بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 نيسان 2020 12:05م ابن النازح السوري الذي «التهمته النيران» في تعلبايا: الوضع المعيشي أحرق قلب وجسد والدي!

حجم الخط

أثار مشهد الرجل الذي «تلتهمه النيران» في منطقة تعلبايا في البقاع، صدمة في نفوس اللبنانيين والسوريين النازحين في لبنان، حيث اختار النازح بسام حلاق (52 عاماً) انهاء حياته حرقاً بعد أن سكب مادة البنزين على جسده وأضرم فيه ناراً لم يقاومها هارباً.

في البلدة البقاعية حيث يتشارك بسام وعائلته المكوّنة من تسعة أفراد (زوجته وولداه المتزوّجان ولديهما ثلاثة أولاد)، خرج الأب الذي ضاقت به سُبل العيش منزله وتوجّه خلف مستشفى البقاع، التي نُقل إليها وأضرم النار في جسده قبل أن تنتهي حياته على سرير مُصاباً بجروح من الدرجة الثالثة كما أفاد التحقيق الأوّلي لقوى الأمن الداخلي.

الوضع السيّئ التهم والدي

"الوضع المعيشي السيّئ أحرق قلب وجسد والدي" قال هيثم (27 عاماً) لـ"العربية.نت".

وأضاف :" أتى بنا الى لبنان منذ إندلاع الحرب في سوريا وإستقرّينا في بلدة تعلبايا وكان "معلّم باطون". وبدأت أوضاعنا الأقتصادية تتدهور منذ ثلاث سنوات ثم أتت الأزمة الاقتصادية التي يُعاني منها لبنان منذ خريف العام الماضي لتزيد الطّين بلّة".

وتابع : "الضغط الإقتصادي بدأ يزيد علينا، خصوصاً أنني وأخي خسرنا عملنا ولم يعد من مُعيل للعائلة، حتى أننا لم نستطع تأمين ربطة الخبز في بعض الأحيان".

غير مؤهلّين للمساعدات

حاولت عائلة بسام حلاّق النازحة من بلدة درعا السورية مراجعة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين UNHCR مراراً من أجل تسجيل إسمها في برنامج المساعدات التي تقدّمها لكن جواب المنظمة الدولية كان بحسب هيثم "بأننا غير مؤهلّين للمساعدات وهناك سوريون اُولى بها"

وأضاف: "طلبنا منهم تفقّد المنزل الذي نقطن به ليتأكدوا من أننا نحتاج الى المساعدة، لكنهم لم يتجاوبوا معنا".

لم نستطع دفنه في درعا

أمس الإثنين دفنت العائلة من كان يُعيلها، وبدل أن يحتضن تراب درعا السورية جثمانه، دُفن بالقرب من بلدة تعلبايا في البقاع، "لأن عائلته لم تستطع نقله الى سوريا"، بحسب ما أكد ابنه.

وعلى رغم الضجّة التي أثارتها قضية بسام في لبنان وانتشار فيديو عبر مواقع التواصل الإجتماعي، يظهر لحظة سكبه البنزين على جسده واشتعاله، إلا أن الجهات المعنية لم تبادر لتقديم المساعدة لعائلته.

ولا من سأل عنّا

وفي هذا السياق، قالهيثم "تُركنا لحال سبيلنا، لا من يسأل عنّا بعد مصابنا الأليم".

إذا كان الوالد بسام إختار "مُرغماً" الموت بعدما ضاقت به سبُل العيش، فإن خيارات عائلته بعد وفاته باتت ضيّقة، "فالعودة إلى سوريا مستحيلة الان بسبب الأحوال غير المستقرّة هناك، كما أن الأوضاع الإقتصادية في لبنان تزداد سوءاً. "خلّيها عالله"، ختم هيثم حديثه بغصّة.

المصدر: "العربية نت"