بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 كانون الأول 2019 12:00ص رئيسة جمعية «أمهات من لبنان» خلود وتار قاسم: الثورة حقّقت مكتسبات يفترض البناء عليها

خلود وتار قاسم خلود وتار قاسم
حجم الخط
كثيرة هي مطالب الثورة التي سبق وأتت على لسان وأقلام نسائية، وخلود وتار قاسم التي سبق لها وترشحت للندوة النيابية عن السُّنة في بيروت سجلت مطالبها في كتاب لها صدر مؤخراً بعنوان «يوميات مرشحة».

مع قاسم كان لنا لقاء حول الانتفاضة الشعبية، طروحات ومكتسبات، وكيفية البناء عليها للاستمرار في تحقيق إنجاز تاريخي للشعب والوطن.

{ بداية، سألناها حول رأيها بالانتفاضة التي حملت الكثير من مطالبها  في كتابها «يوميات مرشحة»، فقالت:

- هذه الحركة كان لا بدّ منها. أصلاً في كل مقالاتي السابقة كنت أتساءل لماذا لا ينتفض الشعب اللبناني لكرامته وحقوقه الانسانية؟!...

لماذا يسكت على ضيم.. على الفساد والهدر والتجويع!

{ لماذا؟

- عندما ندرس طبيعة المجتمع، نستغرب كيف تعود النّاس على انتخاب الذين جربوهم سابقاً وأذوهم بأخذ حقوقهم وسلبهم أبسط مقومات العيش.

{ برأيك هل هنالك تعمد لإفقار المواطن لإلهائه بلقمة العيش؟

- أكيد، هذه دورة استراتيجية سياسية، عادة يستعملها  الحاكم الديكتاتوري كي يجعل الشعب ينصاع لأوامره بحرمانه من لقمة العيش، واطعامه عندما يحتاجه.. عند الاستحقاق البلدي أو الانتخاب النيابي.

{ ولكن ثار الشعب... كيف تقرأين الخطوات التي تتحرك بها الثورة؟

- أول ما بدأت الثورة كلنا استغربنا كيف استطاعت أن تلملم العالم من كل الزوايا، علماً أنه كانت هناك أزمات عديدة لم تحرك الشارع.. نستغرب ما الذي دفع  هذه الناس للتجمع، نبذ الطائفية والاستقواء على الزعماء؟!

- لا شك من خلال قراءتي لتسلسل الأحداث أرى أن السلطة قد تكون من مسببي الانتفاضة.

عند مراقبة الأحداث قبل الثورة نرى أزمة الدولار، تليها أزمة البنزين، أزمة  الخبز، الحرائق.. وهذا ما سرّع بنبضات الضغط وإيصال  الشارع إلى ما وصل إليه.

الحرائق أثارت النّاس خاصة وانها ولعت بالليل، وأنا لا أؤمن بأن الأمور صارت بشكل عشوائي... هنالك من حرّك الشارع، وعند قصة «الواتساب» الشعرة التي قصمت ظهر البعير انفجر الشارع، وكان من الضروري أن ينفجر.

{ مََن برأيك حرّك الشارع؟

- أحد ما اشتغل بشكل ممنهج، لكنه لم يتوقع أن تفلت الأمور من يده بهذا الشكل، فالكل نزل إلى الشارع مع مطالبه وأزماته، تمسك بالثورة وشعر بشيء من الإنجاز... فبفضل الثورة ولأول مرّة يستدعي القضاء السياسيين، ولأول مرّة يستطيع الشعب إسقاط حكومة، وإيقاف جلسات تشريعية تريد أن تقر قوانين عكس مطالبه، ولأول مرّة يُحكى بفساد السلطة وتسمية أسماء، وتتواجه السلطة مع بعضها البعض.. وانتخاب ملحم خلف نقيباً للمحامين يعتبر أيضاً من الإنجازات.

