بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 آذار 2019 12:00ص عيد الأم.. متى يصبح مناسبة وطنية؟

حجم الخط
«الأم مدرسة إذا أعدّدتها.. أعددت شعباً طيّب الأعراق».. هذا البيت من قصيدة «العلم والأخلاق» للشاعر حافظ إبراهيم، في مقابله هناك الكثير من العلماء والمؤرّخين والمفكّرين والأدباء والقادة العسكريين والموسيقيين الكبار، الذين تحدّثوا عن الأم، ولعل ما قاله «بيتهوفن»: «إنّ أرق الألحان وأعذب الأنغام لا يعرفها إلا قلب الأم»، هو ما يتقاطع مع ما كتبه «نابليون بونابرت» عن الأم: «إنّ المرأة التي تهز السرير بيسارها، تهز العالم بيمينها»، وما دوّنه أيضاً «فيكتور هوغو»: «إذا صغر العالم كله، فالأم تبقى كبيرة»، ولعل اللائحة تطول في الحديث عن الأم، ودورها في هذا الكون، وما تفعله إيجاباً في بناء أسرتها ومجتمعاتها وأوطانها.
انطلاقا من أهمية هذه الإنسانة في حياة كل منّا، وتماشياً مع مناسبة عيد الأم في الـ21 من الجاري، التقت «اللـواء» عدداً من الإعلاميات الزميلات، اللواتي عبّرن عن مشاعرهن في هذه المناسبة ومعانيها.
خوري
{ الإعلامية جيزيل خوري في هذه المناسبة استذكرت رحيل والدتها قبل 3 سنوات، وقالت: «بالنسبة لي برحيل أمي رحل معها تاريخي وطفولتي وحقيقتي المجرّدة، مثّلت السقف الأخلاقي والإنساني في حياتي، ولكن أيضاً في المقابل تجسّدت القوة في الحياة. انتقدتها كثيراً في مراهقتي، واليوم أرى نفسي أشبهها جداً، في معظم الحالات الإنسانية والإجتماعية والعائلية، حتى أولادي يضحكون ويقولون لي تتصرّفين كجدتنا. رافقتني في أفراحي وأحزاني، وبقيت رغم كل شيء الحجر الأساس في حياتي».
دوغان
{ الإعلامية لينا دوغان اعتبرت أنّ الأم هي المرأة الأولى في حياة كل إنسان، وقالت: «الأم هي التي يبدأ النشئ التعلم منها، ففي كل بيت يتربى الأولاد والأبناء، من خلال أمهم، مع احترامي للأب والرجل تحديداً.
إنّ عيد الأم يأخذ في 21 آذار، من كل عام، الأهمية الكبرى لدى كل إنسان، وبعيداً عن الأمور الشرعية، فإنّ عقوق الأهل، من أمٍّ وأبٍ هي حرام، فهذا اليوم لوحده لا يكفي لها، لاسيما أنّ عيدها له معانٍ إنسانية وأخلاقية ودينية وقيم اجتماعية، لذلك يجب أنْ يكون مفتوحاً، لجهة أنّه مناسبة يومية، والذي لديه أم، يجب أنْ يكون فرحاً ومسروراً، ومُحبّاً ويدعو لها بطول العمر.
«إنّ النبي محمد (ص) قال: «أمك، أمك، أمك، ثم أباك»، فالذي تربّى في طفولته بعيداً عن أمه، التي غادرت حياته وكان طفلاً صغيراً، فتربّى يتيماً، وعاش كريماً، ومات كريماً، فعرف قيمة الأم في حياة الإنسان، وهو القدوة بالنسبة إلينا، فلفت إلى أهمية حاجته لأمه، فماذا يمكن أن نقول للأم، أكثر مما قاله الرسول الأكرم (ص) عنها؟.. في عيدها العالمي، ومهما قدّمنا لها، لا يكفي لأننا لا نعطيها حقها بالكامل».
الزيات
{ الإعلامية رابعة الزيات أكدت أنّ عيد الأم من أسمى الأعياد وأعزّها في هذه الحياة، وبالتالي الأم لا ينحصر عيدها بيوم واحد، وقالت: «طوال مسيرة حياتها هي تجسّد الأمومة، العطاء، التفاني، التضحية، المحبة، الوفاء، وتعطي من دون أي مقابل، أو منّة من أحد، وكما قيل: «ليس أعز من الولد إلا ولد الولد»، فالأم تعطي فلذات أكبادها العمر كله، بل «أي شيء». الأمومة «البيولوجية»، يمكن أن تكون داخل أي أنثى، ومشاعر الأمومة هي بالغريزة والفطرة، فالأم لا يمكن أن نكافأها.
