الانفجار الذي ضرب بيروت ولبنان غيّر كل الاجندات السياسية واحتل الاهتمام الاول للرؤساء الثلاثة حيث تابعوا مجريات هذا الانفجار الذي سمع صداه في الجنوب والبقاع وصولا الى الشمال. وفي هذا السياق تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تفاصيل الانفجار ، واعطى توجيهاته الى كل القوى المسلحة بالعمل على معالجة تداعيات الانفجار الكبير وتسيير دوريات في الاحياء المنكوبة من العاصمة والضواحي لضبط الامن.
كما طلب تقديم الاسعافات الى الجرحى والمصابين على نفقة وزارة الصحة ، وتأمين الايواء للعائلات التي تشردت نتيجة الاضرار الهائلة التي لحقت بالممتلكات.
وتلقى رئيس الجمهورية مساء امس، سلسلة اتصالات من قادة ورؤساء من مختلف دول العالم اكدوا تضامنهم مع لبنان بعد المحنة التي تسبب بها الانفجار الذي شهدته العاصمة بيروت عصر أمس.
وفي هذا السياق، اجرى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اتصالاً هاتفياً بالرئيس عون، واكد في خلاله وقوف فرنسا حكومة وشعباً مع لبنان، وعزمها على مساعدته لتخطي هذه المصيبة التي حلّت به. ووضع الرئيس ماكرون كل امكانات فرنسا في تصرف لبنان في هذه الفترة الدقيقة، معرباً عن تضامنه والشعب الفرنسي مع جميع اللبنانيين الذين فقدوا احباء لهم في الانفجار، واصيب آخرون منهم بجروح، وفقد آخرون منازلهم، مشدداً على العزم في تقديم المساعدات العاجلة.
وأعلن الرئيس الفرنسي إرسال مساعدات إلى لبنان، بعد الانفجار الضخم الذي هز مرفأ بيروت.
وقال عبر حسابه على «تويتر»:» أعبر عن تضامني الأخوي مع اللبنانيين بعد الانفجار الذي أسفر عن قدر كبير من الضحايا والأضرار هذا المساء في بيروت. إن فرنسا تقف إلى جانب لبنان دائما».
كما تلقى اتصالاً من الرئيس العراقي برهم صالح، اعرب فيه عن بذل العراق كل ما يمكن من جهد في سبيل الوقوف مع لبنان الشقيق وشعبه في هذه المحنة. وابلغ الرئيس صالح الرئيس عون حرص بلاده على مؤازرة لبنان، خصوصاً في هذا الظرف العصيب.
وتلقى رئيس الجمهورية ، اتصالا هاتفيا من امير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي اعرب عن حزنه للحادثة التي تعرضت لها العاصمة بيروت عصر أمس، وقدّم تعازيه بالضحايا الذين سقطوا جراءها، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى.
وخلال الاتصال، ابدى امير دولة قطر استعداده لوضع كل امكانات الامارة في تصرف اللبنانيين لمساعدتهم في هذا الظرف العصيب، وللمساهمة في الوقوف الى جانبهم لتخطي تداعيات هذه الكارثة على الصعد كافة.
وقال ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد على تويتر: نقف مع الشعب اللبناني الشقيق في هذه الظروف الصعبة ونؤكد تضامننا معه
وكشف الديوان الاميري في الكويت انه اعطى التوجيهات لتقديم مساعدات طبية عاجلة للبنان.
واعلن وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان مساء امس أن «فرنسا تقف إلى جانب لبنان ومستعدة لتقديم المساعدة له بعد الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت وأسفر عن قتلى ومئات الجرحى».
بدوره اعطى رئيس مجلس النواب نبيه بري توجيهاته الى كافة عناصر حركة امل ومناصريها التبرع بالدم في كافة المراكز الصحية والمستوصفات.
كما طلب من كافة متطوعي عناصر الدفاع المدني في جمعية الرسالة للاسعاف الصحي المساهمة بكافة عديدها وعتادها في عمليات رفع الانقاض واسعاف الجرحى والمصابين.
في حين أعلن رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب اليوم الأربعاء يوم حداد وطني على ضحايا الانفجار في مرفأ بيروت.
وتفقد دياب يرافقه وزيرا الداخلية والبلديات محمد فهمي والأشغال ميشال نجار، موقع الانفجار في مرفأ بيروت.
وقرابة العاشرة الا ربعاً القى الرئيس دياب كلمة قال فيها:إنه يوم أليم... إنه يوم حزين... بيروت منكوبة... لبنان مصاب بكارثة.
