بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 نيسان 2020 05:09م اجتماع موسع لنواب وفعاليات طرابلس لمواجهة أزمة الكورونا والأوضاع الاقتصادية

حجم الخط
وسط تدابير أمنية مشددة نفذها عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وتنفيذ عدد من المحتجين اعتصامأ على الطريق المؤدي الى معرض رشيد كرامي الدولي منددين بأهل السلطة وبخاصة نواب ووزراء طرابلس معتبرين أنهم غائبون عن المدينة ولا يتطلعون الى حالها. عقد أقطاب مدينة طرابلس لقاء موسعا في قاعة المؤتمرات في المعرض وحضره الرئيس نجيب ميقاتي والنواب: محمد عبد اللطيف كبارة، فيصل كرامي ، جان عبيد، نقولا نحاس ،علي درويش، ديمة الجمالي، اضافة الى ناصر عدرة ممثلاً النائب سمير الجسر، الوزير السابق اللواء أشرف ريفي، ضياء قطان ممثلاً النائب السابق محمد الصفدي، رؤساء بلديات ونقباء المهن الحرة رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الشمال توفيق دبوسي مدير مرفأ طرابلس أحمد تامر، وممثلين عن مستشفى طرابلس الحكومي اضافة الى الكادر التمريضي في مستشفى الاسلامي الخيري.

الاجتماع استهل بالنشيد الوطني اللبناني ثم ألقى الرئيس ميقاتي كلمة دعا فيها الى بذل كل الجهود من أجل مواجهة انتشار الكورونا وضرورة الوقوف الى جانب أهل طرابلس ومساعدتهم على تخطي الضائقة الاقتصادية والمعيشية ثم كانت كلمات للنواب .

وبعد الاجتماع تلا الرئيس ميقاتي المقررات والاجراءات التي سيتم اتخاذها وقال:" نظراً للظروف الإستثنائية الخطيرة التي تعصف بالبلاد عموماً وبمدينة طرابلس بشكلٍ خاص، تداعينا كأبناء لهذه المدينة العزيزة لنجتمع بصورة طارئة للتداول في تقييم الأوضاع وتحديد أولويات المطالبات المحقة في هذا الظرف الصحي والاقتصادي والاجتماعي الذي لم يشهده العالم منذ عقود.

لقد أثبتت طرابلس في هذه الأزمة أمرين:
الأول، أن التضامن والتكافل بين أهلها وكل مكوناتها من بلديات وجمعيات وتجمعات كان على المستوى الأرفع في كل لبنان، وأن بعض الأصوات التي خرجت "عن حق" مطالبةً بجهود أكثر إنما لم تلامس حقيقة التضامن الفعلي والتكاتف الجدي بين أهل المدينة، إذ إن أغلب المبادرات والإعانات كانت عن سابق إصرار دون إعلان أو إعلام، ودون أصوات مرتفعة.

والأمر الثاني، أنه بفضل الله تعالى ورعايته، تمكن أهل المدينة من تجاوز الموجة الأولى بأقل عدد الإصابات، ما يستدعي الزيادة في الحرص والتشدد في اعتماد التباعد الاجتماعي واتخاذ أقصى درجات الوقاية والتقيد بالحجر المنزلي وعدم الاختلاط.

إننا كأبناء لهذه المدينة الأبية، نتوجه بالشكر والإمتنان لكل مكونات المدينة دون استثناء ونثمن كل المبادرات التي قاموا بها لملء أي فراغ رسمي، ما هو ليس غريبًا عن أصالة أهل المدينة وتكافلهم الاجتماعي.ولكن، ولكي تتكامل الجهود المبذولة من أهلنا في طرابلس لتحقيق الفوائد والنتائج المطلوبة لمواجهة الأزمة بأبعادها كافة، فقد طالب المجتمعون الحكومة اللبنانية بما يلي:

1- إيلاء طرابلس وسائر مدن الفيحاء ووادي النحلة، بل و كل الشمال اهتماماً خاصاً واستثنائياً في خطة دعم الأسر الأكثر حاجة نظراً لارتفاع معدلات الفقر والبطالة في المدينة، فطرابلس والشمال يحتاجان كل الرعاية والدعم من الدولة ومؤسساتها.

2- اعتماد مبدأ العدالة والمساواة في توزيع الأموال بين المناطق والتي خصصت لدعم الطبقات المحتاجة.

