بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 تشرين الأول 2020 12:00ص حالة إنسانية في «الزاهرية» تشغل الرأي العام الطرابلسي

الإدارات الرسمية والجمعيات تتنصّل وتقاذف المسؤوليات سيد الموقف

المبنى الذي يقطن به ناهض المبنى الذي يقطن المبنى الذي يقطن به ناهض المبنى الذي يقطن
حجم الخط
هي عائلة تقطن في منطقة الزاهرية منذ سنوات طويلة، وكانت تعرف دائماً بأنها تتألف من والدة وابنها وابنتها. ولم يكن ناهض، ابن 35 سنة، يعاني من أي نوبات عصبية، وكان يعمل كبائع في أحد المحلات الى أن انقلبت الصورة وتحوّل ناهض الى شاب يعاني من أمراض عصبية ويحتاج الى مركز للرعاية وليس بقائه ضمن الأهل والجيران الذين باتوا يشتكون كثيراً من أفعاله التي من شأنها إلحاق الأذى بهم وبأولادهم، مؤخراً ساءت حالة ناهض لدرجة كبيرة بحيث بات يجلس بشكل يومي على «درابزين» البلكون في الطابق الثالث ويهدّد برمي نفسه فيقوم أبناء الحي بمساعدته، الى أن كانت الطامة الكبرى حينما راح يضرب والدته المسنّة ضرباً مبرحاً كما شقيقته، ويلجأ الى تكسير أثاثات منزله فضلاً عن رمي الزجاج داخل منازل الجيران وعلى الشارع، الأمر الذي دفع أبناء منطقة الزاهرية الى رفع الصوت عالياً ومناشدة المعنيين ضرورة ضم «ناهض» الى مركز رعاية كون وجوده في المنزل يعرّض حياة عائلته وحياة الجيران والمارة للخطر.

إزاء هذا الواقع حضر الصليب الأحمر اللبناني وعمل على نقل الوالدة وابنتها الى دار الزهراء في أبي سمراء بهدف تقديم العلاج، ليبقى «ناهض» وحيداً داخل منزله دون أن يكون الى جانبه من يقدّم له الدواء، الأهالي الذين يعيشون على أعصابهم جرّاء تفاقم الوضع كانوا قد أشاروا الى انهم رفعوا خلال شهر حزيران الماضي عريضة باسمهم وتقدّموا بها الى محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا بهدف رفع الضرر عنهم، لكن وحسبما يبدو ومن خلال الاتصال الذي تم إجراؤه مع المحافظة فان تقاذف المسؤوليات يبقى سيد الموقف، بدورها جمعيات الرعاية الصحية أفادت بأنه لا يمكنها التدخّل قبل توجيه الدعوة لها من قبل الوزارات والسلطات المعنية.

ماذا يقول أهالي الحي؟

جار الشاب ناهض قطب قال: «بلا شك نحن نعاني كثيراً من حالة ناهض المرضية والذي لطالما تعرّض لأبنائنا بالضرب فضلاً عن قيامه بتكسير منزله واحداث بلبلة في الشارع، حتى انه في أوقات كثيرة يدخل الى منازلنا ويتعرّض لنا بالضرب والشتائم، ليس هذا فحسب إنما يلجأ أحياناً الى الخروج من منزله بلا ملابس».

وأضاف: «مرات كثيرة يقوم برمي الطاولات والكراسي من البلكون على الشارع ويتسبب بأذيّة الناس والسيارات، الذي جرى منذ يومين أنه قام بضرب والدته بشكل مبرح وعمد الى تكسير المنزل، وفي حال قمنا بالتدخّل فاننا ننال نصيبنا من الضرب والتكسير، كل هذا وأحداً من المعنيين في المدينة لم يتحرك بالرغم من الخطر الذي يشكّله علينا وعلى المارة. نستطيع القول ان وضعه النفسي بات في غاية الصعوبة كونه يومياً يلجأ للتكسير والتعرّض للناس».

