بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 حزيران 2019 12:00ص مرتكزات علمية جديدة للجلطات الدماغية وأمراض النسيان

للوقاية من الجلطات الدماغية ضرورة تحسين نوعية الحياة للوقاية من الجلطات الدماغية ضرورة تحسين نوعية الحياة
حجم الخط
الجلطات الدماغية وأمراض النسيان، الوقاية والعلاج والتثقيف الصحي لتحسين نوعية الحياة، مرتكزات جديدة لدراسة علمية، أُجريت مؤخراً رابطةً بين وقوع حالات النسيان الفجائي، كعلامة أولية لوقوع جلطة دماغية وشيكة، أو قد تكون حدثت بالفعل. 

وبحسب النتائج فإن الأشخاص الذين ينسون ما يودون قوله، عليهم مراجعة الطبيب المختص، كون هذه العلامة أو الإشارة احتمال إصابتهم بجلطة دماغية صامتة، التي من أعراضها: فقدان الرؤية الطبيعية، اضطراب الكلام والشلل، وإصابة الأوعية الدماغية في أجزاء منها المسؤولة عن الحركة والكلام والبصر.

ومن مؤشّرات الجلطة الدماغية، الشعور بالدوران، والضعف وبلادة الإحساس، وطنين في الأذن، واضطراب في النوم، ووجع في الرأس شبيه بالصداع النصفي.

د. نجا

لتسليط الضوء على هذا الموضوع، التقت «اللـواء» الأخصائي في أمراض الشيخوخة الدكتور نبيل نجا، فكان الحوار الآتي:


د. نبيل نجا



{ مَنْ هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالجلطات الدماغية؟

- «إنّ المرضى الذين لديهم عوامل خطرة، للإصابة بالجلطات الدماغية، مثل داء السكري، ارتفاع الضغط الشرياني والدهنيات، الكوليسترول والتدخين وغيرها، هم أكثر عرضة للإصابة بالجلطات الدماغية.

وبعض هذه الجلطات تكون كبيرة، وتعطي عواقب وخيمة مثل الشلل النصفي وانعدام الكلام، والبعض الآخر يصيب شرايين أصغر، وتكون المسؤولة عن تراجع في القدرات الذهنية، والضياع في بعض الأحيان، وهذا الأمر يُكتشف عن طريق الصدفة، حين تُجرى التحاليل الطبية، والصور الشعاعية للدماغ، حين يشكو المريض من تراجع في الذاكرة، فنجد في هذه الصور، جلطات صغيرة، في الأساس تكون قديمة، لكن تراكمها يؤدي إلى هذا التراجع، ومن أجل تفادي هذه المسألة الصحية، على كل شخص يعاني من العوامل الخطرة، التي ذكرت سابقاً، أن يعالجها بدقة وبالسرعة المطلوبة، حتى يتفادى أية مضاعفات صحية خطيرة».

تراجع الذاكرة والألزهايمر

{ هل تراجع الذاكرة أو النسيان يُعتبر إشارة للإصابة بالألزهايمر؟

- «إنّ تراجع الذاكرة أو النسيان، ليس مرتبطاً فقط بأمراض الذاكرة كالألزهايمر، لكنها قد تعطي دليلاً واضحاً، على مشاكل في الشرايين الدماغية الكبيرة، المسؤولة عن تروية أجزاء مهمة في الدماغ بالدم، فهي تعطي عوارض كبيرة كالشلل وفقدان النطق والنظر، في بعض الأحيان.

أما إذا أصابت شرايين أقل دقة، فقد تعطي أعراضاً غامضة في البداية، لأنها لا تظهر بشكل واضح، كما العوارض التي ذكرناها سابقاً. وهنا، لا بد من أن نشير إلى أن كل شخص يتقدّم في العمر، يعاني من تراجع في الذاكرة، وفي بعض القدرات الذهنية والتعبيرية، أو تغيّر في شخصيته، ووجود مزاجية في تصرفاته، لذلك المطلوب من العائلة أن توجهه إلى الطبيب المختص، لإجراء الفحص السريري والتحاليل المخبرية، والصور الإشعاعية للدماغ، وصولاً إلى الرنين المنغاطيسي والصور النووية، خاصة إذا كان عمر المريض أقل من 75 عاماً».