3- الطلب إلى معالي وزير الداخلية والبلديات لإيجاد حل سريع لإعادة تفعيل العمل في اتحاد بلديات الفيحاء، نظراً للدور الكبير والمساعدة الفعالة التي يمكن أن يقدمها لأبناء الفيحاء كافة، ولإعادة تفعيل عمل بلدية الميناء حتى تتمكن بدورها، ومن مال المكلّفين فيها، من مساعدة الفئات المحتاجة من صندوق البلدية خصوصاً وأن المدينة تحتضن أعداداً كبيرة من الصيادين وعمال المرفأ والمياومين وغيرهم ممّن سُدّت أمامهم سبل الرزق.

4- تعزيز قدرات مستشفى طرابلس الحكومي في التصدي لوباء "كورونا" عبر توفير الطواقم المتخصصة لتمكينه من إجراء الفحوصات اللازمة "pcr" بأسرع وقت ولأكبر شريحة، خصوصاً وأن التجهيزات المادية قد اكتملت بدعم من المؤسسات الأهلية.

5- تخصيص أماكن للحجر الصحي بشكل رسمي وتجهيزها بما يلزم لأداء المهمات المطلوبة فيها.

6- توسيع خطة إعادة أبنائنا الموجودين في الخارج والراغبين أو المرغمين على العودة إلى بلدهم لأسباب مختلفة لكي تطال بلدان أكثر، خاصة بعد ما وصلتنا مناشدات من أهلنا في بلدان لم تسَيَّر إليها رحلات بعد.

7- إيجاد حل جذري لمشكلة اكتظاظ السجون عن طريق الإسراع بإقرار قانون العفو العام عن المساجين، وإن كانت السلطات القضائية مشكورة تعمل بالتنسيق مع نقابتي المحامين على التسريع في بتّ طلبات تخلية السبيل، إلا أن هذه الآلية لا يمكن أن تكون هي الحل الناجز لمثل هذه المشكلة.

وقد ثمّن المجتمعون مبادرة بلدية طرابلس بتخصيص مبلغ وقدره ثلاثة مليارات ليرة لبنانية من أموال المكلفين لتوزيعه على العائلات التي تحتاج إلى العون في هذه المرحلة، وهو شكل من أشكال التضامن والتكافل بين أبناء المدينة كافة.

كذلك ثّمّن المجتمعون كل الجهود التي بذلتها بعض المستشفيات الخاصة في طرابلس من خلال تخصيصها أجنحة وعدداَ من الأسرة لاستقبال ومعالجة المصابين بفيروس كورونا، كما وثمنوا مبادرات من وضع مؤسساته من مستشفيات ومستوصفات بتصرف وزارة الصحة. و طالبوا الدولة و كل المؤسسات الضامنة دفع مستحقات المستشفيات فورًا و دون إبطاء كي تتمكن من الاستمرار بعملها ودفع اجور موظفيها وشراء المستلزمات الطبية اللازمة.

وطلب المجتمعون من كل القيّمين على المؤسسات والجمعيات الخيرية والأهلية أن تسعى أن تتكامل الجهود فيما بينها تحت مظلة البلدية، وبعيداً عن السياسة والتسييس، لضمان توحيد قاعدة بيانات المستفيدين من خدمات هذه المؤسسات والجمعيات كي تتمكن من تغطية كل المحتاجين دون استثناء ودون تكرار أو سوء توزيع، ونحن على بعد أيام قليلة من شهر رمضان المبارك، شهر الخير والزكاة والصدقات، ولكي تستطيع مخاطبة الجهات المانحة بشفافية ووضوح و الاستناد إلى قاعدة بيانات واضحة وشفافة و الى بروتوكول موقع فيما بينها.

وناشد المجتمعون أهل المدينة الأعزاء ضرورة التنبه وتطبيق مبدأ التباعد الاجتماعي في هذه المرحلة، حمايةً لأنفسهم وأولادهم وأهلهم.

وفي الختام، خلُص المجتمعون إلى تأليف لجنة متابعة وتنسيق دائمة لإبقاء التواصل مستمراً فيما بينهم ونحن على مشارف شهر رمضان المبارك، على أن تكون مهمة هذه اللجنة الأولى والأساسية إطلاق حملة للتكافل الاجتماعي على أوسع نطاق بالتعاون مع كل المؤسسات المعنية، ومتابعة الوضع الصحي الناتج عن وباء الكورونا في المدينة فحصاً وحجراً واستشفاءً وتعقيماً متمنّين للبنانيين جميعًا، المسيحيين منهم فصحًا مجيدًا والمسلمين صوماً مباركاً عسى أن يعيد الله "عز جل" هذه الأيام ولبنان قد تعافى من كل الأوبئة والأمراض والأزمات التي أصابته.

وختم كلمته بتوجيه تحية الى الجيش اللبناني والقوى الأمنية لمواكبتهم التدابير والقرارات الصادرة عن الحكومة لجهة التعبئة العامة.