لمناسبة اليوم العالمي لمرض «الصدفية»، وبهدف تسليط الضوء على ملايين المصابين بهذا المرض في مختلف أنحاء العالم، والدعوة إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة على جميع المستويات من أجل تمكين المرضى من الحصول على «الرعاية الصحية ونشر الوعي الصحي، احتفلت العديد من المؤسسات الطبية في لبنان بهذا اليوم، وذلك لرفع الوعي العام حول المرض، وتصحيح المفاهيم الخاطئة بشأنه، حيث غالبا ما تسبِّب هذه المفاهيم شعورا لدى مرضى «الصدفية» بالعزلة عن مجتمعهم والأشخاص المحيطين بهم.
«الصدفية» مرض جلدي مزمن وغير معدٍ، مرتبط بالإنتاج الزائد للخلايا الجلدية، وغالبا ما يؤدي إلى ظهور أعراض تقشّر وتهيّج الجلد، كما توجد صلة بينه وبين «التهاب المفاصل الصدفي، الذي يتّسم بأعراض مثل آلام المفاصل والأورام، والذي يمكن أن يتسبّب في الإعاقة الحركية.
أما أسباب الإصابة بهذا المرض فهي ناتجة عن مجموعة من العوامل الوراثية والعوامل الخارجية مثل التعرّض للضغط النفسي والتعرّض للرضوض الجلدية بأنواعها، كما يمكن أنْ تكون الصدفية ناجمة عن الإصابة بأمراض أخرى أو بسبب استخدام بعض الأدوية.
يوم توعوي
ضمن هذا الإطار، نظّمت شركة «نوفارتس فارما» بالتعاون مع نقابة الأطباء في لبنان والجمعية اللبنانية للأمراض الجلدية، يوماً توعوياً حول مرض «الصدفية»، تحت شعار «كل شيء عن الصدفية»، وذلك في قاعة بيت الطبيب فرن الشباك، مع مجموعة من المتخصصين في الرعاية الصحية، ومرضى «الصدفية».
{ د. مروان زغبي ممثّلاً البروفسور ريمون صايغ، رئيس نقابة الأطباء في لبنان، لفت إلى أنّ «الصدفية هي من الأعراض الشائعة التي تصيب الجلد حيث تتسبب بتسارع دورة حياة الخلايا الجلدية وبتكوين هذه الخلايا بسرعة على سطح الجلد، ما يؤدي إلى ظهور لويحات وبقع حمراء تولّد الحكة وتكون أحياناً مؤلمة».
وقال: «هدفنا في هذا اليوم العالمي للتوعية بمرض «الصدفية» إلى زيادة الوعي لدى المرضى والجمهورعن مرض الصدفية. كما أنّ نقابة الأطباء ترحّب بكل مجهود من الجمعيات على اختلافها والتي تسعى الى تحسين التواصل بين المريض والطبيب».
{ رئيس الجمعية اللبنانية للأمراض الجلدية الدكتور داني توما قال: «هدفنا هو تقديم معلومات عن «الصدفية» كمرض وتسليط الضوء على تأثيره على الحالة النفسية والجسدية والاجتماعية للمرضى. كما أننا نريد زيادة إدراك المتخصّصين في الرعاية الصحية لمرض «الصدفية»، من أجل فهم كامل للأثرالسلبي الذي يتركه على المرضى الذين يعانون منه».
{ الرئيس المنتخب للجمعية اللبنانية لأطباء الأمراض الجلدية وبروفسور الأمراض الجلدية الدكتور فؤاد السيد أكد أنّ «الصدفية هي مرض شامل ويرتبط مع الأمراض المصاحبة المتعددة بما في ذلك مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية».
وقال: «الصدفية ليست مرضاً معدياً، بل هو مرض جهازي شامل، وبالتالي فإنّ تحقيق جلد صافٍ لدى المريض ممكن ويجب تشجيع المرضى على استشارة أطباء الأمراض الجلدية الذين يتعاملون معهم للحصول على توجيهات وفهم أفضل. من هنا، فإنّه يمكن لأي شخص أن يصاب بمرض «الصدفية»، ولكن هناك بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض مثل التاريخ العائلي والالتهابات الفيروسية والبكتيرية والإجهاد والسمنة والتدخين».
{ الرئيس المنتخب للجمعية اللبنانية لأمراض المفاصل والروماتيزم الدكتور كامل مروة قال: «يمكن أن يؤثر التهاب المفاصل الصدفي على نسبة تصل إلى 30% من المرضى المصابين بداء «الصدفية» وله تأثير كبيرعلى حركة المفاصل ونوعية حياة المرضى».
إحصائيات ودراسات
وتُظهِر إحصائيات الاتحاد العام لجمعيات الصدفية وجود ما يزيد على 125 مليون مصاب بمرض «الصدفية» والتهاب المفاصل الصدفي في مختلف أنحاء العالم.
كما تشير الدراسات إلى أن الآثار النفسية والاجتماعية تشكل مصدر قلق لمرضى «الصدفية»، إذ غالبا ما يشعر المصابون بهذا المرض بالخجل من مظهرهم، وهو ما يؤثّر على قدرتهم على بناء العلاقات الاجتماعية، ولذلك يتم العمل على تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة حول مرض الصدفية مثل الاعتقاد بأنه مرض معد.