{ هل تحرّك  القضاء سيتمكن من متابعة المحاسبة أم ستقف السياسة بوجهه؟

- بحسب التركيبة اللبنانية (6 و6 مكرر حسب الطوائف)،  فالقصة لا تقتصر على السلطة بالمركز الأول، وإجمالاً لا يصل المرء إلى الوزارة كوزير إلا بوجود مؤسسة داعمة له.. هنالك أشخاص وراء الكواليس فاسدون يُنصّبون وزيراً لتمرير ما يريدونه..

 { والحل؟

- «كلن يعني كلن» فالإنجازات التي حققتها الثورة هي مكتسبات يفترض البناء عليها مع دراية كاملة بطبيعة التركيبة اللبنانية، لا بدّ من الاطاحة بمنظومة الفساد. وإذا لم نفعل ذلك فكل تعب الثورة يروح هباء منثوراً.

وأضافت: علينا التجمع الآن لتعيين أشخاص يفاوضون الدولة على طلبات الشعب، وتحقيق 3 مطالب أساسية:

أولاً: استقلالية القضاء.

ثانياً: مواجهة  الشبكة العنكبوتية، وتشكيل حكومة رئيسها يُشكل وزارة  تكنوسياسية بوجوه جديدة مشهود لها بالنظافة مع أشخاص تكنوقراط.

ثالثاً: إجراء انتخابات مبكرة بعد ستة أشهر،  للتأكد من نبض الشارع. وإذا تمّ انتخاب مستقلين ومستقلات نكون قد قلبنا النظام.

{ الانتفاضة تريد إبعاد الأحزاب عن السلطة، والأحزاب هي جزء من الديمقراطية.. فهل هذا في صالح البلد أم ضد مصالح المواطن.. وهل نحن متجهون إلى ديمقراطية المستقلين؟

- تُشكل الأحزاب 50٪ من الشعب اللبناني وهي مسلحة وموجودة بموافقة إقليمية ودولية، لذلك علينا الانتباه كمستقلين والتعامل بذكاء مع هذه المرحلة.. من المهم الإصرار على مكتسبات الثورة وانتخاب أشخاص نؤمن بهم للندوة النيابية.. هكذا نستطيع بناء بلد يتجه إلى ديمقراطية المستقلين.

{ ماذا نعمل بالسلاح؟.. وهل الأحزاب ستسمح للمستقلين بالعمل؟

- علينا أن نكون واقعيين... التغيير يوجع، إما الصمت وإما المثابرة لتحقيق ما نريد، والا فسنسمع من الطرف الآخر كلمة «كلن يعني كلن»... و«يلقطونا ويضبونا».

{ بعض الأنظار تتجه إلى المرأة.. لتسليمها رئاسة الوزارة.. هل تستطيع المرأة الكفوءة في مواقع القرار إخراج البلد من أزماته السياسية والاقتصادية؟

- كنت مؤخراً في أميركا تلبية لدعوة حول دورة ترأسها رئيسة ليتوانيا، ورئيسة كوستاريكا، وهن من العالمات، ومن أقوالهن حول طبيعة المرأة الكفوءة أنه عندما تكون هنالك أزمة حقيقية تكون المرأة مقدامة أكثر من الرجل، فهي تذهب إلى مركز عملها لتفعيل القرارات والإتيان بالتغيير، بينا الرجل يهتم «بالبرستيج»، وهذه دراسة عالمية.

{ ماذا تقولين للمرأة الطموحة لمركز من مراكز القرار؟

- إذا كنت إمرأة تطمحين إلى مركز قرار عليك أن تتميزي بخلفية سياسية وعلمية.

فالمرأة الكفوءة إذا وصلت لمراكز القرار فهي ستأتي بالتغيير، ورغم أنها امرأة مفاوضة إلا انها لا تفاوض على مصلحة أولادها، أي لا تعرضهم  للخطر، كذلك لا تعرّض مواطنيها للخطر، بينما يتمتع الرجل بركوب المخاطر حتى ولو عرض العالم لذلك.

{  كلمة أخيرة؟

- على المرأة أن تكون في مواقع القرار في هذا  الوقت بالذات. فمواقع  السلطة هي مواقع لخدمة النّاس والعمل على تسيير أمورهم، ووضع  المخططات لبناء وطن يليق بأبنائه وبناته.