 وأقول لكل إنسان في هذه الحياة، لا تفوّتوا الفرص المتاحة أمامكم حتى تجلسوا مع أمهاتكم، وعبّروا عن المحبة والعاطفة والإخلاص لها، فهي اليوم معكم وبينكم، فلا تبخلوا عليها بتمضية أوقات فراغكم معها، لأنها غداً ترحل إلى دنيا الآخرة، فجيل يربى جيل، وجيل يودّع جيل. حينما ترحل الأم إلى دنيا الآخرة، ينهار كل شيء، من الأمان والطمأنينة، المحبة، الراحة والبركة، ويصبح البيت العائلي، بلا أسس ويصبح بلا سقف يأوي أو يلجأ إليه كل الأبناء، وهي الإنسانة التي تسأل عن أولادها بعد زواجهم، وتتابع أخبارهم اليومية، وتنتقل محبتها إلى أحفادها. لذلك، أقول للمرأة في عيدها، أنتِ المجتمع كله، هي تحمل الرجل في أحشائها، وتكون الزوجة والأم والأخت، ورب العالمين خلق الرجل والمرأة، لنكمّل بعضنا البعض، ولسنا في مباراة مصارعة، فالحياة ليست للرجل وحده، فالمرأة شريكة معه، بكل شاردة وواردة».
السبع
{ الإعلامية نانسي السبع أكدت أنّ الأم لا ينحصر عيدها بيوم واحد في السنة، لأنّ الدنيا هي الأم، وعيدها من أهم الأعياد، وقالت: «الأم تجسّد معاني الحياة، ويعيش الجنين طوال 9 أشهر في أحشائها، ومنذ اللحظات الأولى لقدومه إلى الحياة، تكون المربية والحنونة والمحبة والمضحّية له. أتمنى من كل قلبي في مناسبة عيد الأم الذي يصادف بداية فصل الربيع أن يحفظ الله والدتي ومعها كل أمهات لبنان وأن يحميهن من أي شر ومكروه.
لقد أنعم الله عليّ بأن أعرف شعور الأمومة، ولا أزال أعيشها حتى اليوم، وعيد الأم بالنسبة لي يعني القيم والمشاعر الإنسانية والأخلاقية. أقول لوالدتي أحبك أكثر من أي وقت مضى، لوجودك بالقرب من عائلتي، بعد رحيل والدي، ولو خُيّرت لاخترتك من بين كل أمهات العالم، لتكوني أنتِ أمي، وأقول لإبنتي سما: عليك أن تعاملينني مثلما أعامل والدتي، وأنْ أكون راضية عنك، طوال العمر كله».
فاخوري
{ الإعلامية ديانا فاخوري اعتبرت عيد الأم من أهم الأعياد في الكون، وقالت: «الجميع يلتقي لتكريمها في يومها، لكن هذا التكريم يجب ألا ينحصر بـ24 ساعة، فالأم ضحّت بالكثير من أجل تربية أولادها، وأقصد الأم الصالحة والمتفانية، لذلك أدعو ليكون عيدها عيداً وطنياً، يُحتفل به على صعيد الوطن كله. فالأم هي المرأة الفاعلة، في مجتمعها وبيئتها، هي ليست من تنجب الأولاد، بل هي الأم لأصدقائها وأولادها، وأيضاً للرجل الذي في حياتها. إن الدنيا بدون الأم، لا تساوي أي معنى، فهي العمود الأساسي في كل منزل، الذي تتزعزع ركائزه وأسسه، عندما تغادره إلى دنيا الآخرة، وفي هذه المناسبة، أطالب نساء لبنان بأن يكن أمهات حقيقيات، في هذا الزمن الصعب».
أندراوس
{ الإعلامية ندى أندراوس عزيز أوضحت أنّ عيد الأم تحصيل حاصل، وقالت: «بمجرد أن تصبح المرأة أماً تعيش هذا الشعور الإنساني، بكل معانيه وقيمه الكبرى، وهي طوال مسيرة حياتها، تعيش العيد يومياً مع أولادها، وتحمل في حركة حياتها اليومية، عناوين الأمومة، التضحية، الإخلاص، الوفاء، وما تقدّمه لأولادها، منذ فترات الحمل والولادة والرضاعة، وصولاً إلى مرحلة الطفولة والشباب، وتبقى المحبة لأولادها، طوال العمر كله فرحة بهم ومن بعدهم بأحفادها، فتقدم التضحيات في حياتها كلها.
عندما أصبحتُ أمّاً، شعرت بكل المعاني الصادقة والمشاعر الإنسانية، وأدركت ما معنى الأم، ومَنْ هي الأم، وعرفت بشكل حقيقي وملموس، ماذا فعلت أمي من أجلنا، وماذا قدّمت أمهات العالم، من أجل أولادهن، وما تقمن به، يعتبر من أصعب المهام في الكون كله».