منذ أيام فقدنا الأخ والزميل والإعلامي المتميّز عبد الرحمن سلام، غادرنا فجأة ليترك في قلوبنا غصّة على غيابه الذي اعتدنا عليه في مكاتب وأروقة بيتنا الثاني «اللـــــــواء».
عندما نراه كان يعكس لدينا الأمل والتفاؤل بالحياة، وأن الغد بالتأكيد سيكون أفضل...
إبتسامته التي لم تفارقه يوما، كانت دوما كفيلة بإدخال الفرح إلى قلوبنا.
ما لجأنا إليه يوما للإستفسار عن موضوع أو قضية، إلا وقدّم لنا النصح والإرشاد دون تردّد.
لكنه اليوم قرّر الرحيل بهدوء، ربما لأن قلبه لم يعد يتمكّن من مشاهدة ومعايشة ما يجري حوله من ظروف صعبة وميؤوس منها وهو الذي لم يعرف اليأس يوما...
لكن اليوم وبعد أن بات البلد ممزّقا بسبب كثرة المطامع والمصالح في ظل غياب دور المسؤولين والمعنيين في الدولة قرّر الرحيل...
كلمات وشهادات...
«اللواء» أرادت أن تتذكّر وقرّاؤها الزميل عبد الرحمن سلام، وذلك من خلال عدد من الشخصيات التي تواصل معها على مرّ سنواته المهنية والإنسانية، فكان الآتي:
كريم
{ المخرج الإذاعي والمسرحي محمد كريم: «عبد الرحمن سلام هو الصديق الطيب المحب الخلوق الودود الذي خسره المجتمع الصحفي والفني والثقافي في لبنان.
لم تكن معرفتي به معرفة عابرة بل كانت عميقة الجذور وكانت تربطني بهذه العائلة الكريمة الصداقة والمحبّة والأخوّة على مدى سنين طويلة.
من هنا كان حزني على فقده أليما، رحمه الله وألهم الأخت نجاح وسائر أفراد العائلة الصبر والسلوان».
محمد كريم
خليفة
{ ألإعلامي ومقدّم البرامج طوني خليفة: «التعاطي مع المرحوم عبد الرحمن سلام لم يكن تعاطي بين صحافي وآخر أو بين تلميذ وأستاذه، لأنني كنت أعتبره رحمه الله بمثابة أستاذ جيل كامل في عالم الصحافة.
علاقتي به كانت تتمثل بعلاقتي مع الأخ الأكبر أو الوالد في مكان ما، سواء بالنصائح أو الملاحظات.
لقد كان ربما أكثر شخص يقدّم لي الملاحظات في مكانها وليس من باب النقد الإعلامي، إنما من باب المحبة والحرص على أن تكون صورتي الإعلامية والمهنية في أرقى صورة.
للأسف أنني كنت خارج لبنان عندما توفي العزيز عبد الرحمن، ولم أتمكن من أن أقوم بالواجب وهذا الأمر أثّر بي كثيرا.
دون شك أن لبنان خسر قامة إعلامية كبيرة جدا وأنا بدوري خسرت صديقا وأخا وأبا كان له محطة كبيرة في حياتي.
الله يرحمه وإن شاء الله يكون «فداكن» كأسرة جريدة «اللـواء» وكافة الزملاء الذين كانت تربطهم علاقة أو زمالة معه.
كما نتقدّم بأحرِّ التعازي من أسرته ومن شقيقته الفنانة نجاح سلام».
طوني خليفة
الرومي
{ مديرة البرامج في إذاعة لبنان ريتا نجيم الرومي: «كل هؤلاء الكبار الذين عملوا في عالم الإعلام أو في عالم الفنون خسارتهم كبيرة جدا، ولا سيما أننا تربّينا على هذه الأقلام الرائعة وهذه الفنون الجميلة.
المرحوم سلام هو إبن منزل فني عريق، وشقيقته الفنانة الكبيرة نجاح سلام أيضا إسمها محفور بحروف من ذهب في سجل الفن اللبناني.
بخسارة الأخ سلام تخسر الصحافة اللبنانية قلما هاما كما يخسر البيت الفني في لبنان قامة عريقة.
نتقدّم بالتعازي من عائلته ومن أسرة «اللواء»، ونأمل من الله أن يتغمّد الفقيد بواسع رحمته».
ريتا نجيم الرومي
أحوش
{ المذيع في تلفزيون الـMTV الزميل إيلي أحوش:
«الحقيقة أنه كان شخصية مميّزة إلى جانب أنه كان يملك «ملكة الكتابة».
كان شخصا متواضعا جدا وقريبا من الناس، وعندما تتحدثين معه يشعرك بطمأنينة، وإن قصدته بأي سؤال يجيبك على الفور.
