الرياضة هي التعبير الحركي عن الحياة والنشاط والحيوية، فالإنسان الذي يمارس الرياضة في حياته، هو الأقدر على التعبير عن روح الحياة، التي تتّسم بالحركة والديناميكية، كما أنّه يحافظ على جسدٍ سليمٍ معافى، يقيه الأمراض، وفي مقدمتها مرض السمنة.
وفي هذا الإطار، بدأنا نلحظ هجمة على ارتياد النوادي الرياضية، التي انتشرت بكثرة في مختلف المناطق وخصوصاً العاصمة بيروت.
لكن ماذا عن واقع هذه النوادي وما مدى نسبة الإقبال عليها؟.
أهمية الرياضة
لمعرفة مدى أهمية الرياضة في حياتنا اليومية، التقت «اللواء» مدير أحد النوادي الرياضية في بيروت محمد ديراني، الذي أكد أنّ «الرياضة مسألة ضرورية لكل إنسان، رجلا كان أم إمرأة»، مضيفاً: «تلعب الرياضة دوراً كبيراً في كونها تساعد على الوقاية من بعض الأمراض مثل الضغط والسكر وأمراض القلب وقصور الدورة الدموية والإكتئاب كما أنها تفيد جدا في تحريك العضلات، وهنا لا بد من أنْ أشير إلى أنّه ليس هناك من اختلاف بين الرجل والمرأة في ممارسة الرياضة، فكلاهما يخضعان لبرنامج رياضي معين، وبإمكان كل منهما أن يشترك في نفس التمرينات الرياضية».
{ وعن أهمية ارتياد النوادي الرياضية، أوضح ديراني أنّ «النوادي تمنح روّادها الصحة والرشاقة والقدرة على استعادة الصفاء الذهني، والوصول إلى أقصى درجات اللياقة، كما أنّها تلعب دوراً هامّاً في استرخاء عضلات الجسم واستجمامها من خلال توفير مجموعة من الخدمات والأنشطة كقاعات التدليك وحمامات «السونا» وأحواض «الجاكوزي».
الإقبال على النوادي
{ وحول نسبة الإقبال على النوادي الرياضية مقارنة بالسنوات الماضية، قال: «لا شك في أنّنا خلال السنوات الأخيرة بدأنا نشهد تقدّماً ملحوظاً في الإقبال على هذه النوادي، وذلك بسبب السمنة التي ارتفعت نسبتها في صفوف اللبنانيين نتيجة تناول وجبات الطعام السريعة، أو بسبب عدم اتباع نظام غذائي صحي، وبات الجميع يسارعون للدخول إلى النوادي الرياضية حرصاً على صحتهم، خصوصاً أنّ النوادي الرياضية انتشرت بشكل كبير ما يسمح لمختلف الطبقات الاجتماعية بارتيادها، كل تبعاً لإمكانياته المادية، لكن في هذا الإطار أتمنّى على الروّاد أنْ يختاروا الأندية الرياضية غير التجارية، لأنّ ما نشهده على الساحة من أندية تجارية بامتياز.. حدث لا حرج».
ولفت إلى أنّه «في ما يخص هذه «الهجمة» على ارتياد «الأندية»، فهي تعود أيضاً إلى اهتمام المرأة اللبنانية بمظهرها الخارجي، وتركيزها على أهمية لياقتها البدنية. ومن خلال معايشتي لهذا المجال، أرى أن نسبة النساء تخطّت الرجال في ارتياد النوادي الرياضية الصحية، فاليوم ارتفعت نسبة الوعي لدى الجميع، والكل بات يدرك أهمية ممارسة الرياضة في حياتنا اليومية، لما تجسّده من وقاية صحية، خصوصاً أنّها تعالج الجسم من الداخل، قبل أن تحافظ على مظهره من الخارج، كما أنّها تعمل على الحد من آثار بعض الأمراض».
روّاد النوادي
{ لولوة حمدان (موظفة في إحدى الشركات.. وهي تحرص على ممارسة الرياضة 3 مرات أسبوعيا)، قالت: «منذ سنتين تقريباً قرّرت أن أتّبع برنامجا رياضيا، كي أحافظ على وزني ولياقتي في آن معاً، خصوصاً أنني في وقت من الأوقات اكتسبت بعض الكلغ الزائدة، لكنّني من خلال ممارستي للرياضة، استطعت أن أصل إلى الوزن المطلوب، لذلك أصبحت أواظب على ارتياد النادي ثلاث مرّات في الأسبوع، حرصا على اللياقة المطلوبة، وأشعر بالتسلية أيضاً من خلال ممارستي للتمارين الرياضية التي تكون دوماً تحت إشراف مدرب النادي، ومن خلال تردّدي على النادي أقمت صداقات جديدة».
{ حسان خانجي (طالب جامعي، يمارس الرياضة بشكل يومي)، قال: «لا يمكن أنْ يمر يوم دون أن أذهب إلى النادي لرؤية الأصدقاء وممارسة التمارين، التي اعتدتُ على القيام بها منذ خمس سنوات تقريبا. بداية كان الدافع التسلية وتمضية الوقت، وربما لقاء الفتيات (يبتسم)، لكن شيئا فشيئا بدأت أشعر بأهمية الرياضة، ومدى انعكاسها على الصحة بشكل عام. والملفت أنّ العدد الأنثوي تضاعف بشكل ملحوظ، ما يدل على أن الغالبية باتت تدرك أهمية الرياضة في حياتنا اليومية».
{ منى اسماعيل (بدأت ممارسة الرياضة منذ سنة)، قالت: «في ما مضى لم أتمكن من الدخول إلى أي نادٍ رياضي لأنّ غالبية النوادي كانت بعيدة عن المنزل، إضافة إلى أن قيمة الاشتراك المادية كانت باهظة بعض الشيء، لكن اليوم الوضع تبدل، والنوادي أصبحت في كل منطقة، كما أنّ القيمة المادية للانتساب باتت متاحة للجميع دون استثناء».
{ كمال رمال (رجل في الخمسين من عمره يمارس الرياضة منذ سنوات عديدة، من أجل الراحة الجسدية بالدرجة الأولى، والمحافظة على صحته ولياقته البدنية بشكل عام)، قال: «أحرص على ارتياد النادي منذ سنوات، وقد اخترت الأفضل كي أحصل بالمقابل على أفضل الخدمات، لأطمئن وأنا أمارس التمارين الرياضية، خصوصاً أنّني في هذا العمر لم يعد بإمكاني ممارسة مختلف التمارين فلكل عمر برنامجه الرياضي الخاص. لذلك، لا أكتفي بممارسة التمارين بل أرتاد أيضاً قاعة «المساج» «والسونا» كي أريّح عضلاتي بعد المجهود».
ختاماً، لمَنْ لا يسعه ارتياد النوادي الرياضية، ننصحه بالمشي أكبر مسافة ممكنة خلال اليوم، وأنْ يقتصر استخدام السيارة ووسائل المواصلات على الأماكن البعيدة فقط، إضافة إلى استخدام الدرج بدلاً من استعمال المصعد طوال الوقت.. ونشدّد على ضرورة ممارسة الرياضة لما تعكسه من وقاية للصحة من العديد أمراض العصر.