بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 آذار 2021 12:28م «الأسوأ لم يحدث بعد».. وسائل إعلام خارجيّة ترصد «إثنين الغضب اللبنانيّ»

حجم الخط

يغرق لبنان يومًا بعد آخر، في دوّامة الانهيار الاقتصاديّ التي يتخبّط فيها منذ أكثر من عام ونصف، وسط صرخات الجوع والغلاء الفاحش الذي بات يستفحل في الأسواق، ويحرم المواطن من موادّ أساسيّة مهدّد أصلًا بفقدانها، في ظلّ تسجيل الليرة في الأيام الأخيرة انخفاضًا قياسيًا غير مسبوق، مع اقتراب سعر الصرف مقابل الدولار من عتبة 11 ألفًا في السوق السوداء، فيما "الأسوأ لم يحدث بعد".

هذه الصورة القاتمة، التي عكستها أيضًا الفيديوهات التي انتشرت مؤخرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ عن تهافت المواطنين على شراء السلع الغذائيّة، خوفًا من فقدانها أو من الارتفاع الجنونيّ في أسعارها، التي تتأرجح ما بين لحظة وأخرى، بحسب سعر الصرف، جذبت بدورها اهتمام وسائل إعلام عربيّة وعالميّة، باتت تتابع عن كثب "يوم الغضب" اللبنانيّ، في بلد يعيش أكثر من نصف سكانه تحت خط الفقر وترتفع فيه معدلات البطالة تدريجيًا.


فقد غطّت "اندبندنت عربيّة" حركة الشارع اللبنانيّ الذي تقطّعت أوصاله، مشيرة إلى الحركة الواسعة لإقفال الطرق الرئيسة والفرعيّة في معظم مناطق البلاد منذ ساعات الصباح الباكر، احتجاجًا على التدهور الاقتصادي الكارثيّ، إضافة إلى التحرّك الاحتجاجيّ الذي ينظّمه أولياء الطلاب في الجامعات الأجنبيّة، والذين يعانون من الضوابط القاسية على حركة تحويل الأموال من وإلى لبنان. كما تطرّقت إلى الزحمة الكبيرة التي شهدتها محطات المحروقات في الجنوب، مع الإشارة إلى أنّ بعضها رفعت خراطيمها لعدم توفر مادة البنزين.

من ناحيتها، نقلت "وكالة الصحافة الفرنسيّة"، عن إحدى المتظاهرات المشاركات في حركة إقفال الطرق التي تشهدها البلاد قولها: "أغلقنا كلّ الطرق في المنطقة اليوم لنقول للجميع: انتهى الأمر، لم يعد لدينا ما نخسره، حتى كرامتنا خسرناها".

الوكالة لفتت حوادث صادمة شهدتها محال بيع المواد الغذائيّة في الأيام الأخيرة، مع التهافت على شراء سلع مدعومة، لم تمرّ من دون صدامات. فيما حذّر تقرير لمرصد الأزمة في الجامعة الأميركيّة في بيروت، وهو مبادرة بحثيّة تهدف إلى دراسة تداعيات الأزمات المتعدّدة في لبنان وطرق مقاربتها، اليوم الإثنين، من أنّه و"إن ظهرت تداعيات انهيار قيمة الليرة جليًا في تدهور القدرة الشرائيّة للّبنانيّين والمقيمين في لبنان، وما يرافق ذلك من تنافس محموم وأحيانًا عنيف على ما يعرض من سلع وبضائع مدعومة في بعض المحلات، فإنّ الأسوأ لم يحدث بعد".

بدورها، أشارت "روسيا اليوم"، إلى أنّ المحتجّين في لبنان، أعلنوا أنّ اليوم هو "إثنين الغضب"، وقطعوا الطرقات بالإطارات المشتعلة منذ ساعات الصباح. فيما نقلت عن "إحدى الصفحات الأساسيّة في هذه الاحتجاجات: "تذكروا إنو القصة مش قصة دولار بـ10 آلاف.. القصة قصّة عصابة سرقت العالم (الناس)، وقتلتهم، وشرّدتهم، ونهبت ممتلكاتهم، ولازم يسقطوا ويتحاكموا كلهم.. ما تخلوّهم ينسّوكم القصة الحقيقيّة"، مع "هاشتاغ" أساسي لدى المتظاهرين وهو #لبنان_ينتفض، و#اثنين_الغضب".


أمّا "سكاي نيوز عربيّة"، فوصّفت الأوضاع قائلة: استفاق اللبنانيون على رائحة نيران إطارات الغضب المشتعلة في كافة المناطق، تلبية للدعوات إلى قطع الطرقات تحت عنوان "إثنين الغضب"، معتبرة أنّه "وفيما بدت مشاهد اللبنانيّين وهم يتقاتلون على علبة الحليب، تمثّلت المشاهد الأكثر قسوة بأرتال من شاحنات الأرز والسكر المدعوم تعبر إلى سوريا، وسط استنكار من المواطنين، عبّروا عنه على صفحات التواصل الاجتماعي".

وكالة "الأناضول"، وفيما لفتت إلى تصاعد الاحتجاجات عقب تسجيل الليرة انهيارًا تاريخيًا، نقلت عن صحف لبنانيّة تحذيرات من "مخاطر حقيقيّة" قد تشهدها الأيام المقبلة، من جراء استمرار تدهور الأوضاع على مختلف الصعد. كما أشارت الوكالة إلى أنّلبنان لم يتمكن حتى الآن من تشكيل حكومة جديدة، من جراء خلافات بين القوى السياسيّة، معتبرة أنّ البلد يمرّ بأزمة سياسيّة واقتصاديّة هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهليّة (1975_1990).

لم يغِب "إثنين الغضب" اللبنانيّ إذًا، عن العناوين الرئيسيّة لغالبيّة الوكالات ووسائل الإعلام العربيّة والعالميّة، التي حاولت استنباط ما يمكن أن تحمله الأيام المقبلة من تطوّرات للأزمة التي أنهكت كاهل المواطن وفجّرت غضبه على طبقة سياسيّة يُحمّلها نتيجة الانهيار الاقتصاديّ الذي دمّر قدرته الشرائيّة، وبات يُنذر بـ "مجاعة" لطالما حذّرت منها هيئات أمميّة عدّة.