نعم.
إنها كارثة وطنية كبرى. المشاهد التي نراها تعبّر عن المأساة، وتحكي عن حجم المصيبة التي ضربت لبنان.
بيروت ثكلى... لبنان كله اليوم منكوب. إنها محنة عصيبة لا تنفع في مواجهتها إلا الوحدة الوطنية، وتكاتف جميع اللبنانيين، من كل الأطياف والمناطق. إنها نكبة لا نستطيع تجاوزها إلا بعزيمة وإصرار على مواجهة هذا التحدي الخطير نتائجه المدمّرة.
ما حصل اليوم لن يمر من دون حساب. سيدفع المسؤولون عن هذه الكارثة الثمن.
هذا وعد للشهداء، وللجرحى، هذا التزام وطني.
ستكون هناك حقائق تعلن عن هذا المستودع الخطير الموجود منذ العام 2014، أي منذ ست سنوات. لن أستبق التحقيقات. الوقت الآن هو للتعامل مع الكارثة، لانتشال الشهداء، ولمعالجة الجرحى.
لكن، أعدكم أن هذه الكارثة لن تمرّ من دون مسؤولية ومسؤولين عنها.
أيها اللبنانيون،
لقد أصابتنا كارثة، لكنّي واثق أننا سنتعامل معها بمستوى مسؤولية كلّ منا، في أي موقع.
أناشدكم أن نتوحّد اليوم كي ننتصر لشهدائنا ونضمّد جرحانا وجراح الوطن.
إنّني في هذه اللحظة، أتوجّه بنداء عاجل إلى كل الدول الشقيقة والصديقة التي تحب لبنان أن تقف إلى جانب لبنان، وأن تساعدنا على بلسمة جراحنا العميقة.
أيها اللبنانيون،
نحن في مصيبة، لكننا نتحصّن بقوله تعالى: «وبشّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون».
وغرد الرئيس سعد الحريري عبر حسابه على «تويتر»: «بيروت تستغيث والاعصار الذي أصابها يدمي القلوب. الكل مدعو الى نجدتها والتضامن مع اهلنا في كل الاحياء التي تضررت. حجم الخسائر اكبر من ان يوصف، والخسارة الاكبر سقوط عشرات القتلى والجرحى. نسأل الله ان يحمي عاصمتنا وشعبنا من كل مكروه».
وتلقى وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبة اتصالا من نظيره القبرصي وضع خلاله الاخير امكانات بلاده في تصرف لبنان، لمواجهة تداعيات الانفجار الكارثي الذي هز بيروت.
وتابع الوزير وهبة عبر السفارة اللبنانية في باريس الاتصالات مع السلطات الفرنسية لطلب ارسال المساعدات من فرق طبية ومن الدفاع المدني. كما اجرى اتصالاته مع عدد من الدول الصديقة والشقيقة لتنسيق الجهود من اجل تنظيم عملية الاغاثة.
وقرابة العاشرة والنصف ليلا عقد المجلس الاعلى للدفاع اجتماعا طارئاً في قصر بعبدا دعا اليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. حضره رئيس مجلس الوزراء حسان دياب، ووزراء: الدفاع زينة عكر، الداخلية العميد محمد فهمي، المالية غازي وزني، الخارجية شربل وهبة، الاقتصاد راوول نعمة، العدل ماري كلود نجم، الاشغال ميشال نجار، والصحة حمد حسن، بالاضافة إلى قادة الاجهزة الامنية والعسكرية ومدراء المخابرات والمدير العام للجمارك ورئيس المجلس الاعلى للجمارك، مدعي عام التمييز والمدعي العام العسكري، محافظ بيروت ورئيس مرفأ بيروت والامين العام للهيئة العليا للاغاثة والمدير العام للدفاع المدني. وقد بدأ الاجتماع بدقيقة صمت على ارواح شهداء الانفجار.
«الدفاع الأعلى»
وقال الرئيس عون ان كارثة كبرى حلّت بلبنان والمعلومات الاولية تشير الى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى.
واضاف: الغاية من هذا الاجتماع هي اتخاذ الاجراءات القضائية والامنية الضرورية ومساعدة المواطنين ومعالجة المرضى والمحافظة على الممتلكات العامة. ولفت فخامة الرئيس الى ضرورة التحقيق في ما حدث وتحديد المسؤوليات، لا سيما وان تقارير امنية كانت اشارت الى وجود مواد قابلة للاشتعال والانفجار في العنبر الذي وقعت فيه الكارثة.
