بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 آذار 2018 12:23ص ماذا تعلم عن مرض «الأنوركسيا»؟

«الأنوركسيا» يصيب بشكل رئيسي المراهقات «الأنوركسيا» يصيب بشكل رئيسي المراهقات
حجم الخط
هو مرض نفسي يتصف بالاضطراب في الأكل والانخفاض الشديد في وزن الجسم، مع الخوف من زيادة الوزن. ويُعرف عن المصابين بهذا المرض أنهم يتحكمون بأوزانهم عن طريق تجويع أنفسهم طوعيا وممارسة الرياضة بشكل مفرط، أو غير ذلك من وسائل التحكم بالوزن مثل حبوب الحمية أو الأدوية المدرّة للبول، وبالرغم من أن هذا المرض يُصيب بشكل رئيسي المراهقات، فإن ما يقرب من 10 ٪ من المصابين به هم من الذكور. وهو حالة معقّدة تنطوي على مكوّنات بيولوجية، عصبية، واجتماعية يمكن أن تؤدي إلى الوفاة في الحالات الشديدة جدا.. إنه مرض «الأنوركسيا» أي فقدان الشهية المفرط.
لمعرفة المزيد عن هذا المرض، أسبابه، عوارضه وكيفية العلاج، التقت «اللـواء» الأخصائية في الطب النفسي الدكتورة كارين إيليا، التي تحدثت بإسهاب حول هذا الموضوع، فكان الحوار الآتي:
{ بداية ما هو مرض الـ Anorexia؟
- «هو حالة مرضية عصابية، تسمّى mental Anorexiaتُصيب الأشخاص الذين لديهم أسباب وانعكاسات نفسية، كما تصيب أيضا الصبايا المراهقات بعمر الـ 16 - 17 سنة، والـ 22 - 25 سنة، أي أنه يصيب بنسب كبيرة الشباب. فهو حالة فقدان الشهية لدى الأشخاص بحيث يمتنعون عن الطعام ويقومون بإلغاء أنواع المأكولات من حياتهم نهائيا وبشكل تدريجي بحيث يصلون الى مرحلة عدم الشعور بالجوع».
{ ما هي الأسباب التي تؤدي إلى هذا المرض؟
- «هناك أسباب كثيرة، منها علاقة التغذية المرتبطة بالعلاقة الغذائية بين الولد وأمه، ولكن اليوم في علم النفس لم نعد نحمّل المسؤولية للعلاقة بين الولد وأمه، وحتى لو كان هذا السبب جوهريا وأساسيا في الصغر ويترجم بالكبر، إذ أصبحنا نعتبر أن هناك مجموعة عوامل قد تؤدي الى إصابة الولد بالـ Anorexia، من ضمنها الأسباب الجينية والأسباب الإجتماعية، ومن ضمنها أيضا العلاقة مع الأم، والنظرة للذات...».
العوارض والمضاعفات
{ كيف نلاحظ عوارض المرض على الولد أو المراهق؟ وما هي مضاعفاته؟
- «الـ Anorexia مرض يصيب المراهق، كما يصيب الولد في صغره وأيضا الرضيع، فالولد بعمر الـ 5 - 7 سنوات قد يمرّ أيضا بمراحل Anorexia، إنما المرض الأساسي الذي يخيف أكثر هو لدى المراهقين، لا سيما أن هذا المرض قد يؤدي الى الموت أحيانا، ولكن يمكن للأهل ملاحظة ما اذا كان الولد أو المراهق قد بدأ يتعرض لـAnorexia، عبر تغيّر بنظام حياته، فيلاحظون أن وجبة طعامه أصبحت أصغر، وأنه أصبح عصبيا، وبدأ بإلغاء أنواع من الطعام، كما بدأ تدريجيا بوضع أهداف أوزان ليصل الى الوزن الجديد والمنشود، فيصبح لديه خوف من الوحدات الحرارية. والامر المخيف أن الذين يعانون من الـAnorexia تكون أوزانهم بين الـ 30 والـ 40 كلغ. 
وكما سبق أن ذكرت أن هذا المرض يبدأ بأسباب نفسية وجسدية، وقد تؤدي مضاعفاته الى الموت، إذ يعمد المصابون به تدريجيا إلى فقدان الشهية بشكل سريع، فتتعطل وظائف كثيرة في أجسامهم، كما تصاب أعضاء كثيرة لديهم بالتلف، ويتأثّر دماغهم بالمرض، فيفقدون كل «الفيتامينات»، وهو ما قد يؤدي الى اشتراكات ومشاكل صحية، بالإضافة إلى الشق النفسي فيصبحون عصبيين وانفعاليين، وغير منتجين. كما أنهم يصبحون غير قادرين على المشي بسبب فقدانهم للعضلات، ويصبح لديهم مشكلة مع ذاتهم وبالتالي يرفضون واقعهم، وملاحظات الاخرين التي توجه إليهم تجعلهم يدخلون في عزلة، وهذه العزلة تفاقم الحالة، وقسم كبير من هؤلاء الأشخاص يموتون».
كيفية العلاج
{ كيف يمكن العلاج؟ 
- «في المرحلة الأولى للعلاج الأمر الأساسي يكمن في تحديد نظام غذائي معين، وذلك قبل البدء بالعمل على الشق النفسي لديهم. إذ يجب أن نبدأ بإعداد نظام غذائي منتظم لهم كي نعوّض كل الخسارة التي أصيبت بها أجسامهم، ثم ننتقل إلى المرحلة الثانية، التي تتمثل بالعمل على علاج الأعضاء المصابة، بعد ذلك ننتقل الى العلاج النفسي، وهو علاج نفسي سلوكي وغذائي، وخلال مراحل العلاجات النفسية نمر بمعالجة العلاقة مع الذات، تقبّل النفس، والتخفيف من «الكونترول»، لأن «الكونترول» لدى هؤلاء الاشخاص يشكل نقطة أساسية، كونهم يعيشون من خلاله.
وبعد انتقالهم الى هذه المرحلة، يعطون الصورة الطبيعية للذات تدريجيا، ويتعلمون كيف يحبون صورتهم الحقيقية التي يريدونها. وهنا لا بد من أشير إلى أن دور المجتمع بشكل عام هام جدا، لأن معظم حالات الـAnorexia تجدينها أكثر في المناطق التي تعطي أهمية لصورة الجسد أكثر من غيرها، لذلك تجدينها في عالم الجمال، وفي عالم الأزياء».