بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 كانون الثاني 2019 12:00ص لتغيير الثقافة البيئية وأهمية تدوير النفايات

حجم الخط
عملية تدوير النفايات هي العملية التي تتم عن طريقها إعادة معالجة مواد النفايات والمخلفات سواء كانت نفايات منزلية، أو صناعية، أو زراعية.
 وتهدف هذه العملية بشكل أساسي إلى التقليل من تراكم النفايات والآثار الضارّة التي تسبّبها واستخدامها في الصناعات والمنتجات المختلفة من جديد، حيث تبدأ بتجميع المخلّفات التي يمكن تدويرها، ومن ثم فرزها بناءً على نوعها (زجاج، أو ورق، أو خشب، أو معدن، إلخ...) لتصبح مواد خام صالحة للتصنيع والاستخدام، وتتمثّل المراحل الأساسية في عملية إعادة التدوير بتجميع الفضلات في أماكن مخصّصة والبدء بعملية المعالجة، وتشمل المواد المعاد تدويرها الحديد والصلب، وعلب الألومنيوم، والزجاج، والورق، والخشب، وبقايا مواد البناء وغيرها من المواد، حيث يتم معالجة هذه المواد لتصبح بدائل مهمة وأساسية للمواد الخام المتمثلة بالموارد الطبيعية غير المتجددة مثل البترول، والغاز الطبيعي، والفحم الحجري، والخامات المعدنية، والأشجار.
انطلاقاً من أهمية هذه القضية، وتحت عنوان «نحو مجتمع أخضر في لبنان»، قدّم الاتحاد الأوروبي في لبنان، مؤخّراً فاعلية تتضمّن سلسلة من الأفكار الملهمة التي وضعتها حيز التنفيذ بلديات ومؤسّسات اجتماعية وشركات ومنظّمات غير حكومية وروّاد أعمال وأكاديميون من لبنان مهتمين بحماية البيئة ووضع الحلول لتحديات إدارة النفايات الصلبة.
لتسليط الضوء أكثر على هذا الموضوع التقت «اللـواء» مهتمين في مجال البيئة للوقوف على تجربتهم في مجال مسألة تدوير النفايات، فكان الآتي:
«مبادرة حسن الجوار»
{ مديرة «مبادرة حسن الجوار»، في الجامعة الأميركية المهندسة المعمارية منى الحلاق أشارت إلى أنّه من خلال الجامعة الأميركية قرّرنا أنْ نهتم بموضوع النفايات، قالت: «أردنا أنْ نتعرّض لمسألة فرز النفايات لأنّها مشكلة موجودة في محيط الجامعة كما أنّها موجودة في المدينة، لذلك بدأنا حملة «رأس بيروت بتفرز»، وقرّرنا أنْ نتعاون مع جمعية ARC EN CIEL لتكون منطقة رأس بيروت مثالاً لبلدية بيروت، لتثبت بدورها كيف يمكن فعلياً أنْ يكون مشروع الفرز ناجحا.
وبما أنّ أهم نقطة في هذا الموضوع هي التوعية، لذلك اخترنا 50 بناية في رأس بيروت، وتواصلنا مع السكان، وقدّمنا لهم التوعية البناية تلو الأخرى، والتوعية لم تشمل فقط السكان بل حتى الخدم والنواطير.. لأنّ كل شخص يرمي النفايات هو معني، والحقيقة أنّنا تعاونّا مع بلدية بيروت كي تؤمن لنا المستوعبات، التي يجب أنْ نضعها في كل بناية، لا سيما أنّ الفرز يحتاج إلى مستوعبات.
وربما أكثر تحدٍّ لنا هو إيجاد مكان لوضع كمية الفرز في البناية، خصوصاً أنّ الفرز لا يؤخذ يوميا بل كل أسبوع أو أسبوعين. لذلك، فإنّ أكبر تحدٍّ كان المكان الذي يمكن أنْ يقبله السكان، كي نضع النفايات المفروزة فيه، وذلك في مكان مشترك في البناية.
العملية في البدء ربما تكون معقّدة، لكن ما أنْ تباشري بها، ويبدأ السكان بلمس نتائجها حتى يسعدون جدا. وتجدر الإشارة إلى أنّنا حريصون على أنْ نريهم أهمية الفرز وإلى أين يذهب، وبكم يتم بيعه وما هو مردوده في ما يخص المشروع.
طبعا هناك 50٪ سنقدّمها لـ ARC EN CIEL كي تدعم مشاريعها الخيرية و50٪ سنردّها إلى مشروع في منطقة رأس بيروت، وبعد 6 أشهر سنقول للـ50 بناية ما هو المبلغ الذي حققناه، وماذا يريدون أنْ نقدم فيه؟، هل يودون أنْ نزرع 10 أشجار، أو نقدم مقعداً في هذا المكان؟ أو نضع حاوية للنفايات في الشارع؟، كل ذلك مرهون بقرار الـ50 بناية، وبذلك يكونون قد حققوا المردود المادي من خلال فرزهم لنفاياتهم، وتمكنوا من تقديم ولو جزء بسيط لمدينتهم».
GREEN EDUCATION
{ مارك بيروتي ممثل GREEN EDUCATION أشار إلى أنّه من الضروري أن نغيّر الثقافة البيئية في لبنان، وقال: «نحن نقوم بعدّة نشاطات وجميعها تصب على أهمية تخفيف النفايات وإعادة التدوير، وقد أسسنا في جامعة USEK الـ GREEN COMITE، فهذه الجامعة بالنسبة إلينا تجسّد ضيعة صغيرة مؤلّفة من 10 آلاف شخص، فإذا تمكّن هؤلاء الـ10 آلاف في هذه المدينة من أنْ يُظهِروا أنّه باستطاعتهم أنْ يقوموا بتدوير النفايات، فربما حينها تتمكّن مناطق أخرى من أنْ تقوم بنفس المسألة سواء على صعيد الجامعات أو المدارس.. ليصبح هناك نوع من الغيرة الإيجابية.
طبعا، من الضروري أن نسلط الضوء على مثل هذه القضايا كي تعم التوعية والفائدة على الجميع، لنطرد اليأس ولا سيما في ظل الصور البشعة التي نراها عن لبنان في ما يخص مسألة النفايات، لذلك من الضروري أن نبرز الصور الحلوة أيضا لنتساعد سويا في هذا الموضوع.
الإرادة الجيدة موجودة لكن من الضروري أن نعرف كيف نوجهها ونثقفها».
تجدر الإشارة إلى أنّ الاتحاد الأوروبي يشجّع الإدارة الآمنة والمستدامة اقتصادياً والدائمة للنفايات في لبنان التي تعتمد على «هرمية النفايات»، وهي مقاربة تعطي الأولوية للوقاية من النفايات ومن ثم إعادة استخدامها وإعادة تدويرها واستعادتها وطمرها كملاذ أخير.