وقال فخامة الرئيس ان اتصالات عدة وردت من رؤساء وملوك دول عربية واجنبية للتضامن مع لبنان في محنته المستجدة، وتقديم مساعدات عاجلة في مختلف المجالات.
ثم تحدث الرئيس دياب معزياً بالشهداء، ومتمنياً للجرحى الشفاء العاجل، داعياً الى تشكيل لجنة تحقيق تصدر نتائج تحقيقاتها خلال 48 ساعة، وتحديد المسؤولية. وقال دولته: «لن ارتاح كرئيس حكومة حتى نجد المسؤول عما حصل ومحاسبته وانزال اشد العقوبات به لانه من غير المقبول ان تكون شحنة من نيرات الامونيوم تقدر بـ2750 طناً موجودة منذ ست سنوات في مستودع، من دون اتخاذ اجراءات وقائية، وهذا امر غير مقبول ولا يجوز السكوت عنه وتعريض سلامة الاهالي والسكان للخطر. واكد دولة الرئيس على ضرورة اعلان حالة الطوارىء في العاصمة لمدة اسبوعين قابلة للتجديد. وبعد التداول وعرض التقارير التي اعدتها الاجهزة المختصة حول الكارثة، قرر المجلس الاعلى للدفاع رفع التوصيات الآتية الى مجلس الوزراء :
1- اعلان بيروت مدينة منكوبة
2- استنادا الى المادة 3 من قانون الدفاع رقم 102 والمواد 1 و 2 و2و3 و4 من المرسوم الاشتراعي رقم 52 تاريخ 5/8/1968، اعلان حالة الطوارئ في مدينة بيروت لمدة أسبوعين أي من 4/8/2020 لغاية 18/8/2020. وتمارس السلطات المختصة الصلاحيات المنصوص عنها في المرسوم الاشتراعي رقم 52/1968 كما وبالاستناد الى المادة 3 من هذا المرسوم الاشتراعي، تتولى فوراً السلطة العسكرية العليا صلاحية المحافظة على الامن وتوضع تحت تصرفها جميع القوى المسلحة بما فيها قوى الامن الداخلي والامن العام والجمارك ورجال القوى المسلحة في الموانئ والمطار وفي وحدات الحراسة المسلحة ومفارزها بما فيها رجال الإطفاء، وتقوم هذه القوى بواجباتها الأساسية وفقا لقوانينها الخاصة وتحت امرة القيادة العسكرية العليا.
كما تختار السلطة العسكرية العليا بقرار بعض العناصر من هذه القوى لتكليفها بمهام خاصة تتعلق بعمليات الامن وحراسة النقاط الحساسة وعمليات الإنقاذ.
3- تكليف لجنة تحقيق بالاسباب التي ادت الى وقوع هذه الكارثة، على ان ترفع نتيجة التحقيقات الى المراجع القضائية المختصة في مهلة اقصاها 5 ايام من تاريخه، على ان تتخذ اقصى درجات العقوبات بحق المسؤولين.
4- تخصيص اعتمادات للمستشفيات لتغطية النفقات الاستشفائية للجرحى.
5- دفع التعويضات اللازمة لعائلات الشهداء.
6- تحقيق كميات من القمح بعد ان تلفت تلك المخزّنة في الاهراءات.
7- تجهيز مرفأ طرابلس لتأمين العمليات التجارية من استيراد وتصدير.
8- تشكيل خلية ازمة لمتابعة تداعيات هذه الكارثة على الصعد كافة.
9- حصر بيع الطحين للافران.
10- تكليف الهيئة العليا للاغاثة مسح الاضرار بالتنسيق مع الجيش اللبناني.
11- التواصل مع جميع الدول وسفاراتها لتأمين المساعدات والهبات اللازمة وانشاء صندوق خاص لهذه الغاية.
12- تكليف الهيئة العليا للاغاثة تأمين ايواء العائلات التي لم تعد منازلها صالحة للسكن، والتواصل مع وزارة التربية لفتح المدارس لاستقبال هذه العائلات.
13- وضع آلية لاستيراد الزجاج وضبط اسعار المواد التي تستعمل في ترميم الاضرار.
وقرر فخامة الرئيس تحرير الاعتماد الاستثنائي المنصوص عنه في المادة 85 من الدستور وفي موازنة العام 2020، والذي يبلغ 100 مليار ليرة لبنانية ويخصص لظروف استثنائية وطارئة.
كما اعلن دولة الرئيس الحداد الوطني والاقفال لمدة ثلاثة أيام.
ميقاتي وسلام للتضامن والتلاقي