احتجاجا على عدم قدرتهم تسلم الدواء من الشركات نفذ أصحاب الصيدليات في طرابلس وقفة احتجاجية أمام محلات رفعت الحلاب في منطقة الجميزات وصدر عن المحتجين البيان التالي:"منذ الأزل و مهنة الصيدلة تمتاز بأنها مهنة إنسانية، يمارسها الصيادلة ليحققوا أمرين، سعادتنا بشفاء المريض، و بعض المال لنقتات و عائلاتنا منه. الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، حولت هذه المهنة من منحة إلى محنة، فمنذ عام ٢٠١٥ و الصيادلة يدفعون ثمن الدعايات الشعبية التي يُمارسها وزراء الصحة المتعاقبون، فتخفيف الحمل عن كاهل المواطن، يدفعه الصيادلة.
و اليوم وصلنا إلى أسوأ أيامنا، فلم تعد المهنة تؤمن لنا قوت يومنا، إضافة إلى ذلك فقد حرمونا مُتعة تخفيف الألم عن المريض عندما حرمونا الأدوية التي من خلالها نعالج مرضانا، فالحرب على هذا القطاع ليست مادية فحسب بل هي إنسانية أيضا، فبأي حق تُحرم الصيدلية من إستلام حاجتها من الأدوية التي تحتاجها؟ و كيف للمواطن أن يطمئن و لا يشعر بالقلق إذا ما تعذر عليه إيجاد دوائه و خصوصا مرضى الأمراض المزمنة؟
تحركنا اليوم يحمل عدة رسائل :
أولاً: إلى نقابتنا الموقرة، أنت ملاذنا و ملجؤنا، نتمنى عليك التحرك السريع و رمي كل الإعتبارات السياسية خلف ظهرك، لأن الأمر مسّ بصحة و سلامة المرضى.
ثانياً : إلى وزارة الصحة، أين رقابتك على مصانع الدواء المحلية، و على مستوردي الأدوية؟
ثالثاً : إلى البنك المركزي، إنّ مجرد التلميح برفع الدعم عن الدواء، سيجعل معظم الشعب اللبناني غير قادر على شراء دوائه، ما سيجعلك مسؤولا عن كل روح تُزهق بسبب عدم قدرتها على شراء الدواء
رابعاً : إلى شعبنا الذي نعتذر منه بداية على إقفالنا اليوم، فلم نُقفل إلا تضامنا معه، فنحن لسنا تجار دواء كي يتهمنا البعض أننا نحتكر بيع الدواء، و إنما نتحرك اليوم لأننا لم نعد نحصل على أدويتكم التي تحتاجونها، فنتمنى منكم الوقوف إلى جانبنا و دعمنا في تحركاتنا القادمة، لأننا الحارس الصحي المؤتمن عليكم.
إن قلّ الوقود، فربما نستخدم للتنقل الدواب،
و إن شحّ الطحين، فربما نستخدم للأكل الأرز و الحبوب
لكن ماذا نفعل إن نَدُرَ الدواء ؟؟؟