بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 آب 2018 12:12ص كيف يتمتع اللبناني بموسم البحر وسط تكاليفه الباهظة؟

حجم الخط
فصل الصيف في لبنان يعني موسم البحر لفئة كبيرة من اللبنانيين، الذين ينتظرون هذا الموسم بفارغ الصبر، لممارسة هواية السباحة وأيضا الهروب من الحر وتمضية الأوقات مع الأهل والأصدقاء بهدف الاسترخاء، لا سيما في ظل الظروف الإجتماعية الصعبة التي يرزح تحت وطأتها المواطن في هذا البلد، لكن ورغم انتشار المسابح بكثافة على طول الشاطىء اللبناني، إلا أن ما يحول دون ارتيادها هو تكلفة الدخول المرتفعة، التي تفرضها إدارات هذه المسابح غير عابئة بالظروف الإقتصادية التي يعاني منها المواطن، مكتفية بفئة معينة، لدرجة بات فيها الشاطىء في لبنان حكرا على هذه الفئة، فمَنْ باستطاعته أنْ يدفع يدخل، ومَنْ ليس باستطاعته ذلك فليقبع في منزله دون التمتّع بأشعة الشمس وهواء البحر.

السؤال المطروح كيف يتمتّع المواطن اللبناني بموسم البحر وسط هذه التكاليف الباهظة؟، ولتسليط الضوء على هذه المسألة، التقت «اللواء» عدداً من المواطنين للوقوف على آرائهم، فكان الآتي:
{ حسن نور الدين قال: «بالحقيقة لم يعد باستطاعتي أنْ أتحمّل تكاليف ارتياد المسابح الخاصة، نظرا إلى ارتفاع تسعيرة الدخول إليها، فأقل مسبح تسعيرته 35 ألف ل.ل، وهو لا يسمح بإدخال أي مأكولات أو حتى قنينة مياه صغيرة. باختصار إن أردت أن أنعم بأشعة الشمس ومياه البحر عليّ أن أدفع المبلغ المرقوم، لذلك أصبحت أكتفي بارتياد البحر مرّة في الأسبوع، وأحاول أن أضبط نفقاتي داخل المسبح، بحيث أكتفي بشراء قارورة مياه فقط لا غير، وإلا تنكسر ميزانية الشهر.
نأمل من الدولة أنْ تلتفت إلى المواطن وتراقب الأسعار في المسابح، على الأقل التي هي دون الـ5 نجوم، كي نتمكن من ارتياد البحر الذي نعتبره المتنفس الوحيد خلال فصل الصيف».
الجبل بدل البحر
{ ليلى وهبي (أم لثلاثة أبناء)، قالت: «ارتياد البحر لم يعد متاحا بالنسبة لي ولأولادي، لأنني إن أردت ارتياده سوف أدفع مبلغا من المال لا يستهان به، وهذا فقط كتسعيرة دخول دون الحديث عن الأكل والشرب، لذلك، أصبحت أستعيض عنه بنزهة إلى الجبل مع العائلة أو عدد من الأصدقاء لأنها أقل كلفة، وفي نفس الوقت نتمتع بالهواء النقي والشمس الصافية. طبعا للبحر نكهة خاصة، لكن ما باليد حيلة فالظروف تحكم».
لا حسيب ولا رقيب
{ جوزف سمعان قال: «أستغرب عدم مراقبة المسؤولين للقطاع السياحي وخصوصاً تسعيرة المسابح، فكل مسبح يغني على ليلاه، وليس هناك من يراقب أو يحاسب، وكأن المواطن اللبناني ظروفه الإقتصادية ممتازة، وبإمكانه أن يدفع ثمن التسسعيرات الباهظة للدخول إلى هذا المسبح أو ذاك. هناك مسابح تخطت تسعيرتها الـ50$ ؟؟! أيعقل ذلك؟!، ولماذا يجب أن يكون ارتياد البحر حكرا على فئة معينة من الناس؟ حتى المسابح العادية أسعارها تترواح بين الـ30 أو ال40 ألف ل.ل؟!
بيروتي
وللاطلاع على رأي المعنيين بهذه المسألة، التقت «اللـواء» نقيب أصحاب المؤسّسات البحرية في لبنان جان بيروتي، الذي كان له رأي مغاير تماما في هذا الموضوع، فقال: «مع كل موسم صيف نبدأ بسماع مثل هذه الأحاديث، اليوم 70% من المسابح في لبنان تسعيرتها دون الـ 10 دولارات، إضافة إلى أن مسابح الـ 5 نجوم تقوم بعروضات على وسائل التواصل الإجتماعي، وهي تقوم بحسم 50% من تسعيرتها.
كذلك، فإنّ العديد من المسابح ألغت تسعيرة «الويك أند»، ليس لأن هذه المسابح لا تستأهل هذه التسعيرة بل إحساسا منها بالظروف الإقتصادية ـ الإجتماعية التي يعيشها المواطن، ولجهة وضع العمل أيضا ، ولاسيما أن العمل متوقف في البلد.
وفي المقابل، الزبون باستطاعته أنْ يختار ما يناسبه وإلى أين يذهب، خصوصا أن أسعار الدخول موجودة أمام مكتب الدخول لأي مسبح. وهنا يهمني أن أشير إلى أنّه ليس هناك من مسبح رفع تسعيرة الدخول، بل على العكس هناك مسابح خفّضت تسعيرتها. وأعطيك مثالا على ذلك، غالبية المسابح في منطقة جونيه تراجعت تسعيرتها 30% إلى الوراء. وأنا مسؤول عن الكلام الذي أقوله».