مع دخول
الانتفاضة الشعبيّة يومها الثاني والعشرين اليوم، شكّل الحراك الطلابيّ الذي شكّل
مفاجأة "الثورة"، محطّ متابعة، ليس فقط من قبل الإعلام اللبنانيّ، الذي
أثنى على وعي الجيل الشاب، بل من قبل الإعلام العربيّ والعالميّ أيضًا، الذي تابع
هذه التحركات باهتمام لافت.
فقد أشارت
"وكالة الصحافة الفرنسيّة"، إلى أنّ الحراك الشعبيّ غير المسبوق في
لبنان دخل أسبوعه الرابع، حيث نزل آلاف الطلاب إلى الشوارع لليوم الثاني على
التوالي في مناطق مختلفة من البلاد، لضمّ أصواتهم إلى الأصوات المطالبة برحيل
الطبقة السياسيّة.
الوكالة توقّفت
عند اللافتات التي رُفعت، وكُتب على إحداها "لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط
الرئيس"، وعلى أخرى "ماذا لو كان لدينا طاقم سياسي شاب ومثقف ونظيف
وكفؤ"؟
كذلك نقلت
الهتافات والمناشدات التي أطلقها الطلاب خلال اعتصاماتهم، منها "ليس لدينا
فرص عمل في البلد، عندما ندرس هدفنا هو دائمًا السفر إلى الخارج، بينما هدفنا يجب
أن يكون تطوير البلد والعمل فيه وتحسين اقتصادنا".
كما أشار الطلاب
إلى الأقساط الباهظة التي تفرضها المدارس الخاصة "الناس غير قادرين على
دفعها، الناس يموتون من الجوع من أجل أولادهم".
فيما شدّد عدد
منهم على أنّنا "هنا نتعلم أموراً أهم من تلك التي نتعلمها في المدرسة، نتعلم
كيف نبني وطننا، نطالب بأدنى حقوقنا، أن نتخرج ونجد فرصة عمل وألا نأخذ شهادتنا
لنعلقها فقط على الجدران".
الوكالة أوضحت
أيضًا أنّ الحراك الطلابيّ امتدّ في جميع أنحاء لبنان، وانتقل التلاميذ من مدرسة
إلى أخرى داعين زملاءهم إلى الالتحاق بالحراك، وهم يحملون حقائبهم المدرسية على
ظهورهم ويلفون أكتافهم بالعلم اللبنانيّ، واحتشدوا في مناطق مختلفة أمام مصارف
ومدارس وجامعات ومرافق عامة.
أمّا وكالة
"سبوتنيك" فلفتت إلى أنّ "الاحتجاجات تتواصل في لبنان، لليوم
الثاني والعشرين على التوالي، للضغط على الطبقة السياسية للإسراع في تأليف حكومة
من اختصاصيين حياديين"، مشيرة إلى أنّ المحتجين اعتمدوا "استراتيجيّة
جديدة تقوم على الاعتصام والتظاهر أمام المرافق والمؤسسات العامة كلّ يوم،
بالتزامن مع تظاهر الآلاف من طلاب المدارس والجامعات".
كما نقلت صرخات
المتظاهرين الذين قالوا "قتلونا بكلّ شيء، حتى الهواء الذي نتنفسه ملوّث،
سرطان بالطعام والمياه، عملوا على تهجير أولادنا، إبني عمره 17 سنة سافر إلى
الخارج لأنني لا أستطيع أن أعلّمه في لبنان".
المتظاهرون
طالبوا أيضًا "بتغيير المناهج، لأنّها سيئة، الطلاب تغيّرت عقولهم والمناهج
لم تتغير، وتحسين المدارس الرسمية لأنني أحب وضع إبني في مدرسة رسمية ولكن ليس لدي
ثقة".
من ناحيتها،
أفادت "روسيا اليوم" بأنّ التظاهرات الطلابيّة عمّت مختلف المناطق
اللبنانيّة من طرابلس وجبيل والبترون شمالا، إلى المتن وكسروان وبعبدا وبعلبك،
فحاصبيا والنبطية وصيدا وصور جنوب لبنان، وغيرها من المناطق، بمواكبة أمنيّة حفاظا
على سلامة الطلاب، موضحة أنّ المحتجين عمدوا لليوم الثاني على التوالي، إلى إغلاق
عدد من المؤسسات والمرافق العامّة والمصارف.
بدورها، شدّدت
وكالة "الأناضول" على أنّ الفئات الطلابيّة وبعد أن انضمت إلى التحرّكات
الشعبيّة منذ يوم أمس الأربعاء، تظاهر طلاب المدارس والجامعات اللبنانية اليوم، في
الوقت الذي لا يزال المحتجّون يواصلون تحرّكاتهم عبر إغلاق مرافق حيويّة في
البلاد، مشيرة إلى أنّ المسيرات الطلابيّة انطلقت في مناطق لبنانيّة عدّة،
مُتّجهةً نحو عدد من المقرّات الخدماتيّة والحيويّة للاحتجاج أمامها.
الوكالة أشارت
إلى أن المحتجّين رفعوا الأعلام اللبنانيّة ولافتات تطالب باستحداث مدارس حكوميّة
وتندد بارتفاع قيمة الأقساط في المدارس الخاصّة.
كذلك، أشارت
"العربيّة" إلى أنّ الطرقات امتلأت بآلاف الطلاب في مدن لبنانيّة عدة من
الشمال إلى الجنوب. فقد تظاهر آلاف التلاميذ والطلاب اللبنانيين أمام إدارات عامة
ومدارس وجامعات في مناطق مختلفة، مع دخول الحراك الشعبي غير المسبوق أسبوعه
الرابع، للمطالبة برحيل الطبقة السياسيّة التي يعتبرها المحتجّون فاسدة.
بينما اعتبرت
"سكاي نيوز عربيّة" أنّ "الاحتجاجات في لبنان، تدخل يومها الثاني
والعشرين بانضمام طلاب المدارس إليها، متحدّين قرارًا لوزارة التربية والتعليم
باستئناف الدراسة، في حين لا يزال اللبنانيون يواصلون احتجاجاتهم عبر إغلاق مرافق
حيويّة في البلاد".
إعداد
"اللواء"