بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 أيلول 2018 12:08ص التعرُّض للكويت وأميرها يواجه بالمزيد من المواقف المستنكرة لدولة وقفت دائماً مع لبنان

الجميّل يتصل بالقناعي متضامناً والنواب يؤكِّدون لـ «اللواء» التمسُّك بالعلاقة الأخوية

الرئيس أمين الجميل الرئيس أمين الجميل
حجم الخط
تجاوز لبنان قطوعا كبيرا كان من شأنه ان يهدد علاقته مع دولة الكويت الشقيقة، لولا تلقف لبنان الرسمي الامر، بدءا بالرؤساء الثلاثة ووزارة الخارجية، مرورا بتحرك القضاء، وصولا الى موجة استنكار عارمة، رافقت الكلام الذي صدر امس الاول على لسان سالم زهران، والذي اعتبر بمثابة التعرض لأمير دولة صديقة لها اياد بيضاء على لبنان، ما استدعى تحركا سريعا لمواجهة اي اهداف مقصودة للنيل من العلاقة التاريخية والأخوية بين البلدين.
وبعد تحرك القضاء واحالة الملف الى النيابة العامة الإستئنافية، صدرت المزيد من المواقف المستنكرة التعرض لأمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، بما يؤكد الإجماع اللبناني على الإشادة بدور الكويت في مساندة لبنان ودعمه، ولما لدولة الكويت من محطات تاريخية، وقفت خلالها الى جانب لبنان، في زمن الحرب كما في زمن السلم.
وفي تحركات الأمس، اتصل الرئيس أمين الجميّل بسفير دولة الكويت في بيروت عبد العال القناعي مؤكداً تضامنه الكامل مع دولة الكويت وأمير البلاد والشعب الكويتي الشقيق.
وأثنى الرئيس الجميّل على التاريخ الصلب بين البلدين، واقامة اللبنانيين في الكويت، بلدهم الثاني، وكذلك الامر بالنسبة للكويتيين في لبنان»، مذكرا بالمبادرات الكويتية التي كانت الحاضر الدائم في الزمن اللبناني الصعب والسهل في آن، وهي مبادرات اتسمت بالأخوّة والسخاء في زمن الضيق والشدة وبخاصة في محو آثار العدوان الاسرائيلي على لبنان من خلال قيادة حركة انماء واعمار كان لبنان أحوج ما يكون اليها.
واعتبر الجميّل «ان الشجب في هذا المقام غير مفيد لرسوخ العلاقات وعلوها، بحيث لا تعير أي اهتمام لاصوات النشاز».
الصايغ
وفي هذا الإطار، إستطلعت «اللواء» عددا من المواقف التي جمعت مختلف الكتل النيابية، فأكد عضو «كتلة اللقاء الديموقراطي» النائب فيصل الصايغ ان للكويت، اميرا وحكومة وشعبا، الكثير من المواقف الإيجابية الى جانب لبنان، ووقفت مع لبنان وساعدته في الكثير من أزماته، وهذا الأمر ليس بالجديد، بل ما بين الكويت ولبنان، تاريخ طويل من العلاقة التاريخية، وسمو الأمير عندما كان وزيرا للخارجية لعب دورا اساسيا عبر اللجنة الثلاثية، لمساعدة لبنان على تجاوز المطبات التي وقع بها، وللكويت الكثير من المحطات المشرفة، اكان على الصعيد السياسي او الدعم الإقتصادي، عبر صندوق النقد الكويتي، والمشاريع الإنمائية، واهل الكويت لطالما كانوا يعيشون في لبنان في مناطق الإصطياف لنا معهم علاقة ودية ومحببة، بغض النظر عن ما قدمته وتقدمه الدولة على الصعيد الرسمي. والكويت كانت دائما صديقة للبنان ولشعب لبنان، ولم تكن تتدخل في الصراعات الداخلية، بل ساهمت في تهدئة الأمور والخلافات بين الاخ واخيه.
ومن المؤسف، ان تصدر اصوات من هنا او هناك، تمس بأمير الكويت، وهذا الأمر لا يمثلنا ولا يشبهنا، بل على العكس، إن الإجماع الذي ظهر بالأمس، يؤكد ان لبنان الرسمي والشعبي، يستنكر هذا النهج المسيء، ويدين التطاول على الكويت واميرها، وهو ما نرفضه جملة وتفصيلا، وهذا الكلام لا يمس الا صاحبه الذي لا يمثل الا نفسه، فيما الجهات الرسمية تلافت الأمر بكل وعي وادراك لخطورة النيل من اي دولة عربية شقيقة، كان لها الباع الطويل في مساندة لبنان، وما جاء على لسان رئيس «الحزب التقدمي الإشتراكي» وليد بك يمثلنا جميعا.
