بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 نيسان 2020 11:35ص أوقاف طرابلس: نعاني من توقف شبه كامل للموارد والمداخيل

حجم الخط
اعتبرت دائرة أوقاف طرابلس في بيان أصدرته يتعلق بالوضع الراهن وبخاصة ما يتعلق بالشأن المعيشي ودور الأوقاف في مساعدة المحتاجين، أن "ما نرزح تحته اليوم من ضيق اقتصادي ومعيشي ضاغط وخانق، وكذلك ما نعيشه من ظروف استثنائية بسبب الوباء الجائحة ولا ننسى أيضا الهزة الأرضية الخفيفة التي ضربتنا في منازلنا منذ أيام، وكل ذلك يفرض علينا أولا الرجوع إلى الله تعالى بقوة وجدية وعزيمة بلا تهاون أو تسويف أو تراخ فهو وحده يكشف الكرب ويرفع البلاء".

أضاف البيان: "لا بد من الوعي والتكاتف والبذل وأن يشعر بعضنا ببعض ويعين القادر منا أخاه الملهوف كي يعيننا الله ويرحمنا، وان دائرة أوقاف طرابلس والأقضية التابعة لها ستلتزم بما هو من واجبها ومسؤولياتها تجاه العاملين لديها وعائلاتهم ما استطاعت وبكل ما لديها من إمكانيات، علما أن الدائرة الوقفية اليوم تعاني كما بقية المؤسسات والدوائر في البلد من توقف شبه كامل للموارد والمداخيل، بالإضافة إلى واقعها المالي الصعب أصلا، لأسباب كثيرة جرى توضيحها وتفنيدها في أكثر من مناسبة للرأي العام ولا مجال لإعادتها الآن".

وأشار الى أنه "وبهذا الصدد وإزاء مفاهيم خاطئة ينادي بها بعض الناس وينشرونها في وسائل التواصل مما يؤدي إلى التباس ظالم بحق الأوقاف الإسلامية والقيمين عليها"، موضحا "أن ما ينشره بعض الناس أن من مهام ومسؤوليات دوائر الأوقاف في لبنان سد حاجة المحتاج وإعانة الفقير وجبر الأرملة ورعاية اليتيم، هو أمر مجاف للحقيقة وللواقع الشرعي والقانوني، لأن الأوقاف التي تديرها الدوائر الوقفية في لبنان إنما أوقفها أجدادنا من أهل اليسار لقرابات مخصوصة تحددها حجة الواقف وهي تدور حصرا حول إحياء الشعائر الدينية في المساجد والمدارس والتعليم الديني والمدافن وما يمت إلى ذلك بصلة، وهذا ما يميز دور دوائر الأوقاف عن غيرها من المؤسسات المالية في المجتمع الإسلامي، فدوائر الأوقاف ليس بيت مال المسلمين، ولا هي صندوق زكاة، أو مؤسسة خيرية".

وتابع: "إن ما يطالب به بعض الناس للالتفات إلى سد حاجة الفقراء والمحتاجين ليس من وظيفة دوائر الأوقاف في لبنان، وإنما هو دور الزكاة والصدقات في النظام المالي الإسلامي كما حددت الآية الكريمة (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم)، وكثير من الناس يخلط بينهما للأسف، وينبغي هنا أن ينمي المسلمون بزكواتهم وصدقاتهم موارد صناديق الزكاة في طرابلس والمناطق كي تقوم بمهامها الشرعية تجاه الفقراء وذوي الحاجة بفعالية أكثر وأقوى وأوسع مما تقوم به الآن لأهلنا ومجتمعنا".

كما أوضح أن "هناك أوقافا خاصة للفقراء والمحتاجين تديرها جمعيات وجهات خيرية في المجتمع بموجب حجة وقفية صادرة عن المحاكم الشرعية ولا تتبع دوائر الأوقاف الرسمية، كما أن هناك أوقافا ذرية لها متولون عليها يعينهم القاضي الشرعي ولا يتبعون الدوائر الوقفية أيضا، وقد يكون فيها سهم للفقراء، وهذا ما اقتضى التنويه إليه للرأي العام منعا لتحميل دوائر الأوقاف ما لا تطيق، او ليس عندها شرعا وقانونا واختصاصا".

وختم: "لذلك نهيب بأهلنا في هذه الظروف العصيبة التي نمر بها جميعا، وهذا الألم الذي نشارك به شريحة كبيرة جدا من مجتمعنا أن لا نضيف إلى ألمنا وأزمتنا ظلما آخر، وإفتراءات وتجنيات بحق أنفسنا نحن بغنى عنها، ولا يتحقق عن طريقها أي من المطالب المعيشية المحقة للناس والتي يلزم لتأمينها لهم إمكانات وقدرات لا تتوافر إلا على مستوى الدولة التي هي الجهة الطبيعية المناط بها تحقيق هذه المطالب".