بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 تشرين الثاني 2019 12:01م "قرع الطناجر" كيف استخدمها الثوار عبر التاريخ؟

حجم الخط
شكل احتجاجي جديد شهده لبنان في المسيرة النسائية وسط بيروت في اليوم الحادي والعشرين لثورة 17 تشرين، "قرع الطناجر"، وما لبث أن انتشر في مختلف شوارع المناطق اللبنانية ومنازل مؤيدي الثورة.
ظاهرة قديمة انتشرت كثيراً في أمريكا الجنوبية، خاصةً فنزويلا والأرجنتين وشيلي وكولومبيا وأوروغواي والإكوادور وكوبا وبيرو والبرازيل، وتكمن أهميتها في تمكين حتى أولئك الذين يخشون الخروج إلى الساحات أو لا يستطيعون ذلك، من التعبير عن مواقفهم وهم قابعين في منازلهم.
"قرع الطناجر"، أسلوب اعتمد خلال الحركات والثورات الاجتماعية للدلالة على حالة الجوع بسبب الفقر المدقع الذي تعيشه مجتمعاتها بحيث يصعب على افرادها شراء المواد الغذائية فيحملون طناجرهم الفارغة ويقرعون عليها للدلالة على بطونهم الخاوية.

أما في لبنان، فعادت هذه الظاهرة خلال الاسبوع الثالث للثورة الشعبية للتعبير عن الخوف من الجوع إذا استمر الغلاء المعيشي وانهيار الأزمة الإقتصادية التي بات اللبنانيون يعيشون في قلبها. بالإضافة إلى الفساد والظلم جراء الطبقة السياسية  الحاكمة والتي ما زالت تصمّ آذانها عن حقوقه التي باتت بسببهم مطالب وأحلام، علّهم يسمعون ويجيبون.

وكان لبنان شهد ظاهرة قرع الطناجر عام 1916 ابان الحرب العالمية الاولى، عندما غزت لبنان اسراب كبيرة من الجراد قضت في سنتين متتاليتين على الاخضر واليابس، فعمل سكان لبنان على اثارة الضجيج والضوضاء لإخافة الجراد وإبعاده عن مزروعاتهم، عبر قرع اجراس الكنائس والطبول والطناجر والصراخ، لكنهم لم يفلحوا في "رد الغضب عنهم"، فكانت المجاعة الكبرى التي راح ضحيتها اكثر من ثلث الشعب اللبناني.

وكانت خرجت مسيرة "قرع الطناجر" في الضفة الغربية عام 2012 اعتراضاً على الغلاء وارتفاع الضرائب، تلتها عدة مسيرات في مدينة نابلس عامي 2013 و2015. وقد شاءها المشاركون رمزاً إلى الفقر والجوع والبطالة.