موسى
وشدد عضو «كتلة التنمية والتحرير» النائب ميشال موسى بعد تبنيه لموقف رئيس مجلس النواب نبيه بري المستنكر والمدين لأي مس بالعلاقات العربية، مشيرا ان الكويت كانت دائما صديقة للبنان، بكل الظروف والاحوال، والعلاقات التاريخية وطيدة على الدوام، واللبنانيون  في الكويت هم عنصر ناشط اقتصاديا، والأخوة الكويتيون مرحب بهم دائما في لبنان.
والعلاقات التاريخية بين لبنان والكويت، سوف تبقى بحكمة القيادات قائمة، ومحبة الشعب اللبناني للشعب الكويتي الشقيق، لا مجال للتشكيك بها، ولا مصلحة لأحد بالتطاول على هذه الدولة الشقيقة او الإساءة اليها او التعرض لها، ونحن نكن لها كل الإحترام والتقدير والمحبة.
ومن واجب لبنان، الحفاظ على علاقاته السوية مع الدول الصديقة والشقيقة، فكيف اذا كانت هذه العلاقة لا تشوبها شائبة، بل هي علاقة تاريخية، وعاصرت الكثير من الوقفات الأخوية والإيجابية بين البلدين، في كل المراحل والمحطات.
قاطيشا
من جهته، عضو «تكتل الجمهورية القوية» النائب وهبه قاطيشا شدد على الكويت هي دولة شقيقة قريبة جدا من لبنان ولها علاقات مميزة مع لبنان، ونحن نأسف لأبواق تتهجم على الكويت واميرها، بما استدعى تدخل رئيس الجمهورية، لإعادة هذه العلاقات الى تميزها، وعليه فكل من يتعرض لدولة عربية ضمن الجامعة العربية، يجب على القضاء التدخل لمحاسبته ومعاقبته، وكيف الأمر حين يتعلق بالكويت التي لها علاقات تاريخية وباع طويل مع لبنان، وهي لا تتدخل بأمورنا الداخلية، فلماذا نحن نتدخل بشؤونها، هذا امر مستهجن، من قبلنا كقوات وكنواب، لا سيما استهداف امير بدولة لها فضل كبير ومساعدات كثيرة للبنان، بالإضافة ان رعاياها ايضا يحبون لبنان واهله ويصطافون فيه ولهم مصالح في لبنان، ولدينا ايضا في المقابل، جالية لبنانية مهمة في الكويت، ومن الواجب على الجميع تلاقي كل ما يمكنه ان يؤثر سلبا على علاقات لبنان مع اشقائه العرب، خصوصا للذين لهم وقفات مضئية مع لبنان في الكثير من المحطات التاريخية.
عون
واكد عضو «تكتل لبنان القوي» النائب سليم عون على موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي صدر عقب اتصاله بأمير الكويت، واعتبر ان موقف رئيس الجمهورية والمواقف التي صدرت عن الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، تخطت كل الأمور، ولا يمكن ان يضاف اليها شيء، بإستثناء ان الكويت بالأمس واليوم، لم نرَ منها الا كل الإيجابيات، ووقفت مع لبنان في السراء والضراء، ولم تنخرط مع فريق ضد الاخر او مع طائفة دون الأخرى، وهي لم تتدخل في الشؤون الداخلية للبنان، بل كانت دائما مؤيدة وداعمة للدولة اللبنانية، وفي الداخل حافظت على العلاقات مع كل الاطراف السياسيين والمرجعيات، ومن هنا فلا نرى من مصلحة للبنان الإساءة لهذه الدولة، ولا يحق لنا ان نتدخل بأمورها الداخلية، وعليه ما عبر عنه وزير الخارجية جبران باسيل، وكل لبنان الرسمي، هو الموقف السليم، ونحن كأحزاب وتيارات نعتبر ان هناك اجماعا لبنانيا للحفاظ على العلاقة الجيدة والإيجابية مع دولة الكويت، من جهة، ومن جهة ثانية، نحن نقدر مواقفها الداعمة للبنان، ومن البديهي ان تكون المواقف جامعة وصادقة تجاهها، وليس مجاملة.