لكن أكثر ما أتذكّره هو تواضعه ورقيّه واحترامه للآخرين، صغارا كانوا أم كبارا، رحمه الله وتعازينا لعائلته ولأسرة «اللــــواء».
إيلي أحوش
المنذر
{ الموسيقار إحسان المنذر: «لقد تعرّفت على المرحوم عبد الرحمن سلام في الإذاعة اللبنانية، حينها كان صحافيا مرموقا وكان يعمل يومها في مجلة «فن»، كنا دائما نتواصل وكان يأخذ أخباري، هذا الحديث في الثمانينات، كنت في أوّج عطائي وكنت أقدّم ألحانا لـ ماجدة الرومي وراغب علامة... أجمل الأغنيات.
وقد اجتمعت عدة مرات مع شقيقته الفنانة نجاح سلام عندما أتت لتسجل العديد من الأعمال الفنية لديّ في «الأستوديو»، أيضا كان لنا لقاء آخر مع فرقتي حينما غنّت مباشرة على الهواء في عدة برامج، هنا كان عبد الرحمن دوما الشقيق المخلص والمرافق الدائم لأخته، حيث كان دوما حريصا على كافة تنقّلاتها.
كان إنسانا خيّرا لم أرَ منه إلا كل ما هو جميل وكل طيبة، وأذكر عندما سافر إلى مصر في آواخر الـ 80 وأجرى حوارا مع الملحن كمال الطويل الذي أخبره يومها بأنه لا يرى في الجيل الجديد سوى ملحن إسمه إحسان المنذر من لبنان استطاع أن يحافظ من خلال أغنية «كلمات» على القصيدة العربية الجدية، فجاء ليبشّرني بهذا الخبر.
وقد شكّل هذا الأمر في الحقيقة تحوّلا في حياتي، وخصوصا أن هذه الشهادة أتت من ملحن كبير وأنا أعتز بها جدا.
اليوم لا يسعنا سوى أن نتوجّه بكل الرحمة للأخ سلام، وإن شاء الله يكون مثواه الجنة.
عبد الرحمن سلام شخصية لبنانية فنية، العالم كله يحبه ويكنّ له كل الإحترام».
إحسان المنذر
بارودي
{ الممثلة سميرة بارودي: «وفاته شكّلت خسارة للرأي الحر وللثقافة وللأخلاق الحلوة، للإنسان الطيب ولإبن العائلة الكريمة.
ماذا أقول لك؟ عبد الرحمن سلام صديق عزيز جدا على قلوبنا.
تعازينا لأسرته ولشقيقته نجاح سلام ولأسرة «اللــواء»، رحمه الله».
سميرة بارودي
شمص
{ الممثل سمير شمص: «في هذه المناسبة الحزينة لا يسعني سوى أن أقول: وداعا لصديقي الحبيب عبد الرحمن سلام...
ستفتقدك الصحافة الفنية... إلى جنات الخلد يا رفيق زمني الجميل».
سمير شمص
بعلبكي
{ الفنانة سمية بعلبكي: «الحقيقة أنني تفاجأت جدا وتأثّرت بوفاته ولا سيما في ظل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها.
إن خسارة أي إنسان بقيمة عبد الرحمن سلام ليس فقط من الناحية المهنية بل الإنسانية أيضا لا تعوّض.
لا تذهب من بالي شخصيته الدمثة والخلوقة والمحبة، هذا عدا عن ما يمثله من تاريخ وقيمة.
غادرنا باكرا جدا ولا سيما أن موته كان مفاجئا، وأكثر ما أثّر فينا أنه توفي والبلد يعيش ظروفا صعبة، بحيث أنك تأسفين على الناس الجميلة التي تغادرنا، الواحد تلو الآخر.
تأثّري شديد جدا بوفاته، وبالتأكيد سيبقى للعزيز عبد الرحمن حضور دائم في نفسي، فبمجرد أن يذكر إسمه تشعرين وكأنك تسمعين صوته، وترين بسمته التي لم تفارقه يوما، رحمه الله».
سمية بعلبكي
سيف الدين
{ المخرج صبحي سيف الدين: «عبد الرحمن سلام أسمّيه عميد نقاد السينما في عالمنا العربي وليس في لبنان فقط ، لقد أعطى من حياته للفن وللأدب وللعلم وأنا مهما تحدثت عنه لا أفيه حقه الذي قدّمه للفن وللفنانين عموما في العالم العربي، بدءا من مجلة «الموعد» الذي بدأ العمل بها وصولا لجريدة «اللــــواء».
هو خسارة للبنان وللفن وللإنسانية وللأخلاق والأدب في لبنان».