{ هل من عوارض معينة يجب التنبه لها؟

- «يجب الانتباه إلى بعض العوارض، التي قد يتساهل بتقييمها بعض الناس، كآلام الرأس المفاجئة، أو الدوخة المترافقة مع الغيثان، أو اضطرابات النظر خاصة الفجائية، أو حتى طنين الأذن المفاجئ .. كلها عوارض قد تكون مقدِّمة لمشاكل صحية أكبر، إذا لم نتداركها في البداية، لأنّ ظهورها تم بشكل مفاجئ، ما يستلزم استشارة الطبيب بشكل فوري، حتى يبدأ بالعلاج باكراً، وتفادي خطورة المضاعفات الصحية، التي قد تسبب عجزاً كلياً أو جزئياً، وتغيّر مسار حياة المريض رأساً على عقب، ومن العوارض المفاجئة مشاكل بالنظر لناحية عدم الرؤية بوضوح تام، وحتى لو استعاد الشخص كامل وعيه، فإن الخوف من تكرار العارض الصحي مرة ثانية وأخرى، فهذا يعتبر جرساً أو علامة إنذار، بوجود اضطراب ما في الجهاز الشرياني، وفي الجهاز العصبي».

الأرقام غير دقيقة

{ هل من إحصاء معين لأعداد المصابين بأمراض النسيان؟

- «من المؤسف جداً، عدم وجود إحصاءات حقيقية وشاملة لأعداد المرضى المصابين بمرض النسيان، والأرقام غير دقيقة بالمعنى العلمي الصحيح.

 نحن نرتكز على الدراسات العلمية العالمية، التي تشير إلى أن حوالى 10% ممّن تخطوا الـ 65 سنة من العمر، يصابون بأمراض الذاكرة والنسيان، وتشكل الأسباب المذكورة آنفاً، المرتبطة بخلل تروية الدماغ بالدم حوالى 20% من مجمل مشاكل الذاكرة والنسيان بعد سن الـ 65 عاماً.

لذلك المطلوب إيجاد استراتيجية صحية وطنية، تأخذ بعين الاعتبار المعطيات المرتكزة على الدراسات العلمية العالمية، لوضع سياسة صحية وقائية شاملة، لتفادي مضاعفات هذه الاضطرابات الصحية التي تشكل عبئاً صحياً ونفسياً ومادياً على الفرد والعائلة والمجتمع.

الحاجة ملحة لوجود سجل وطني، لهذه الحالات المرضية، وهذا الأمر يشكل الخطوة الأولى لوضع الإستراتيجية الصحية الوطنية، ما يؤدي إلى التوفير في الأعباء المالية، على الفاتورة الصحية، لأن كلفة العلاج لهذه الأنواع من الأمراض، مرتفعة وعالية جداً، وهذا لا يتعلق بالفحوصات المخبرية، والصور الشعاعية، والتحاليل المخبرية، كون هذا العلاج مستمر على مدى حياة المريض، ما يجعل العبء الأكبر يقع على كاهل العائلة، التي يجب أن ترعى مريضها بشكل مستمر، وإخضاعه إلى علاجات مختلفة، (فيزيائي، انشغالي، نفسي، غذائي)، ما يؤدي بأحد أفراد العائلة، إلى الإستقالة من كل الأمور الحياتية الخاصة والمهنية، حتى يقدم الرعاية لمريضه، ويهتم به إلى آخر حبة من عنقود الحياة».

توفير العلاج الأسري

{ كلمة أخيرة!!

- «في لبنان لا تزال العائلة، هي الحاضنة الأولى للمريض، الذي يعاني من فقدان الذاكرة أو النسيان، بنسبة 99%، وهناك 1% من المرضى يحوّلون إلى مؤسسات رعائية صحية وإجتماعية، ولكن نظراً للضغوطات الإقتصادية والإجتماعية والمالية، والتغيير الديمغرافي في البنية السكانية، فهذا يتطلب من الدولة اللبنانية، والجهات المعنية في وزارتي الصحة العامة والشؤون الإجتماعية، إيجاد وسائل دعم لرعاية هؤلاء المرضى، وتوفير العلاج لهم داخل أسرهم.

 وعلى سبيل المثال، إذا اضطر أحد الزوجين، للإهتمام بشريكه المريض، في كل دول أوروبا الغريبة، يخصص لمن يهتم به، راتباً شهرياً دائماً، والسؤال الذي نطرحه؟ أين إقرار قانون «ضمان الشيخوخة»، الذي أصبح حاجة ملحة لكل الواقع اللبناني؟!».