبل حامات بين التراشق السياسي وانعدام الصيانة والدراسات والأموال

حجم الخط
حمل مطلع العام الجديد خيرات الثلوج والأمطار، التي عمّت لبنان من «فقش الموج الى مرمى الثلج»، الا ان خير السماء تسبّب في مجموعة مواقع بانهيارات تمّت معالجتها بعد توقّف العواصف المتتالية التي ضربت لبنان في «الكوانين».
أما انهيار تربة جبل حامات على اوتوستراد الشمال، لم يتحوّل الى ازمة سير فحسب، بل الى ازمة وزارية، كشفت عن نقص في التمويل لاستكمال المعالجة، ونقص في الدراسات المعمّقة لتفادي الانهيارات المستقبلية بشكل جذري، كما كشف عن ازمة «قلوب مليانة» بين وزيري الشمال جبران باسيل ويوسف فنيانوس، اللذين تراشقا الاتهامات في موضوع معالجة ازمة النفق.

 وفي تذكير لما جرى، انهار حوالى الساعة 7.30 من صباح 30/12/2018، حائط الدعم الموازي للمسلك الغربي من الاوتوستراد الساحلي في محلة حامات بعد نفق شكا -البترون، ما ادى الى انجراف التربة والصخور، وتم تحويل السير منذ ذلك الحين عن الاوتوستراد الغربي باتجاه الطريق البحرية حتى انتهاء الاشغال المتوقّعة بحدود عصر ذلك اليوم، الا ان الاوتوستراد حتى اليوم ما زال مقفلا، نتيجة الانهيار الثاني الذي عاد وضرب الموقع، ما حال دون فتح الطريق لحماية السيارات والمواطنين.
وطلبت القوى الامنية من المواطنين أخذ العلم، والتقيّد بتوجيهات رجال قوى الامن الداخلي وارشاداتهم، وبعلامات السير التوجيهية الموضوعة في المكان تسهيلاً لحركة المرور ومنعاً للازدحام.
وبعد مرور شهر، ما زال المارّة الذين يعبرون النفق يوميا الى عاصمة الشمال يشهدون بأم العين توقف الاشغال منذ فترة، بعدما كان العمل جاريا مع بداية الانهيار، في حين ما زال الاوتوستراد مقفلا.
صراع وزيرين
صرخة المواطنين دفعت النائب البتروني وزير الخارجية جبران باسيل الى زيارة الموقع، وقد علّق بعد الزيارة بالقول: «اوتوستراد الشمال مسكّر من اكتر من شهر وسلامة الناس مهدّدة... ما بيصير هيك تقصير كرمال محاسيب وتنفيع، والناس واقفة على الطريق».
وجاء رد الوزير الشمالي يوسف فنيانوس (وزير الاشغال) سريعا:‏ «فيك تكذّب عبعض الناس بعض الاوقات بس ما فيك تكذّب عكل الناس كل الوقت».
وأضاف: «لقد وقّعت «الاشغال» وثيقة تعاون مع الجامعة اللبنانية والبلمند، لوضع تصور هندسي لمعالجة انهيار شكا، وللعلم فإنّ خزينة الدولة لم تتكلف حتى تاريخه، بالرغم من كل الاشغال التي حصلت، ليرة لبنانية واحدة، هكذا يكون الحفاظ على المال العام».
بانتظار توفر الاموال وانتهاء الدراسات، يبدو ان المواطن الشمالي سيتحمل لفترة ليست قريبة تحويل الاوتوستراد على مسلك واحد، او ان يقصد الطريق الساحلي القديم من والى عاصمة الشمال، بانتظار الفرج ومعونة سيدة البحر (سيدة النورية) المتاخمة للمكان.
أسباب الإنهيار
وللعلم، فإنّ انهيار جبل حامات كان نتيجة طبيعية لتراكم الاهمال من العام 1983، تاريخ وضع الاوتوستراد قيد العمل، حيث إنّه ومن وقتها كانت وزارة الاشغال تكتفي فقط برفع الردميات عن «الاوتوستراد»، رغم ان اهالي المنطقة كانوا يتخوّفون دائما مع هطول الامطار، ومع مطلع كل شتاء، من الانهيارات بسبب تربة الجبل الكلسية المشبعة بالرطوبة والقابلة للانزلاق السريع.
إذاً التربة الرخوة، وانعدام التشجير نظرا لانحدار الموقع، وانعدام الصيانة، كلها أسباب أدّت الى الانهيار المحتم.
بعض الآراء ترى في تفجيرات سد المسيلحة وتفجيرات شركة «هولسيم» وما نتج عنهما من ارتجاجات زادت في «فوخرة تراب الجبل»، إضافة الى الارتجاجات الناتجة من حركة الطيران الكثيفة في مطار حامات العسكري المجاور.
إلى ذلك، يجب ان ينتظر المواطنون انتهاء الدراسات المعمّقة لمنع تكرار ما حصل، هذه الدراسات التي يجب ان تتركز، حسب الخبراء، على «كيفية تصريف المياه من الجبل، وتسوية أرضه وتحريجها وإعادة بناء جدران الدعم وانشاء قنوات تصريف مياه الاطار، مع ضرورة ان تبقى الجدران المدعمة بعيدة من الجبل لتستوعب خيرات الانهيارات، على ان يصار الى افراغ هذه المنطقة من الردميات دورياً».