وتمنى أن تكون هذه الإنتفاضة بعيدة من أي إنقسامات طائفية أو مذهبية أو مناطقية وأن تكون في سبيل دولة مدنية تهدف إلى كرامة جميع اللبنانيين واللبنانيات دون تمييز وتعمل على أن تؤمن مستقبلهم ومستقبل أولادهم.
كذلك، دعا «المجلس» الطبقة السياسية الى أن تتعاطى مع هذه التحركات بحكمة وحس عالي بالمسؤولية.
دوغان
لمعرفة المزيد عن هذا الموقف التقت «اللواء» رئيسة المجلس النسائي اللبناني المحامية أقبال دوغان، فكان الحوار الآتي:
الناس ضجرت
{ كيف تقيمين المشهد بعد مرور أكثر من 25 يوما على بدء الثورة؟
- الناس ضجرت ولم يعد باستطاعتها أن تتحمل الظروف الصعبة سواء الإقتصادية منها أو السياسية أو الإجتماعية نتيجة الفقر والضرائب التي تتوالى الواحدة تلو الأخرى...
لذلك أرادوا أن تكون هذه الثورة وقفة في وجه كافة المسؤولين كي يتحملوا مسؤولياتهم، وهذا مع الأسف ما لم يحصل.
كل جمعية تشارك بإسمها
{ ماذا عن مشاركة المجلس النسائي؟
- المجلس النسائي ليس جمعية واحدة هناك 150 جمعية لبنانية من كل لبنان، لذلك نحن لا يسعنا أن نأخذ موقف موحد نتيجة الظروف الأمنية، فهناك من في الجبل وطرابلس والبقاع وهم يمثلون كل لبنان.
لذلك تركنا المسألة لحرية كل الأعضاء بهدف أن تأخذ كل «جمعية» الموقف الذي تراه مناسبا لها.
لكن بالإجمال جميع هذه الجمعيات تؤيد «الثورة» وتشارك بها،لكن هي لا تشارك بإسم المجلس بل كل جمعية تشارك بإسمها.
أصر على المشاركة
{ هل تشاركين في التظاهر على الأرض؟
- الحقيقة أن وضعي الصحي لا يساعدني كثيرا لأنه لا يسعني أن أقف لوقت طويل، لكنني مع ذلك أصر على المشاركة بين وقت وآخر.
وقد شاركت لعدة مرات في اللقاء التشاوري الخاص بالنقابات بصفتي رئيسة الرابطة العاملة، كما أنني أعمل مع المجلس الإقتصادي الإجتماعي، وذلك بهدف حل العديد من المشاكل الإقتصادية في ظل الوضع الإقتصادي الخطير.
وفي هذا المجال، تمكنا على سبيل المثال من أن نوقف المهل فيما يخص الضمان الإجتماعي، وهذا اقتراح كنا قد تقدمنا به. كما طلبنا من لـTVA إيقاف المهل أيضا، نحن نحاول أقصى جهدنا أن نحمي المؤسسات من الإفلاس أو من صرف عمالها بحيث نتمكن من أن نصون الثورة لنمنع حدوث الإنهيار الإقتصادي.
لكن مع الأسف، بقدر ما الثورة مضيئة بقدر ما الوضع الإقتصادي مظلم، إلا أننا نحن نحاول قدر الإمكان.
شعب بطل
{ ما رأيك بإصرار البقاء في الشارع لدى المتظاهرين خصوصا وأننا لم نشهد مثيله من قبل؟
- دون شك أن هذا الإصرار هام جدا وهو يشكل بادرة جديدة، لكن صدقا لا أخفي عنك أنني كنت خائفة جدا من تجارب البلاد العربية التي سبقتنا على تجربتنا، لكن الشعب اللبناني أثبت أنه شعب بطل لدرجة أنه استطاع أن يحرك ليس فقط الشارع المحلي بل استطاع أن يحرك أيضا الشعب اللبناني الموجود في الخارج ليقف في وجه المسؤولين.
وأكثر ما لفتني أن المشاركة شملت كافة فئات المجتمع وكافة الأعمار، والحقيقة أنني فوجئت بالطلاب الصغار الذين هم بدورهم يعلمون ماذا يريدون ويطالبون بحقوقهم.
لكن أهم ما في هذه المظاهرات أنها سلمية، ونأمل أن تبقى كذلك.
اليوم تحقق هدفنا
{ ما رأيك بمسألة تعديل النشيد الوطني؟
- منذ 10 سنوات ونحن نطالب كمجلس نسائي بتعديل النشيد الوطني اللبناني، اليوم تحقق هدفنا، وقد طلبنا من كافة جمعياتنا منذ الأن بأن تفتتح كل المناسبات بهذا النشيد.
لن نسكت بعد اليوم
{ كلمة أخيرة؟
- يهمني أن أشيد بدور المرأة وحضورها الكثيف في هذه الثورة، لأقول أننا لن نسكت بعد اليوم على مطالبنا خصوصا وأن الثورة يجب أن تطال كل ما يتعلق بالأسرة، ولا سيما أن هذا أمر أساسي في تغيير المجتمع نحو الأفضل.
فلا تصح ثورة ولا تتغير الأوضاع إذا كان نصف المجتمع عبارة عن مظلومين.
انطلاقا من ذلك، يجب أن تكون حقوق النساء كجزء من الحقوق الوطنية لا أن تهمش، وهذا ما سنسعى لتحقيقه.
وختاما، أؤكد لك أنني متفائلة بمستقبل هذا الشعب، وأقول: «إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد من أن يستجيب القدر.