على كل حال، لا ضرورة لإعطاء الموضوع اكبر من حجمه، لان الشخص الذي صدر عنه الكلام لا يمثل إلا نفسه، ولا صفة تمثيلية له، وإذا كان الكلام فهم كإساءة لدولة الكويت، فإن التوضيح الذي صدر على لسان القيادات الرسمية، ورغم رفضنا وإدانتنا وإستنكارنا لأي مس بهذه الدولة، او التدخل بشؤون الدول العربية الأخرى، فان المسؤولين تداركوا المسألة بكل حكمة، ولا إحراج في التوضيح والإضاءة على العلاقة التاريخية بين البلدين، لا سيما وان الكويت في تاريخها، لم تتسبب بأي إساءة تجاه لبنان، وبالتالي اي تعرض لها فيه الكثير من الظلم، ونحن نكنّ لها كل الإحترام والتقدير، لا بل نتمسك بصلابة العلاقة بين البلدين كما قال فخافة الرئيس. 
علم الدين
وشدد عضو «كتلة المستقبل النيابية» النائب عثمان علم الدين ان الأمور واضحة ولا تحتاج الى مواربة، ومن الواجب القول انه في اطار الوفاء والصداقة والعلاقة التاريخية، ان الدول الصديقة الشقيقة العربية والتي دائما ما وقفت الى جانب لبنان، والسؤال الأهم ماذا فعلت دول الكويت تجاه لبنان في أزماته وفي زمن الحرب والسلم، اكان على صعيد المساعدات او صندوق النقد الكويتي او الهبات والمكرمات، والكثير الكثير، ومن اقل الواجب ان نحترم الصداقة العربية، بدلا من التؤثر بكلام موظفي السفارات الذين يغيرون هويتهم ومواقفهم حسب المطلوب، التي لا هدف لها الا التهليل للمشروع الفارسي في المنطقة. ومن الواضح ان الجميع اظهر بالأمس من خلال الإجماع ، الذي تجلى على لسان الرؤساء الثلاثة، رفضه لأخذ البلد الى محاور خارجة عن إنتماءاتنا وهويتنا، فنحن هويتنا عربية وتاريخنا عربي حافل بالمواقف المشرفة، وكل المواقف التي اتخذت انما تصب لمصلحة البلد، ولمصلحة المشروع العربي وليس لمشروع حماية النظام السوري او ولاية الفقيه. 
الكويت دائما ما كانت الى جانب لبنان في الحرب والسلم، وفي حرب تموز التي شنها العدو الإسرائيلي على لبنان، لم تفرق الكويت بين مذهب وآخر، او منطقة واخرى، ومن اقل الواجب حفط الجميل لهذه الدولة العربية الشقيقة.
ومن المعلوم ان من يرغب بإهتزاز العلاقة مع هذه الدول، انما يضرب بالعمق مبدأ النأي بالنفس، الذي لا يكون من خلال المهمات في سوريا واليمن والإعتداء على السعودية والكويت، بل بالحفاظ على مصلحة البلد وعمقها التاريخي. وليس مقبولا هذا الأمر بإفتعال مشاكل وخلافات مع الدول التي دائما ما كانت لها ايادٍ بيضاء على لبنان، وأي كلام آخر لا يعدو كونه من الصغائر الذي لا يعبر عن اللبنانيين ومواقفهم، اكان لبنان الرسمي او الشعبي، واي محاولة لتغيير إستراتيجية لبنان ووجهه العربي ستواجه من قبل الجميع، وما صدر عن الرئيس سعد الحريري في هذا المجال يعبر عن كل مواقفنا تجاه المملكة العربية السعودية والكويت ودول الخليج، التي كانت وستبقى الى جانب لبنان، ونحن بدورنا يجب ان نتمسك بكل ما من شانه ان يحافظ على هذه العلاقات.
درويش
واكد عضو «كتلة الوسط المستقل» النائب علي درويش ان «ما تكلم عنه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحصل عليه اجماع من قبل كل القيادات السياسية، يجب ان لا يتم التعرض لأي دولة عربية، كما نؤكد على البيان الذي صدر عن الرئيس نجيب ميقاتي، لجهة تعزيز العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة، فكيف بالحري الدول العربية، ودولة الكويت التي لها ايادٍ بيضاء على لبنان، وهو ليس لمصلحة لبنان. والأجدر ان نركز على الشأن العام الداخلي والإقتصادي، وان تشكل الحكومة باسرع وقت ممكن، لآن البلد مجمد ولا يحتاج لمزيد من التوترات– وما سمعناه من وزير المال حول المؤشرات الإقتصادية لا يبشر بالخير-  اكان في الداخل او على مستوى علاقات لبنان الخارجية.