والدة ناهض على الكرسي المتحرك


ورداً على سؤال قال: «كسكان في شارع الزاهرية قمنا بتقديم بلاغ لدى محافظ الشمال منذ 24/6/ من العام الحالي إلا اننا لم نحظ بالاهتمام حتى الساعة بالرغم من أننا أشرنا الى خطورة الوضع، وعليه فاننا نناشد جميع المعنيين ضرورة حل مشكلتنا».

من جهته، هلال الجعم أحد الجيران الذين يتابعون القضية قال: «ناهض يشكّل خطراً كبيراً على نفسه وأهله وجيرانه وحتى المارة في الشارع، فمثلاً هو يقطن في الطابق الثالث وأحياناً يجلس على «الدرابزين» معرّضاً حياته للخطر فنقوم بالتدخّل السريع لإنقاذه، يضاف الى ذلك التكسير ورمي أدوات المنزل من البلكون الى الشارع معرّضاً حياة المارة الى الخطر، ومؤخراً بدأ بضرب والدته وشقيقته ضرباً مبرحاً مع تكسير كل ما يوجد في البيت، لو كان هناك هيئة إغاثة أو أي هيئة إنسانية لما بقي هذا الشاب في المنزل، نناشد الجميع ضرورة حماية الأهل وحمايتنا كجيران وإلا فان الخطر داهم، اما يقتلنا أو نقتله، وهذا ما لا نريد الوصول له».


الصليب الأحمر أمام المبنى لنقل والدة ناهض بعد إصابتها بالضرب



وتابع: «لقد تقدّمنا من خلال مختار المنطقة بشكوى الى محافظ الشمال بيد انها لم تجد آذاناً صاغية بالرغم من أن الوضع يشتدّ خطورة يوماً بعد يوم فما هو المطلوب؟؟ نناشد أصحاب الأيادي البيضاء وضع الشاب في مصحّ لحماية عائلته وحمايتنا. نشير الى ان والدته وشقيقته باتا في حالة نفسية صعبة أيضاً جراء التعرّض لهما، وبحسب المعلومات المتوفرة لدينا فان الشاب كان من أذكى الشباب في المدرسة كما شقيقته، بيد ان والدتهما كانت تضع لهما حبوب مهدئة في فناجين الشاي كي لا يخرجا من المنزل، وهذه الحقيقة كانت الأم تعترف بها بنفسها».

الدكتور اليمق


رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض اليمق

رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض اليمق قال: «أي أمر فيه إخلال بالصحة العامة أو بالآداب لبلدية طرابلس وشرطتها المسؤولية الكاملة في معالجتها، بيد ان المسؤولية الكبرى تكمن في التعاون الذي من المفروض توفره بين البلدية والجهات الأمنية كون صلاحيات عناصر البلدية محدودة لديها شروط وإمكانيات ولا يحق لها الدخول بأمور تصادمية ولا بد من التعاون مع مخفر المنطقة أو الجهات الأمنية، وفي القضية الحالية لا يحق لشرطة البلدية التدخّل إلا من خلال نقل هؤلاء الأشخاص الى مراكز يتم توفيرها من قبل الوزارات المعنية».

وأضاف: «المسؤولية تقع على محافظة الشمال بعد ورود الشكوى إليها، لكن يمكن التأكيد على أن بلدية طرابلس لا تقصّر في مثل هذه الأمور تماماً كما فعلت مع قضية انتشار المتسوّلين في شوارع طرابلس وفي النهاية ليس لدى البلدية مكان لاحتوائهم، المسؤوليات في هذه الأمور تقع على عاتق الوزارات المعنية وفي قضية منطقة الزاهرية لم تردنا أي شكوى أقلّه منذ توليّ لمهامي كرئيس بلدية، وفي كل الحالات فان الشكوى يتم تحويلها الى مخفر المنطقة وهو يعمل على إيجاد الحلول».