إنطلاقا من هذا الواقع، وشعورا منه بأهمية مد يد العون لكل محتاج أراد «تجمع الهيئات الإسلامية» بدوره التخفيف من هذه المحنة.
بوتاري
لتسليط الضوء على عمل «التجمع»، التقت «اللواء» رئيسه ورئيس لجنة مسجد الرحمن في بشامون مصطفى بوتاري، فكان الحوار الآتي:
{ بداية ما الذي دفعكم لأخذ هذه المبادرة؟
- وسط زمن الوباء الفتاك وجائحة «الكوفيد» 19 والبطالة المستفحلة والغلاء الفاحش وتدني قيمة العملة الوطنية إلى أكثر من 70% من قيمتها الفعلية ارتأينا ضرورة أن نعمل بالتنسيق مع الفعاليات والتجار والجمعيات وأهل الخير، لتخفيف معاناة هذه المحنة، لعلنا نستطيع سويا تقديم المساعدات لأهلنا.
وبما أن شهر رمضان يأتي في أصعب الظروف القاهرة التي تمرّ بها البلاد من سنين، قررنا يدا بيد أن نتعاون لنمد المساعدة لكل محتاج، وهنا إسمحي لي أن أتوجه بالشكر لكل من ساهم معنا في هذا العمل الخير وليبارك الله بعائلاتهم.
دور «التجمع»
{ لو تعطينا لمحة عن دور «تجمع الهيئات الإسلامية»؟
- منذ أكثر من 40 سنة نعمل في العمل الإجتماعي والإنساني، وحاليا نساعد ما يقارب الـ 2000 عائلة بيروتية.
أما فيما يخص دور «التجمع»، فقد حرصنا على تأمين البطاقة الصحية وقد تعاقدنا لهذه الغاية مع 6 مختبرات في بيروت وخارج بيروت حيث يتم إجراء حسم بنسبة 40% على الفحوصات المخبرية و30% على الأشعة.
إضافة لذلك، تبنينا عددا من العائلات الذين يحصلون شهريا على المساعدات، وذلك على مدار السنة.
تجدر الإشارة إلى أن «التجمع» يضم 10 جمعيات إجتماعية، وقد فرضنا هذا العام 10 مليون ل.ل. على كل جمعية، وذلك لشراء كل ما يلزم من سكر ورز وزيت... لتأمين الحصص الغذائية للعائلات.
نقدم المساعدة لـ 2000 عائلة بيروتية
وطبعا، نحن نحرص على تأمين اللحوم للعائلات، ولأجل ذلك اتفقنا مع عدد من الملاحم من خلال بطاقة خاصة على أن تقدّم 2 كيلو من اللحوم.
الصعوبات كثيرة
{ ما أبرز الصعوبات التي تواجهونها؟
- الصعوبات كثيرة، وأكثر ما يحزنني أن هناك عددا كبيرا من العائلات التي كانت تساعدنا في السنوات الماضية، أصبحت هي من تطلب المساعدة.
للأسف، أولاد بيروت «عم بيبكوا دم»، وليس هناك من مرجعية دينية أو سياسية تسأل عن أحوالهم أو عن احتياجاتهم.
والإحتياجات عديدة بدءا من الأدوية، المواد الغذائية وغيرها من المستلزمات الضرورية لكبار السن والأطفال... «حدّثي ولا حرج».
المساعدات عينية
{ هل تتلقون أي تمويل من الدولة؟
- نهائيا، نحن لم نتلق أي مبلغ وعملنا مستمر بفضل أصحاب الأيادي البيضاء الذين يؤمنون بعمل الخير ومساعدة كل محتاج.
وهنا يهمني أن ألفت أننا نحرص على أن لا نتقاضى أي مبالغ مادية، لذلك فإن كل المساعدات تأتينا من خلال مساعدات عينية من قبل الشركات التي ذكرتها وغيرها من المؤسسات، إلا أن هذه الشركات هي الأساسية التي تساندنا على مدار السنة. «
لجنة إجتماعية
{ علمنا أنكم ألّفتم لجنة لمسجد الرحمن في بشامون؟
- صحيح، لقد ألّفنا لجنة إجتماعية لنقدم أيضا ما أمكن من المساعدات لجوار المسجد، آملين بتعاوننا أن نقوم جاهدين بتخفيف المعاناة عن الناس.
إنطلاقا من ذلك، نحن نحرص على تقديم المساعدات الغذائية، ولهذه الغاية نتعامل مع مؤسسة محمد خالد سنو ومؤسسة التغذية ومؤسسة حلواني للمواد الإستهلاكية، كامل بدوي البساط، هواتشيكن، رياض الحلبي وعبد الهادي محيسن، بالإضافة للعديد من التجار..
وهذه الشركات تدعمنا شهريا وعلى مدار السنة فدعمها لا يتوقف، والحقيقة أننا نستمر بفضل هذه المساعدات الخيّرة.
{ كلمة أخيرة؟
- كل ما نتمناه أن ننهض بهذا الوطن من أزمته وأن تنتهي هذه «الجائحة» على خير لنتابع حياتنا بشكل طبيعي، على أن نستمر بعملنا الإجتماعي لنصل إلى كل محتاج على أرض الوطن.