ونحن اطلقنا الصرخة بهذا الموضوع، ومن المهم الإبتعاد عن اي امر يؤجج الخلافات الداخلية، ومن هنا كان المطلب بتشكيل حكومة وحدة وطنية، لان البلد لا يمكن ان يترك على ما هو عليه، ويجب ان يكون هناك من يتحمل المسؤوليات، بكل جوانبها، السياسية والإقتصادية والإجتماعية.
ونحن نعتبر ما ورد في بيان «كتلة الوسط المستقل» ، يمثلنا جميعا، ونحن نكنّ للكويت قيادة وشعبا، كل الإحترام والتقدير لدورها الإيجابي الى جانب لبنان في كل الأزمات، ومن هنا المطلوب الإبتعاد عن اي لغة تصعيدية تؤذي البلد، مع اي جهة كانت، ولا مصلحة لرفع وتيرة الخطاب تجاه الدول العربية، وتعتبر ان اثارة الحساسيات مع اي دولة ينعكس سلبا على لبنان، خاصة الوضع الإقتصادي في ظل المخاطر المتراكمة، بعد ان لامسنا الخطوط الحمر في كثير من الأمور. ونؤكد على علاقتنا التاريخية العميقة مع دولة الكويت، اميرا وحكومة وشعبا، وما صدر عن الرئيس ميقاتي بالأمس في هذا المجال يمثلنا جميعا. 
مواقف رافضة 
وفي المواقف ايضا، وجه رئيس المركز الثقافي الإسلامي الدكتور عمر مسيكة رسالة استنكار الى السفير الكويتي في لبنان عبد العال القناعي بإسم جميع مجلس الأمناء، اعرب فيها عن تقديره للدور الكبير لدولة الكويت الشقيق على صعيد العالم العربي وفي المحافل الدولية وفي القضايا المصيرية: الإجتماعية والإنسانية والإقتصادية. 
ورأى ان دولة الكويت فوق كل هذه العبارات والأضاليل والأكاذيب التي يحاول بعض المصطادين بالماء العكر نشرها، ونحن لا ننسى للكويت اميرا وشعبا، وقوفها الى جانب لبنان في السراء والضراء، وذلك نابع من قوة العلاقة القوية والمتينة، والروابط التي تربط لبنان مع دولة الكويت الشقيقة.
واستنكرت جمعية الفتوة الإسلامية والمؤسسات التابعة لها بشدة الإساءة والتطاول على دولة الكويت الشقيقة، والتعرض الارعن والتحريض المشين على مقام اميرها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي يقف الى جانب لبنان في كل قاضاياه وفي محنته ودعم اقتصاده ونهضته واحتضان شعبه في كال المجالات، والصلة الوثيقة بين البلدين لن يعكر صفوها اضاليل وإفتراءات، وسيبقى لبنان وشعبه وفياً للكويت وشعبه وقيادته الحكيمة التي تبذل الجهود الطيبة لما فيه خير العالمين العربي والإسلامي.
وأصدر رئيس «جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون» وأمين عام «تجمع البيوت الثقافية لبنان» شوقي دلال، بيانا إستنكر فيه «أي تعرض أو مس لمقام صاحب السمو أمير الكويت وللدولة الشقيقة الكويت من أي جهة كانت لما لصاحب السمو من تاريخ مجيد في إحترام الآخر والعمل الإنساني والعطاء والخير حتى إستحق من الأمم المتحدة أن يكون الرجل الوحيد عالميا قائدا للعمل الإنساني والخيري، ولا ننسى أفضاله ومكارم دولة الكويت الشقيقة تجاه لبنان والعلاقة التاريخية التي تربط بلدينا الشقيقين وستستمر».
واستنكر رئيس نقابة المقاولين عضو الهيئات الاقتصادية المهندس مارون الحلو «الاساءة الى دولة الكويت وأميرها «. واعتبر، في بيان، أن «هذا الأسلوب لا يمت بأي صلة الى ثقافة اللبنانيين وأخلاقهم الذين يحرصون أشد الحرص على علاقة المودة والمحبة مع مختلف الدول الصديقة والشقيقة، خصوصا دولة الكويت التي كانت على الدوام الى جانب لبنان في السراء والضراء، ولم تتوان يوما عن دعم بلدنا ومساعدته على تخطي ازماته على اختلافها».